الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نظام الأسد أقام معاملات تجارية مع «داعش»

11 أكتوبر 2017 15:33
في الوقت الذي كان الرئيس السوري بشار الأسد يرفع فيه صوته باتهام الغرب بغض الطرف عن عمليات التهريب التي ينفذها تنظيم «داعش» الإرهابي، كان عضو في البرلمان السوري يجري تعاملات سراً مع التنظيم. وقال مزارعون ومسؤولون إداريون في مدينة الرقة المعقل السابق للتنظيم إن هذا الترتيب ساعد الحكومة السورية في توفير الغذاء في المناطق السورية التي لا تزال تحت سيطرتها بعد أن سيطر التنظيم على منطقة زراعة القمح في شمال شرق سوريا خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ ست سنوات. وأكد خمسة مزارعين ومسؤولان إداريان في محافظة الرقة أن تجارًا يعملون لحساب رجل الأعمال السوري حسام قاطرجي عضو مجلس الشعب كانوا يشترون القمح من المزارعين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد وينقلونه إلى دمشق وسمح ذلك للتنظيم بأخذ حصة من القمح. وأكد محمد كساب مدير مكتب قاطرجي أن مجموعة «قاطرجي» كانت تزود المناطق الخاضعة للحكومة السورية بالقمح من شمال شرق سوريا عبر أراضي «داعش» لكنه نفى وجود أي اتصال مع التنظيم. ويمثل التعاون في تجارة القمح بين شخصية من مؤسسة الحكم في سوريا وتنظيم داعش المتطرف الذي يدعي أنه يعارض النظام السوري مفارقة جديدة في هذا البلد. وقال مدير مكتب قارطجي إن مجموعة قاطرجي لم تجر أي اتصالات مع داعش لكنه أكد أنها اشترت القمح من مزارعين في شمال شرق سوريا ونقلته عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم إلى العاصمة السورية دمشق. وسئل كساب مدير مكتب قاطرجي عن الكيفية التي استطاعت بها الشركة شراء القمح ونقله من دون أي اتصال بداعش، فقال «لم يكن ذلك سهلاً. كان الوضع في غاية الصعوبة». وعندما طلبت رويترز التفاصيل من كساب، اكتفى بالقول إن الموضوع يطول شرحه. ولم يرد بعد ذلك على مكالمات أو رسائل أخرى. وتنفي دمشق، الخاضعة لعقوبات أميركية وأوروبية بسبب الحرب وتعاملات نفطية مزعومة مع داعش، وجود أي صلات تجارية مع المتشددين. وقد أوشكت الدولة التي أعلنها المتشددون في مساحات كبيرة من سوريا والعراق عام 2014 على الانهيار بعد أن أخرجتها قوات مدعومة من الغرب من مدينة الموصل، معقلها الرئيسي في العراق، وحاصرتها في الرقة الآن حيث أصبح وجودها محصورا في مساحة ضئيلة. وتهاجم القوات السورية المدعومة من روسيا وايران مقاتلي داعش في مواقع أخرى مثل محافظة دير الزور على الحدود الشرقية لسوريا حيث قال كساب إنه يتحدث من تلك المنطقة. وروى خمسة مزارعين في الرقة كيف كانوا يبيعون القمح لتجار قاطرجي خلال سيطرة داعش على المدينة وذلك في مقابلات جرت بمبنى المجلس المدني للرقة الذي تشكل لتولي إدارة الأمور بمجرد استعادة المدينة. قال محمد الهادي، الذي يملك أرضا زراعية بالقرب من الرقة وجاء مثل المزارعين الآخرين إلى مقر المجلس طلبا للمساعدة «العملية كانت منظمة». وأضاف «كنت أبيع لتجار صغار كانوا يرسلون القمح للتجار الكبار الذين كانوا يرسلونه إلى قاطرجي والنظام من خلال تاجرين أو ثلاثة». وأكد، هو والمزارعون الآخرون، إنهم كانوا جميعاً مضطرين لدفع الزكاة بنسبة عشرة في المئة لداعش وكانوا يبيعون كل إنتاجهم خلال الموسم لتجار قاطرجي. وقال المسؤولون المحليون إن تجار قاطرجي كانوا يشترون القمح من الرقة ودير الزور ويعطون داعش 20 في المئة. وقال أوس علي النائب في مجلس القيادة المشتركة لمدينة «الطبقة»، وهو مجلس مماثل للمجلس المدني في الرقة لمرحلة ما بعد داعش متحالف مع القوات التي يقودها الأكراد وتهاجم الرقة الآن، «إذا كانت شاحنة تحمل 100 جوال، كانوا يحتفظون بعشرين ويعطون الباقي لسائق الشاحنة». وقال علي إنه علم بتفاصيل بيع القمح لقاطرجي من خلال التحدث مع معتقلين لدى داعش وآخرين كانوا يعملون في تحصيل الضرائب ورسوم الطرق للتنظيم. وأضاف علي «شاحنات قاطرجي كانت معروفة والشعار عليها كان واضحا ولم تكن تتعرض لأي مضايقات»، مشيرا إلى أن رجال قاطرجي نشطوا خلال موسم الشراء الأخير من مايو إلى أغسطس. وقال المزارعون أيضاً إنه كان من السهل التعرف على شاحنات قاطرجي. وقال علي وعدة مصادر أخرى إن سائقي الشاحنات كان مسموحاً لهم بتدخين السجائر أثناء مرورهم بالحواجز الأمنية على الرغم من أن التنظيم المتطرف كان يعاقب غيرهم من المدخنين بالجلد. وقال المزارع علي شنان «كنت أبيع محصول الموسم كله لتجار قاطرجي. فهم تجار معروفون. وكانت الحواجز الأمنية توقف الشاحنات ويأخذ داعش حصته ويسمح لها بالمرور». وأوضح المزارعون والمسؤولون المحليون إن القمح كان ينقل عن طريق «الجسر الجديد» على نهر الفرات إلى طريق يؤدي إلى خارج الرقة. ومن غير الواضح الآن ما هي الجهة التي تسيطر على الجسر مع اقتراب هزيمة المتشددين في المدينة. وقال المحامي عبد الله العريان المقيم في الرقة إن بعض تجار قاطرجي كانوا عملاء لديه. وأضاف أن شاحنات قاطرجي كانت تجلب إمدادات للمناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم. وأضاف «كان الغذاء يأتي من مناطق تسيطر عليها الحكومة. الدواء والغذاء». وفي ظل سيطرة داعش، كان خصوم التنظيم المعروفون يقتلون بالرصاص أو تقطع رؤوسهم في الساحات العامة. وقال عدة مزارعين إنهم شاهدوا وثائق لداعش كانت مختومة بأختام في الحواجز الأمنية للسماح بمرور شاحنات القمح. وكانت تلك الوثائق صادرة عن الإدارة المعنية بفرض الضرائب. وعلى صفحة قاطرجي على فيسبوك، يظهر في صورة وهو يصافح الأسد كما أنه كثيرًا ما ينشر صورًا للرئيس. وهو عضو في البرلمان عن حلب التي شهدت معارك ضارية واستردتها الحكومة أواخر العام الماضي ويمثل فردا من طبقة أعمال جديدة ارتفع نجمها خلال الحرب. وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عدة إجراءات استهدفت الحكومة وبعضا من الجماعات المسلحة الكثيرة العاملة في سوريا غير أن العقوبات لا تسري على المواد الغذائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©