الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة اليونان.. خطر على «اليورو»

20 يونيو 2015 23:54
من الأسباب التي تجعل مسؤولي الاتحاد الأوروبي يسمحون لليونان بأن تتقدم بخطى بطيئة وبشكل خطير من حافة الجبل للخروج من منطقة «اليورو» هو احساسهم المؤكد غالباً بأن الوضع محاصر. ذلك، بأن تعثر اليونان عن سداد ديونها أو خروجها من العملة الموحدة سيكون قضية خاصة بها، كما تشير الحجة، دون أي تأثيرات جانبية. بيد أن هذا يبدو غير صحيح تماما كما يريدنا زعماء أوروبا أن نصدق. ومع قيام المفوضية الأوروبية بمناقشة ما يطلق عليه نائب رئيس المفوضية «فالديس دومبروفسكيس» مجازاً بأنه «سيناريوهات أقل ملاءمة»، فإن المستثمرين يراهنون على حدوث عدوى. ومن خلال رفع قيمة العائدات على السندات الإسبانية والإيطالية، وفي الوقت نفسه تراجع المستويات في الولايات المتحدة وألمانيا، فهم يشيرون إلى أن عدم الاكتراث بخروج اليونان لن يكون في محله في أحسن الأحوال. وقال «دومبروفسكيس» في مؤتمر صحفي «هناك شروط فنية مسبقة وكل ما نحتاج إليه الآن هو إظهار الإرادة السياسية من الجانب اليوناني للتوصل إلى اتفاق نهائي». وأضاف أن الاقتراحات المقدمة من قبل المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي للحكومة اليونانية تعتبر «أساساً جيداً للتوصل إلى اتفاق» حول هذه المسألة. وليست الأسواق المالية فقط هي التي يصيبها الخوف من سياسة حافة الهاوية بين اليونان ودائنيها. فمع تعرض مشروع العملة الموحدة لخطر الانهيار، فإن الاقتصاد الحقيقي تجتاحه موجة غضب. وتشير الأرقام اليوم إلى تراجع الثقة الألمانية للشهر الثالث في يونيو إلى أدنى مستوياتها منذ شهر نوفمبر، وكانت أضعف بكثير من توقعات خبراء الاقتصاد. ومن الممكن أن تنقلب العدوى الحالية بغض النظر عن الطريقة التي ستحسم بها الأزمة اليونانية. وربما يتبين أن هذه الحالة من عدم اليقين هي التي تهز المستثمرين، وأنهم غير مبالين ما إذا كانت اليونان تبقى في منطقة «اليورو» أو تخرج منها، طالما أن النتيجة محسومة إلى حد ما. يُذكر أن اليونان تساهم بأقل من 2 في المائة في إجمالي الناتج المحلي في منطقة «اليورو»، وأن البنوك الأوروبية قد خفضت من درجة انكشافها على الأصول اليونانية في السنوات الأخيرة. وهذا تفكير خطير، على الرغم من ذلك، نظراً لأن خروج اليونان من منطقة «اليورو» سيشكل تهديداً وجودياً لليورو. ومن جانبه، وصف «بيير موسكوفيتشي»، مفوض الشؤون الاقتصادية والمالية بالاتحاد الأوروبي، الخطر الذي لم يجرؤ على أن يتلفظ باسمه، عندما قال يوم الثلاثاء: «إنني مرتبط باثتين من خصائص اليورو. الأولى هي النزاهة والثانية هي اللاانعكاسية. وبالنسبة لي، فإن اليورو هو أكثر من منطقة ذات سعر فائدة ثابت، إنه أكثر من ذلك؛ إنه حقا عملة واحدة». ومن خلال التخلي عن العملة،، فإن اليونان ستنقض الجزء الخاص ب «اللاانعكاسية» في المعادلة، الأمر الذي من شأنه أن يصيب في مقتل قرار«ربط العملة الموحدة وليس مجرد ربط العملة». وأن هذا، بدوره، سيحث المتعاملين على إجبار عدد أكبر من أعضاء «اليورو» لترك النادي في المرة القادمة التي يحدث فيها شيء من المتاعب الاقتصادية على هامش القارة. هذا هو الخطر الذي يأخذه القائمون على «اليورو»، بينما يختبرون خروج اليونان من منطقة اليورو. وأوضح مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية في المؤتمر الصحفي ذاته أن «أفضل سيناريو هو أن تظل اليونان في منطقة اليورو». وتطالب المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي اليونان بتنفيذ إصلاحات اقتصادية قبل أن تقدم حزمة إنقاذ بقيمة 7.2 مليار يورو. وكانت اليونان قد أجلت يوم الجمعة الماضي سداد 300 مليون يورو لصندوق النقد الدولي حتى نهاية يونيو الجاري لحين الحصول على 5.1 مليار «يورو» من حزمة الإنقاذ. مارك جيلبرت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©