السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتهام سياسيين ورجال أعمال برازيليين بخطف واحتجاز تسعة صحفيين

17 سبتمبر 2010 20:56
وجه مكتب المدعي العام في ولاية ماتو جروسو البرازيلية مؤخراً إلى عدد من السياسيين ورجال الأعمال عدة تهم تتعلق بالخطف والسجن غير المشروع والاحتجاز غير القانوني لفريق من الصحفيين حيث قام المتهمون منذ عامين بتوقيف ومهاجمة وحبس تسعة أشخاص من الصحفيين وناشطي البيئة كانوا يقومون بتصوير فيلم وثائقي عن إزالة الغابات وعن السكان الأصليين من شعب “انويني نيويه” في غابات الأمازون. وقالت منظمة “جرينبيس” ومنظمة “فوللا دي سان باولو” إن المهاجمين خافوا من أن الصحفيين والناشطين يمكن أن يساعدوا القبيلة السكان الأصليين في النزاع القائم على الأراضي مع المزارعين المحليين. وكانت العملية وقعت حسب ما ذكر مركز “كنايت للصحافة في الأميركيتين” (Knight Center for JOURNALISM IN THE AMERICAS) عندما كان أعضاء الفريق، وبينهم مصور صحفي برازيلي وصحفيان فرنسيان وأعضاء من منظمة “السلام الأخضر” (جرينبيس) ومنظمة “أوبان” لسكان الأمازون الأصليين متواجدين في فندق في مدينة خوينا في أغسطس من عام 2007 لمدة يومين، حيث قام نحو مائة مزارع برفقتهم رجال أعمال ومسؤولون رسميون عن المدينة بمحاصرة الفندق وتحذير أعضاء الفريق الصحفي من زيارة شعب “أينويني نيويه” الذي يقيم في الغابات كما طالبوهم بمغادرة المدينة . وقالت صحيفة “ غازيتا ديجيتل “ إن أعضاء فريق الفيلم تعرضوا لاعتداءات جسدية ولفظية، وبعد احتجازهم تم اقتيادهم إلى مجلس المدينة لشرح ما يقومون به لكنهم أخذوا من هناك إلى المطار. ووزعت “جرينبيس” شريط فيديو حول الحادث مما جعل عملية نفي المسؤولين والمشاركين للتهم الموجهة إليهم شبه مستحيلة. وتأتي أهمية محاكمة المسؤولين في وقت تتزايد الاعتداءات على الصحفيين في دول أميركا اللاتينية وتكاد تصبح شبه يومية على الرغم من الجهود التي تقوم بها بعض السلطات للحد من ذلك. ورغم نجاح عملية إطلاق صحفيين اختطفوا مؤخراً من قبل عصابات المخدرات في المكسيك وتوقيف الشرطة لعدد من المتهمين بهذه العملية إلا أن تقارير نشرها مركز “كنايت” نفسه المختص بمتابعة أحوال الإعلام في أميركا اللاتينية، ذكرت أن الحرب ضد المخدرات أظهرت ضعف الصحافة في البلاد. وقد تظاهر أكثر من ألف صحفي مؤخراً في شوارع مكسيكو ومدن أخرى في 11 ولاية مكسيكية للدفاع عن حرية التعبير وللمطالبة بوقف مسلسل العنف ضد الصحفيين الذي أدى إلى مقتل 64 صحفيا واختفاء 11 آخرين في السنوات العشر الأخيرة حسب صحيفة “هيرالد تريبيون” في طبعتها اللاتينية وشبكة “سي بي أس نيوز”. كما أفادت تقارير أخرى ان عمليات تهديد مستمرة يتعرض لها الصحفيون في كولومبيا آخرها تهديد صحفي فائز بجائزة دولية لحقوق الإنسان في حين تعرضت صحيفة في فنزويلا لهجوم بقنبلة ولا تزال الشرطة تحقق في الأمر. كما تنتشر على شكل واسع أشكال مختلفة من الرقابة والتهديد للعاملين في الإعلام ولاسيما الصحافة المهتمة بشؤون البيئة في المنطقة ، وخاصة الصحافة التي تتابع أحوال غابات الأمازون الشاسعة التي تشهد عمليات متزايدة من الزحف الصناعي والبشري لأغراض مختلفة تؤدي إلى تجريف وقطع الأشجار أو التضييق على السكان الأصليين والتسبب بخلل التوازن البيئي في تلك المنطقة. وكان تقرير “صحفيون بلا حدود” الذي صدر في يوم البيئة العالمي في 5 يونيو الماضي ذكر أن الصحفيين الذين يتابعون الدمار البيئي “يعتبرون هدفا للتهديدات والاعتداءات”. ومن بين ثماني دول تحدث عنها التقرير وردت ثلاث دول لاتينية بارزة في هذا السياق ، ففي البرازيل برزت قضية الصحفي لوسيو فلافيو بينتو، مسؤول تحرير صحيفة “جونال بيسولا” الذي تعرض لعشرات الملاحقات القانونية بسبب تغطياته المتعلقة بالدمار البيئي للغابات ومصادر المياه والسيطرة غير الشرعية على الأراضي، كما برزت قضية منتج الأفلام الوثائقية الأوروبي جوزيه هيورتا الذي أُستدعي للمحكمة ثماني مرات بسبب فيلمه الذي يفصّل آثار المشاريع السياحية على قرية صيد في ولاية سييرا. وفي الأرجنتين برزت قضية الصحفية ماريا ماركيز التي تلقت تهديدات بالقتل بعد انتقادها مشروع منجم للشركة الكندية المتعددة الجنسيات “يامانا جولد”. وفي السلفادور قُتل الناشطان البيئيان والوجيهان المحليان جوستافو مارسيلو ريفيرا وراميرو ريفيرا جوميز، المتعاونان مع راديو فيكتوريا في منطقة كاباناس، بعد معارضتهما لشركة المناجم الكندية “باسفيك ريم” كما تلقى عاملون في الإذاعة نفسها تهديدات مماثلة بالقتل. وقال تقرير “صحفيون بلا حدود” إن خلف هذه التهديدات والاعتداءات توجد” شركات كبرى وعصابات إجرامية، ومسؤولون رسميون يتلقون الرشاوى”. ومقابل اهتمام الشركات الكبرى باستغلال ثروات الأمازون لغايات تجارية فإن المنطقة تشكل أيضاً محور اهتمام الكثير من البعثات البيئية العالمية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©