دبا الحصن - عبدالله الحريثي:
السهاد والقلق لم يفارقا دبا الحصن، تلك المدينة الجبلية التي تطل على بحر العرب منذ الإعلان عن اختطاف الدبلوماسي الإماراتي ناجي راشد محمد النعيمي في العراق والذي عاش وترعرع على قمم جبال دبا الحصن، حيث استمد من إرثها وبيئتها القيم العربية والإسلامية الأصيلة · وتعيش أسرة ناجي أوضاعاً لا توصف ويصعب التعبير عنها، الدقائق تمضي وكأنها دهر، ولكن عيني أم ناجي تختصر المأساة والألم وهي تتطلع كل لحظة إلى السماء رافعة يديها ومعها كل الأمهات في الامارات متضرعة إلى الله العلي القدير أن يعيد إليها فلذة كبدها ابنها ناجي ·
الدبلوماسي ناجي راشد محمد النعيمي طراز مختلف من الشباب، ومنذ أن وقعت الواقعة في العراق وألمت بأهلها الخطوب كان في مقدم المطالبين بالذهاب إلى العراق ناذرا نفسه لمساعدة الأشقاء ·
وناجي الذي ولد في 1979 (26 عاما) وترعرع في دبا الحصن، ونال إجازته الجامعية من جامعة الإمارات، تخصص شريعة وقانون عام 2000 بمعدل جيد جدا، هو بكر أبيه، وله من الإخوة محمد وعلي وطلال وحمد وعبدالله وأحمد وحمدان ومنصور وأختان هما تهاني وعائشة، يجمعهم الحب والعطاء في منزل شعبي تضمه دبا الحصن· وكان ناجي يخطط للزواج في السادس من سبتمبر المقبل وحجز قاعة جواهر في دبي لتنظيم حفل زواجه· وأصر الدبلوماسي الإماراتي ناجي النعيمي على البقاء في أرض الرافدين للقيام برسالته الإنسانية ومتابعة حملات الإغاثة التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة عبر الهلال الأحمر الإماراتي إلى الأشقاء في العراق، وكان قد أشرف بنفسه خلال الشهور الماضية على توزيع مساعدات إنسانية شملت كافة المحافظات العراقية رغم كل الظروف والمخاطر التي كانت تحيط بقوافل مساعدات الإمارات · ومن هذا المنطلق جسد الدبلوماسي الإماراتي ناجي النعيمي سياسة الإمارات الإنسانية بكل أبعادها ومعانيها ومراميها·· ولا زالت دبا الحصن وكل مدن الإمارات على أمل أن تصحو على نبأ سار يعلن الإفراج عن ابنها وعودته الى أحضان وطنه وذويه·
عدد اليوم
