الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«ذو القرنين».. مكنّ الله له في الأرض ودانت له الملوك

24 نوفمبر 2016 21:47
أحمد محمد (القاهرة) سأل اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين، فأنزل الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا* إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا* فَأَتْبَعَ سَبَبًا* حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا* قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا* وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا* ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا* حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا* كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا)، «سورة الكهف الآيات 83 - 91». قال الطبري، يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، ويسألك يا محمد هؤلاء المشركون عن ذي القرنين ما كان شأنه، وما كانت قصته، فقل لهم سأتلو عليكم من خبره، إن الله مكن له في الأرض، وآتاه من كل شيء سببا، يتسبب إليه وهو العلم به. وقال شهاب الدين الألوسي، كان السؤال على وجه الامتحان، والسائلون في المشهور قريش بتلقين اليهود، وقيل اليهود أنفسهم، وأكثر الآثار تدل على أن الآية نزلت بعد سؤالهم، فالتعبير بصيغة الاستقبال لاستحضار الصورة الماضية، واخُتلف في ذي القرنين، فقيل هو ملك أهبطه الله تعالى إلى الأرض وآتاه من كل شيء سببا، وقيل هو عبد صالح ملكه الله الأرض وأعطاه العلم والحكمة وألبسه الهيبة ولا نعرف من هو. وذكر في تسميته CH القرنين وجوه، الأول: أنه دعا إلى طاعة الله، فضرب على قرنه الأيمن، فمات ثم بعثه الله، فدعا فضرب على قرنه الأيسر فمات، ثم بعثه الله تعالى فسمي ذا القرنين، والثاني أنه انقرض في وقته قرنان من الناس، الثالث أنه كانت صفحتا رأسه من نحاس، الرابع أنه كان في رأسه قرنان كالظلفين وهو أول من لبس العمامة ليسترهما، الخامس أنه كان لتاجه قرنان، السادس أنه طاف قرني الدنيا أي شرقها وغربها، السابع أنه رأى في منامه كأنه صعد إلى الشمس وأخذ بقرنيها. وذكر القرطبي، عن ابن إسحاق، وكان من خبر ذي القرنين أنه أوتي ما لم يؤت غيره، فمدت له الأسباب حتى انتهى من البلاد إلى مشارق الأرض ومغاربها، لا يطأ أرضا إلا سُلط على أهلها، حتى انتهى من المشرق والمغرب إلى ما ليس وراءه شيء من الخلق. وقيل إن ذا القرنين كان من أهل مصر اسمه مرزبان بن مردبة اليوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح، واسمه الإسكندر، وهو الذي بنى الإسكندرية، فنسبت إليه، وبالجملة فإن الله تعالى مكنه وملكه ودانت له الملوك، قال علي رضي الله عنه، سخر له السحاب، ومدت له الأسباب، وبسط له في النور، فكان الليل والنهار عليه سواء، حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حارة، قال بعض العلماء، ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغرباً ومشرقاً وصل إلى جرمها ومسها، بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق، فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة، كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض، ووجد عند العين قوماً، قلنا ياذا القرنين، إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا، قال لأولئك القوم، أما من ظلم وأقام على الكفر منكم، فسوف نعذبه بالقتل، ثم يرد إلى ربه يوم القيامة، فيعذبه عذاباً شديداً في جهنم، وأما من آمن وعمل صالحا، تاب من الكفر، فله جزاء الحسنى عند الله في الآخرة وهي الجنة، ويحتمل أن يريد بالحسنى الأعمال الصالحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©