العلماء الضيوف: رمضان شهر اغتنام الفرص والطاعات

إبراهيم سليم (أبوظبي) شدد العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على ضرورة اغتنام شهر رمضان، وبدء مرحلة إيمانية جديدة، واغتنام فضائله، وألا يخرج المسلم من رمضان كما دخل فيه. وحث العلماء خلال دروس أمس، التي تجاوزت 40 درساً في مختلف إمارات الدولة، على قراءة القرآن الكريم والتمسك بما فيه، وحاضر العلماء في موضوعين مهمين وهما «الأوبة»، أي التوبة والرجوع إلى الله، و«خذ الكتاب بقوه»، بحسب البرنامج الذي تشرف عليه وزارة شؤون الرئاسة، وتنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، إضافة إلى ما يتعلق بالصيام كفريضة. الموضوع الأول تناول شهر الأوبة إلى الله سبحانه وتعالى، بكثرة أعمال الخير، والباقيات الصالحات للمسلم عند الله، وفي سيرته العطرة بالمجتمع، وهذا يجعل التوبة ترجمة سلوكية فعلية للصائمين والقائمين، إذ الهدف الأسمى من فرضية الصيام هو بلوغ مرتبة المتقين «لعلكم تتقون» ولأن شهر رمضان هو شهر أنزل فيه القرآن «هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» فقد تحدث العلماء عن هذا تحت الموضوع الثاني الذي أثاروه بعنوان «خذ الكتاب بقوة». ودعا العلماء جمهور الصائمين إلى تلاوة القرآن الكريم تلاوة تدبر وتطبيق، إذ ليس المراد من قراءة القرآن القراءة التعبدية فحسب، بل الأهم المواظبة على القرآن الكريم ودراسة تفسيره وفهم أسراره، وتطبيق أحكامه والأخلاق التي دعا إليها رب العالمين، فقد خاطب الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالقول «طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»، فالقرآن مصدر سعادة الإنسان فيه بيان ما يريد به الله سبحانه من مخلوقاته، وفيه الدستور والقيم التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، ولما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق رسول الله؟ أجابت: «كان خلقه القرآن». لقد ذكر أصحاب الفضيلة العديد من فضائل القرآن وتلاوته، ولكن كان الأهم هو التزام كل مسلم بآداب الإسلام وفضائله التي دعاهم إليها القرآن الكريم وترجمها في سيرته العطرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأهل بيته. وأكدت الدكتورة زينب الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر خلال لقائها في دار زايد للرعاية الأسرية بالعين، حول التوبة والرجوع إلى الله، وكيفية التوبة وشروطها، ومعناها، وشددت على أن شهر رمضان شهر موسم الخيرات والبركات والطاعات وفرصة للراغبين في العودة إلى ربهم، وشرحت شروط التوبة، ومزية التوبة الصادقة، وكيف يعرف العبد أن توبته قبلت. كادر// العلماء الضيوف رمضان أبرك الأزمنة تناول الدكتور ماهر أحمد محمد عامر أستاذ أصول الفقه كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر في محاضرته التي ألقاها بمدينة العين العديد من الجوانب التي تخص الشهر الكريم، حيث ألقى الضوء عن كيفية استقبال الشهر، والأمور التعبدية خلال الصيام، وقراءة القرآن الكريم والتمسك به، وكذلك فضائل الشهر الكريم ومغانمه، والتي على كل مسلم أن يحرص على اقتناص هذه المغانم وأن يداوم على الذكر والاستغفار، وتناول فائدة الاستغفار، وأنه محاء للذنوب ومقرب إلى رضا الرب المعبود. وأكد أن الله جعل شهر رمضان أبرك الأزمنة المواتية للمسلم كي يغير مسار حياته، فيصحح سلوكه مع الله سبحانه تعالى، ومع الناس جميعاً، وقال إن النبي بين فضائل الشهر الكريم والتي لا حصر لها وأن الصوم سبب من أسباب دخول الجنة، فالصيام والصلاة والقيام والقرآن يشغلون العبد ويحمونه من الوقوع في الأخطاء المنهي عنها.