مصطفى الديب (أبوظبي)
?تتجه أنظار العالم إلى أبوظبي اليوم، وتحديداً إلى حلبة مرسى ياس، حيث تنطلق منافسات جائزة الاتحاد للطيران الكبرى الجولة الأخيرة من بطولة العالم للفورمولا- 1، وهي الجولة التي سوف تحسم لقب البطولة الذي يتنافس عليه سائقا مرسيدس الألماني نيكو روزبيرج متصدر الترتيب وزميله البريطاني لويس هاميلتون صاحب المركز الثاني، متأخراً بفارق 12 نقطة عن صاحب الصدارة، وكانت الجولة قبل الأخيرة من البطولة قد شهدت فوز هاميلتون، الأمر الذي أجل الحسم لجولة أبوظبي لتكون المرة الثالثة التي تقول فيها ياس القول الفصل في تحديد اسم بطل العالم.?
وسيكون عشاق السرعة على موعد مع الإثارة والتشويق داخل مضمار الحلبة، حيث تنطلق التجارب الحرة «غير الرسمية»، كما يطلق عليها المتخصصون.??
وتعد التجارب التدريب الحقيقي للسائقين واستعراض قوة قبل انطلاق التجارب الرسمية غداً، والتي سوف تحدد مراكز انطلاق السائقين، ويشارك فيها 22 سائقاً ممثلين لـ11 فريقاً، ويتصدر قائمة المشاركين الألماني نيكو روزبيرج سائق مرسيدس جي بي متصدر الترتيب العام ومنافسه الرئيسي وزميله بالفريق البريطاني لويس هاميلتون، كما أن هناك العديد من السائقين النجوم الذين ينتظر عشاق السرعة ظهورهم على مضمار حلبة ياس، في مقدمتهم بطل العالم لأربع مرات الألماني سبستيان فيتل سائق فيراري.
وتعد تجارب اليوم هي الحرة الأخيرة لكل من البرازيلي فيليبي ماسا والبرطياني جنسون باتون اللذين سيختتمان مشوارهما مع الفورمولا- 1 من أبوظبي.??
وتقام التجارب على حصتين مدة كل منها 90 دقيقة، تبدأ الحصة الأولى في الواحدة ظهراً، والثانية في الخامسة مساء، في نفس موعد السباق الرسمي.??
وتسمح التجارب الحرة للسائقين بالوقوف على مدى استعداداتهم، سواء بحمولة الوقود الخفيف أو الثقيل، وسوف يكون الحضور في حلبة مرسى ياس على موعد مع مشاهدة حية لتلك التجارب، التي تعد واحدة من أهم الخطوات التي يقوم بها السائقون قبل سباق كل جولة، وتمكن التجارب الحرة القائمين على الفرق من معرفة مدى جاهزية السيارة، والأعطال التي ربما تتعرض لها خلال السباق الرسمي، كما أنها تساهم في دخول السائقين أنفسهم في أجواء السباق الرسمي.??
وكانت هناك بعض المقترحات بجعل التجارب الحرة أكثر قيمة من الناحية التنافسية بتخصيص مبلغ مالي للفائز فيها، وكانت على رأس المقترحات التي خرج بها البريطاني مارتن ويتمارش، المدير التنفيذي لفريق ماكلارين مرسيدس، في عام 2008، الذي اقترح أن يتنافس السائقون على جائزة قدرها مليون دولار أميركي تمنح للفائز في التجارب الحرة المقررة أيام الجمعة.??
وكانت مبرراته أن التجارب غير الرسمية تقام يوم الجمعة لكن لا أحد يأخذها على محمل الجد، وأن الجميع يستعد بدلاً من ذلك لسباق الأحد الرئيس، ولم تؤخذ تلك الاقتراحات التي تبناها ويمارش على محمل الجد، ولم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن ليبقى الوضع كما هو عليه.??
وكما أن للسباقات رموزاً سجلوا أسماءهم في ملفات التاريخ، فإن للتجارب أبطالها أيضاً، حيث إن البريطاني جيم كلارك، المتوج بطلاً للعالم في مناسبتين، نجح في انتزاع المركز الأول على خط الانطلاق 32 مرة، ومعلوم أن كلارك فوت فرصة انتزاع اللقب العالمي في مناسبتين نتيجة تسرب الزيت من محرك سيارته خلال لحظات حاسمة من البطولة، وقد توفي عام 1968 على حلبة هوكنهايم بألمانيا بعد حادث مروع وقع ضحيته خلال مشاركته في سباق ضمن بطولة الفورمولا- 2 نتيجة ثقب لحق بأحد إطارات سيارته، أما الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو، صاحب الألقاب العالمية الخمسة، فقد خاض 51 سباقاً في مسيرته المظفرة نجح خلالها في انتزاع المركز الأول على خط الانطلاق 29 مرة، وحقق فانجيو ألقابه الخمسة مع أربعة فرق مختلفة وخاض سبعة مواسم كاملة ضمن البطولة شهدت حلوله في مركز الوصافة في المناسبتين اللتين لم يحرز فيهما اللقب، وسجل فانجيو ظهوراً على خط الانطلاق من المركز الأول أو الثاني في 48 مناسبة.??
واعتزل فانجيو عام 1958، وقد صمد لقبه كأكثر السائقين فوزاً باللقب العالمي لمدة 46 عاماً.??
??وعانى البريطاني نايجل مانسل حروقاً من الدرجتين الأولى والثانية في بداياته في عالم الفورمولا- 1 بعد تسرُّب الوقود إلى مقصورة سيارته التي التهمتها السنة النيران، وانتزع لقب بطل العالم مرة واحدة عام 1992، حيث إن سوء الحظ فقط حرمه من إضافة لقبين آخرين.??
وتحول مانسل إلى بطل بريطاني قومي عام 1987 عقب فوزه بلقب بطل سباق جائزة بريطانيا الكبرى على حلبة «سيلفرستون» الشهيرة، وقد تعرض لـ32 حادثاً خلال 191 سباقاً خاضها مع فرق عدة وانتزع المركز الأول على خط الانطلاق في 32 مناسبة (المركز الخامس على هذا الصعيد)، وكان في المركز الرابع لناحية السائقين الأكثر فوزاً بالسباقات (31).?? ??
عدد اليوم
