السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجدي غنيم.. «الأفاعي» في ضيافة تميم

11 أكتوبر 2017 00:50
أحمد مراد (القاهرة) في أعقاب الإطاحة بحكم تنظيم الإخوان الإرهابي، والقبض على الرئيس المعزول محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو، هرب الإرهابي الإخواني وجدي غنيم إلى الدوحة، والتي فتحت له ذراعيها، وحرصت على دعمه مادياً ومعنوياً وإعلامياً. وفور وصوله إلى الدوحة، تعمد وجدي غنيم استفزاز الشعب المصري، حيث قام بنشر صور له على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» من قطر، وأمامه وليمة من «الكبسة»، وهو يشير بعلامة رابعة. وبعد فترة رحل وجدي غنيم عن قطر، ونشر فيديو على موقع «اليوتيوب»، قال فيه: قررت بفضل الله أن أنقل دعوتي خارج قطر الحبيبة حتى لا أسبب أي ضيق أو حرج لإخواني الأعزاء في قطر. وأضاف: جزاهم الله خيراً لكل ما يقدمونه من خير للمسلمين حكاماً وشعباً، وأرض الله واسعة، وأسال الله أن يثبتنا جميعاً على الحق حتى نلاقيه شهداء. وعلى الرغم من مغادرة وجدي غنيم للدوحة، إلا أن النظام القطري لم يمنع عنه الدعم سواء المادي أو الإعلامي، حيث تحرص الحكومة القطرية على مساندة الإرهابي الإخواني في أي مكان يذهب إليه. في الثامن من فبراير عام 1951، ولد وجدي غنيم في محافظة الإسكندرية، وحصل على بكالوريوس تجارة شعبة إدارة الأعمال من كلية التجارة جامعة الإسكندرية عام 1973، وعمل في وظيفة وكيل حسابات بوزارة المالية من سنة 1976 حتى استقال منها عام 2002. اقتحم وجدي غنيم العمل الدعوي، ومنذ بداياته في العمل الدعوية وحتى الآن وصفت آراؤه وأفكاره بالتشدد والتطرف، وهو الأمر الذي دفع السلطات المصرية إلى اعتقاله وسجنه 8 مرات، وذلك خلال الفترة من عام 1981 وحتى عام 1998، فضلاً عن اعتقاله خارج مصر 7 مرات، حيث اعتقل في كندا وأميركا وسويسرا وجنوب أفريقيا واليمن وإنجلترا مرتين. وفي عام 2008، طردته مملكة البحرين رداً على مواقفه العدائية ضد السعودية والكويت، وسافر إلى جنوب أفريقيا، وهناك وجهت إليه تهمة تزوير أوراق الإقامة، وعندما قرر التوجه إلى إنجلترا منعته السلطات الانجليزية من الدخول لاتهامه بالتحريض على العنف والإرهاب، وهو الأمر الذي تكرر عند محاولته دخول اليمن وماليزيا. وفي 2013، وبعد نجاح ثورة 30 يونيو في إسقاط حكم تنظيم الإخوان الإرهابي، كرس وجدي غنيم طاقاته ومجهوده للدفاع عن الجماعة الإرهابية، والتحريض ضد الجيش المصري وأجهزة ومؤسسات ورموز وعلماء الدولة المصرية كافة. وفي تلك الفترة، أصدر وجدي غنيم العشرات من الفتاوى التكفيرية والتحريضية، كان أبرزها تكفيره لملايين المصريين الذين خرجوا في تظاهرات 30 يونيو للمطالبة بإسقاط حكم «الإخوان» الإرهابي، حيث أعلن غنيم أن الخروج على الرئيس محمد مرسي في تظاهرات 30 يونيو حرام شرعاً، لأنه ــ بحسب زعمه ــ رئيس منتخب من الشعب، وشدد أن الخارج على مرسي كافر. وقال غنيم في فيديو له بثه على موقع «يوتيوب»: «التمرد على مرسي هو تمرد على الإسلام وإجهاض للمشروع الإسلامي، والمطالبون بإسقاطه في 30 يونيو يسعون لإسقاط الإسلام». وساند وجدي غنيم اعتصام أنصار تنظيم الإخوان الإرهابي في ميداني رابعة العدوية والنهضة، ووصف هذا الاعتصام بأنه أهم بكثير من الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان داخل المساجد. وعندما قامت السلطات المصرية بفض هذا الاعتصام، نشر وجدي غنيم فيديو على موقع «اليوتيوب» حرض فيه أنصار الإخوان على العنف والثأر لما حدث لهم في فض الاعتصام، وزعم أن ما حدث هو معركة بين الإسلام و الكفر، واصفاً رجال الجيش والشرطة بالكافرين. وفي مرة أخرى أذاع وجدي غنيم فيديو له، وهو يرتدي الزي العسكري، وطالب فيه أنصار الإخوان بتنفيذ عمليات استشهادية ضد الجيش والشرطة، داعياً إياهم بضرورة الاستشهاد في سبيل الله بحسب زعمه. وفي أكثر من فتوى له، أباح وجدي غنيم قتل أفراد الشرطة والجيش المصري، وزعم أنه لا يجوز إطلاق لقب «خير أجناد الأرض» على الجيش المصري. وفي أحد فيديوهاته المستفزة للشعب المصري، تمنى غنيم أن تتحول مصر إلى العراق قريباً، مؤكداً أن الوضع بالعراق لم يكن أحد ليصدق حدوثه، وإن شاء الله سيصبح الوضع في مصر كما بالعراق، وزعم أن رجال الشرطة المصرية يقبضون على كل من يعتلي منابر المساجد، مستخدمين الضبطية القضائية، كما زعم بوجود حملة صليبية على المسلمين في مصر يتزعمها بعض القضاة. ومن أبرز فتاوى وجدي غنيم التكفيرية التي طالت رموز مصر، الفتوى التكفيرية التي أطلقها ضد العالم المصري الراحل أحمد زويل، حيث زعم أن د. زويل كافر بإجماع العلماء والمذاهب الإسلامية كلها. وقال غنيم في لقاء تلفزيوني: «أرجو من الذين ليس لديهم علم شرعي عدم الخوض في جدال ونقاش معي فيما يخص خروج زويل من الملة. وزعم أنه لا يجوز الدعاء على زويل بالرحمة والمغفرة، واستشهد بالعديد من الآيات والأحاديث التي تبرر تكفيره للعالم المصري، بالإضافة إلى استشهاده بكتاب «التبيان في كفر من أعان الأميركان» لمؤلفه ناصر الفهد، حيث ادعى أن زويل ذهب لليهود وطور منظومتهم الدفاعية على الرغم من احتلالهم الأراضي الفلسطينية، ولذلك فقد خرج زويل من الإسلام ودخل في الكفر». وفي أغرب الفتاوى الشاذة التي أطلقها بعد 30 يونيو، زعم غنيم أن الشخص الذي يغني أو يسمع أغنية «تسلم الأيادي» هو شخص كافر، ومرتد عن الإسلام، وشايل كل الأرواح التي أزهقت واحترقت في رابعة وغيرها، واستشهد بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، رواه أبو داود قال فيه «إذا عملت الخطيئة في الأرض من شهدها فكرهها كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها». وقال غنيم: «السيساوية في كل البلاد واخدين السيئات بالكامل لو كانوا موافقين، وشركاء في القتل». وذهب وجدي غنيم إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث أرجع أسباب وقوع كارثة السيول التي أغرقت محافظتي الإسكندرية والبحيرة قبل عامين إلى تأييد المصريين لثورة 30 يونيو وفض اعتصامي رابعة والنهضة، واتخذ من الآية رقم 40 من سورة العنكبوت حجة ليبرر فتواه الشاذة، وفي هذه الآية يقول الله عز وجل: «فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَ?كِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ»، مشيراً إلى أن سقوط الأمطار ووقوع كارثة السيول جاءت نتيجة طبيعية لما حدث في مصر منذ 30 يونيو. وكانت العديد من المحاكم المصرية قد أصدرت أحكاماً عدة ضد وجدي غنيم، حيث عاقبته محكمة جنح القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار هيثم الصغير، بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات، بعد أن وجهت إليه تهم التحريض ضد مؤسسات الدولة، وإلحاق الضرر بمصلحة البلاد، والتحريض ضد ضباط الشرطة والجيش والأقباط. كما عاقبت محكمة جنايات القاهرة وجدي غنيم بالسجن المشدد 20 عاماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ «أحداث الاتحادية»، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص، بالإضافة إلى عشرات المصابين، كما أصدرت ضده محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار شعبان الشامي، حكماً بالإعدام شنقاً، لاتهامه بقيادة وتأسيس خلية إرهابية، من شأنها تنفيذ مخطط لاغتيال شخصيات عامة عدة، وهي القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية وجدي غنيم». وكانت دار الإفتاء المصرية قد أدانت فتاوى وآراء وجدي غنيم، ولاسيما المتعلقة بالتحريض على الاعتداء، وقتل قوات الأمن من رجال الجيش والشرطة، وتكفير المجتمع المصري ورموزه، ووصفت هذه الفتاوي بالإفساد في الأرض. وأكدت دار الإفتاء المصرية في بيان لها صدر في 14 مايو 2015، جاء ردا على فتاوى وآراء غنيم التحريضية، أن من يعتدي على النفس البشرية أياً كانت فجزاؤه جزاء المفسد في الأرض، وأن الشرع الشريف أكد حرمة الدماء، ورهب ترهيباً شديداً من إراقتها، بل جعل الله سبحانه وتعالى قتل النفس، مسلمة أو غير مسلمة، بغير حق قتلاً للناس جميعاً. ورداً على فتاوى وجدي غنيم التكفيرية، نددت دار الإفتاء المصرية بحملات التكفير والتشويه التي تقوم بها بعض التيارات والجماعات ضد رموز الوطن وعلمائه الكبار، وأكدت أن التكفير دائماً وأبداً هو سلاح المتطرفين للنيل من خصومهم وتشويه صورتهم وتبرير الاعتداء عليهم واغتيالهم مادياً ومعنوياً. وشددت دار الإفتاء المصرية على أن التكفير يعد السبب الرئيس والمباشر لمعظم عمليات الاغتيال والتصفية التي تتم بحق رموز وقيادات المجتمع، لافتة إلى أن العالم اليوم أصبح أكثر وعياً بمخاطر التكفير والتفسيق واستخدام الدين في الصراعات والنيل من الخصوم، نظراً لما جره التكفير واستخدام الدين في الصراعات من خراب ووبال على الأمتين العربية والإسلامية، ولما لحق بالكثير من الدول والمجتمعات العربية التي قارب الكثير منها على الانهيار أمام طوفان العنف المدجج بالفتاوى الدينية، مما يعني أن استمرار استخدام سلاح الفتاوى الدينية التكفيرية هو محاولة مستمرة من قبل البعض لتعريض أمن الوطن واستقراره إلى الخطر، ودفعه إلى مهالك السوء التي تنتشر في المنطقة من حولنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©