الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«القاتلة البلهاء» ترفض الإعدام

17 سبتمبر 2010 01:13
لا تريد تيريزا ليفيس أن تموت و”يجب ألا تموت”.. حسبما يقول محاموها والأخصائية النفسية المعنية بها لين ليتشفيلد. وكتبت ليتشفيلد في مجلة “نيوزويك” مؤخراً تقول “كان لدي إحساس عابر في البداية بأن هذه المرأة لا تستحق الموت ثم أصبح هذا الإحساس مؤكداً”. وأضافت أنها رأت ليفيس تبكي مراراً ساكبة دموع اليأس وسمعتها تجهر وتستجير بالدعوات. تقيم ليفيس (41 عاماً) في سجن ولاية فيرجينيا شديد التحصين المخصص للنساء. وإذا لم تتدخل المحكمة الأميركية العليا، فإن ولاية فيرجينيا، التي رفض حاكمها بوب ماكدونال العفو عن ليفيس، ستنفذ في المتهمة عقوبة الإعدام صباح 23 سبتمبر الجاري. وإذا تم تنفيذ حكم الإعدام بحق ليفيس، فإنها ستكون أول سيدة يتم إعدامها في ولاية فيرجينيا منذ نحو 100 عام. ويبلغ عدد حالات الإعدام في الولايات المتحدة إجمالاً حتى الآن 11 حالة فقط منذ اعتماد عقوبة الإعدام في أميركا عام 1976. ولابد أن هذه الندرة في حالات إعدام النساء في أميركا أحد الأسباب وراء هذه الضجة التي تثيرها حالة ليفيس في بلد تتم فيه عمليات الإعدام بشكل متكرر ولا يكاد يعيرها أحد اهتماماً. لكن الظروف التي تحيط بإدانة هذه المرأة صارخة، ويرى محاموها أنها مثيرة للشكوك والظنون. ويشكك المحامون بقوة في أن تكون ليفيس في حالة عقلية تسمح بتنفيذ الحكم فيها، حيث يقدر الخبراء نسبة ذكائها بما لا يتجاوز 72. ويرى معظم الخبراء أن ليفيس تكاد تكون مختلة عقلياً بشكل لا يسمح بتنفيذ الإعدام بحقها. وحرضت تيريزا ليفيس عام 2002 شريكين لها على قتل زوجها وابن زوجها. وكانت تجلس في المطبخ عندما أطلقت الرصاصات ونزف زوجها حتى الموت. ورأى الادعاء العام آنذاك أن ليفيس تعاملت بدافع الجشع والاستحواذ للحصول على ربع مليون دولار، تأمين الحياة على زوجها. ويؤكد الادعاء أنها مارست الجنس مع أحد المتآمرين على قتل زوجها لجعله يستجيب لأوامرها. وسرعان ما تضاربت أقوال ليفيس ثم اعترفت بدورها وبذنبها مستجيبة لنصيحة محاميها آنذاك؛ لأنه كان يعتقد بشكل جازم بأن موكلته ستعاقب بذلك بالسجن المؤبد وليس بالإعدام. وهي العقوبة التي حصل عليها شركاؤها في الجريمة، وهم الذين أطلقوا الرصاصات التي أدت لجريمة القتل. ولكن نظرة القاضي المعني كانت مختلفة، حيث رأى أن ليفيس هي التي دبرت الجريمة بدم بارد وكانت “رأس الحية”، حسبما وصفها آنذاك، ما جعله يحكم عليها بالإعدام. لكن المحامي الجديد لليفيس على قناعة بأن حالتها العقلية لا تسمح لها بتدبير هذه الجريمة بهذا الشكل الذكي الذي نسبه إليها المحققون، بالإضافة إلى أنها تعاني اضطرابا في شخصيتها يجعلها تعتمد على دعم الآخرين ولا تستطيع الاستغناء عنهم. بمعنى آخر لقد كانت ليفيس ضحية لتعمية متعمدة. ينسجم ذلك مع الأقوال التي أدلى بها المتآمران في ما بعد، خاصة إشارة أحدهم حسب تقارير وسائل الإعلام إلى أن ليفيس كانت مثل الدمية. وأضاف المجرم الذي انتحر في السجن في ما بعد أن معاشرته الجنسية لليفيس كانت “جزءاً مما كان يجب فعله للوصول إلى المال”. وتشير بيانات المركز الأميركي لجرائم القتل إلى أن هناك 61 امرأة في أميركا ينتظرن الإعدام على ذمة جرائم قتل، وهو ما يعادل 2% من إجمالي الذين ينتظرون الإعدام في أميركا. فهل يجب إعفاء ليفيس من الإعدام لمجرد أنها امرأة؟ ويجيب ريتشارد ديتر من المركز الأميركي لجرائم القتل بأن كون ليفيس سيدة لا يلعب دوراً في هذه الحالة. وأضاف: “سيكون من الظلم الصارخ أن يموت الشخص الوحيد الذي يمثل أقل خطر على مجتمع ولم يعد المسؤول عن الجريمة أكثر من مسؤولية الذين نفذوها”.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©