الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في قصر موسى..«16 ألف قطعة سلاح» ودمى تتحرك على الماء

في قصر موسى..«16 ألف قطعة سلاح» ودمى تتحرك على الماء
17 سبتمبر 2010 20:53
انه قصر ممّيز، له قصة غريبة عجيبة، حلم صاحبه بان يقتني قصراً كبيراً، تحكي عنه الأجيال والمعجزات من دون اي مساعدة من أحد، فكان له ما أراد، نتيجة الإرادة والتصميم والتحدي والعزم، كلمة واحدة وجهها المدرس للطالب الصغير موسى المعماري الذي كان “يخربش” على الأوراق، أيام كان يافعاً طري العود، حيث كان يرسم قصراً حسب وحي خياله الخصب، فنعته الاستاذ بكلمة “شحاد”، مكملاً من أين ستبني مثل هذا القصر، وأنت تعاني الفقر والعوز. كلمة “شحاد” استفزت مشاعر الطالب موسى المعماري، الذي وضع هدفاً واحداً، يسعى طوال حياته لتحقيقه، الاّ وهو بناء قصر كبير، فاختار منطقة الشوف في لبنان التي تعتبر من أجمل المناطق السياحية، نظراً لما تجمعه من المعالم الأثرية، والمناظر الطبيعية الخلابة والطقس الرائع صيفاً وشتاء، إضافة الى تنوع الخدمات التي يحتاجها السائح والزائر عند زيارته المنطقة. 16 ألف قطعة سلاح المهم أن موسى المعماري بنى القصر حجراً حجراً، وحقق حلمه، فأصبح قصره مقصداً للسياح وللمدارس والجامعات، حيث تنظم الرحلات للزائرين للاضطلاع على مقتنيات القصر وما يضم من متاحف فلكلورية ودمى شمع تمثل العوائل اللبنانية القديمة، ورجال الدين والسياسة، والدمى التي نتحدث عنها من صنع يدي موسى المعماري وتتحرك على الماء. بالإضافة الى ذلك يضم القصر، مجموعة من الأسلحة القديمة من العصر العثماني حتى الانتداب الفرنسي للبنان، وتعد هذه المجموعة من أكبر المجموعات في منطقة الشرق الاوسط، حيث تبلغ أكثر من 16 ألف قطعة سلاح. متحف السلاح الأثري في قصر موسى، يبهر الزوار بهذه المجموعة الضخمة من قطع البنادق والمسدسات والسيوف والخناجر، والبنادق الحربية ذات الصناعة التركية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، وكلها وضعت في رفوف وواجهات زجاجية تدل على تاريخها ونوعيتها، وما طرأ عليها من تعديلات فيما بعد، على أساس أن هذه القطع أجريت عليها إضافات حسب مقتضيات المرحلة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. قصة كل قطعة يمتاز متحف الأسلحة الأثرية في قصر موسى المعماري بمعروضاته وجودة أنواعه المختلفة، حتى أن بعض القطع كان يحملها الملوك والرؤساء والسلاطين الذين تعاقبوا على حكم المنطقة منذ عشرات السنين، كل بندقية لها قصة، وكل مسدس له تاريخ، وكل “طبنجة” لها كتاب، حتى أن زائر المتحف يحتار بهذه المجموعة المنمقة بقبضاتها العاجية والذهبية، والزخرفة التي تزيدها وهجاً وتألقاً، والتي تشكل متحفاً فريداً من نوعه في هذا القصر الذي أصبح من أشهر معالم لبنان، فكل قطعة سلاح تجسد مرحلة تاريخية وأثرية تروي حقبة مثيرة من العادات والتقاليد التي كانت سائدة، والتي جمعها موسى المعماري في عناء وتعب، ليغني المكتبات بما تضمنته حقبة العصر العثماني ومرحلة الانتداب الفرنسي. تحقيق المعجزات متحف السلاح، متحف الدمى، قصر موسى، كلها تتشكل تحت اسم واحد، ألاّ وهو متحف لبناني متميز من حيث مضمونه ومكنوناته، وما يحوي من حقبات تاريخية وأثرية، ان دلت على شيء فهي تدل على عزيمة الإنسان وقدراته على تحقيق المعجزات، وهذا ما ظهر في كل غرفة وزاوية، حيث امتزج التراث والتاريخ عن طريق مجسمات تمثل حياة اللبنانيين في القرنين التاسع عشر والعشرين، وما مجموعة الأسلحة القديمة إلا خير شاهد على الكنوز التي يملكها هذا الوطن، وقصر موسى المعماري العجيب الشكل الذي بناه شخص واحد بيديه، يعطينا المثال على قدرات تحقيق حلم الطفولة، ليصبح هذا الحلم من أهم معالم لبنان السياحية. علمتني الحياة في إحدى ممرات القلعة في قصر موسى، تطالعك كلمات سطرت على إحدى اللوحات: “علمتني الحياة، أن هذا العالم لن يتوقف عن استمراره بعد موتي. كما ان الأرض لن تحجم عن دورانها، والشمس لن تكف عن شروقها وغروبها”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©