الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النسر الأميركي يحلق بالحرس القديم

النسر الأميركي يحلق بالحرس القديم
22 مايو 2006
بقلم: كريس سيرماك
وبريندون هانلي
بعد سنوات طويلة ظلت فيها كرة القدم ضمن لعبات المرتبة الثانية في الولايات المتحدة الاميركية نجحت اللعبة في شق طريقها بقوة إلى الصفوف الأولى في السنوات القليلة الماضية وبالتحديد منذ استضافة الولايات المتحدة لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1994
وبعد الأداء الراقي للمنتخب الاميركي في بطولات كأس العالم منذ ذلك الحين يسعى الفريق حاليا إلى تثبيت أقدامه بين الكبار من خلال كأس العالم المقبل في ألمانيا·
ويقف المنتخب الاميركي حاليا على قدم المساواة مع نظيره المكسيكي كأفضل فريقين في اتحاد منطقة كونكاف (أميركا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي) كما يملك الفريقان الامكانيات التي تؤهلهما للمنافسة على القمة في البطولات العالمية·
وأنهى المنتخب الاميركي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 بألمانيا متربعا على قمة مجموعة فرق الكونكاف وذلك للمرة الأولى في تاريخ الفريق·
وكان المنتخب الاميركي قد حقق إنجازا حقيقيا في كأس العالم الماضية عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما تغلب على نظيره البرتغالي في الدور الأول بالبطولة ليحجز مقعده في الدور الثاني (دور ال16) على حساب المنتخب البرتغالي صاحب لقب 'برازيل أوروبا'·
وواصل المنتخب الاميركي نتائجه الرائعة في كأس العالم 2002 بالتغلب على جاره المكسيكي 2/صفر في الدور الثاني·وكاد الفريق يكمل طريقه نحو الدور قبل النهائي حيث قدم أداء رائعا أمام المنتخب الالماني في دور الثمانية وكان الطرف الأفضل في المباراة ولكن أوليفر كان حارس مرمى المنتخب الألماني تصدى لجميع المحاولات الاميركية للتسجيل ليحرم الفريق من التأهل للمربع الذهبي ويمنح تأشيرة التأهل لهذا الدور للفريق الألماني الذي فاز بالمباراة 1/صفر·
وتأهل المنتخب الاميركي إلى آخر خمس بطولات لكأس العالم ولم يعد لدى الفريق أي آثار سلبية لما كان عليه في الماضي قبل هذه البطولات التي خلت من الاخفاقات التي اعتاد عليها المنتخب الاميركي في مشاركاته الأولى بكأس العالم حيث أصبح المنتخب الاميركي حاليا من الفرق التي تقدم كرة القدم الجميلة الحافلة بالاجتهاد والمهارات·
ونجحت مجموعة اللاعبين الشبان أصحاب المواهب الرائعة مثل لاندون دونوفان وداماركوس بيسلي في الاندماج خلال الفترة الماضية مع اللاعبين أصحاب الخبرة الكبيرة مثل المخضرم برايان ماكبرايد نجم فولهام الانجليزي الذي لعب في بطولتين لكأس العالم وكلاوديو ريينا نجم مانشستر سيتي الانجليزي وحارس المرمى كاسي كيللر المحترف في ألمانيا·
وبالاضافة إلى اللاعبين أصحاب الخبرة من 'الحرس القديم' بالفريق ·· يضم المنتخب الاميركي مجموعة من اللاعبين صغار السن الذين يمكنهم شق طريقهم نحو التشكيل الأساسي والتألق بشدة مع منتخب بلادهم ومنهم قلب الدفاع جوناثان سبيكتور المحترف في مانشستر يونايتد الانجليزي والمعار إلى تشارلتون الانجليزي وتايلور تويلمان هداف الدوري الاميركي في العام الحالي وتيم هوارد حارس مرمى مانشستر يونايتد·
ولأول مرة في تاريخ الفريق يحظى المدير الفني للمنتخب الاميركي بهذه المكانة التي يحظى بها حاليا بروس أرينا الذي تولى قيادة الفريق قبل نحو ثماني سنوات خلفا للمدرب السابق ستيف سامبسون الذي احتل مع الفريق المركز الأخير في مجموعته بالدور الأول لكأس العالم 1998 بفرنسا وبالتالي فقد أصبح أرينا أيضا هو صاحب أطول فترة تدريبية مع المنتخب الاميركي عبر تاريخه·
وبعد تأهل المنتخب الاميركي إلى نهائيات كأس العالم 2006 مبكرا كانت الفرصة سانحة أمام أرينا لتجربة أكبر عدد من اللاعبين بالإضافة إلى الخطط والتشكيل خلال آخر ثلاث مباريات له في التصفيات·
كما يفضل أرينا التركيز على ما ينتظره من عمل حيث قال عقب انتهاء رحلة التصفيات بتأهله لنهائيات كأس العالم بألمانيا 'مازلنا بحاجة إلى تحسين أدائنا في مختلف مناطق الملعب ·· لا يوجد مركز واحد لا نحتاج إلى تطوير أدائنا فيه· وكما حدث في عام 2001 قبل انطلاق بطولة كأس العالم 2002 يجب أن نطور أنفسنا وحسب'·
إقبال جماهيري
تأهلت الولايات المتحدة إلى الدور قبل النهائي لأول بطولة كأس عالم في التاريخ عام ·1930 ولكن الاربعين عاما الذين قضتهم البلاد على ساحة كرة القدم العالمية منذ عام 1940 إلى عام 1950 لا يبدو أنها كانت كافية لتكون مقدمة النهضة الكروية المنتظرة هناك·
الا أنه بعد العروض القوية التي قدمتها الولايات المتحدة في الشرق الأقصى قبل أربعة أعوام والتي مازالت تحفظها ذاكرة العالم فقد رشح البعض لاعبي أميركا لتحقيق إنجاز أفضل هذه المرة بألمانيا· عندما خسر المنتخب الاميركي لكرة القدم أمام نظيره الألماني صفر/1 في دور الثمانية ببطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان كانت غالبية الاميركيين تغط في نوم عميق·
ولكن كانت المؤشرات مشجعة أيضا فقد اجتذبت هذه المباراة أعلى معدل مشاهدة تلفزيونية في الولايات المتحدة الاميركية لمباراة كرة قدم حيث بلغ عدد المشاهدين أمام شاشات التلفزيون 8ر3 مليون فرد·
ورغم أن عشرة أضعاف هذا العدد كانوا أمام الشاشات في البرازيل لمتابعة مباراة منتخب بلادهم التي تغلب فيها على نظيره الانجليزي 2/1 في نفس الدور بنفس البطولة إلا أن ذلك لا يهم لأن كرة القدم في الولايات المتحدة ما زالت في طور النمو·
وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية قال ويل كونز مدير الاتصالات برابطة دوري كرة القدم للمحترفين في الولايات المتحدة والتي تملك أيضا حقوق البث التلفزيوني لمباريات كأس العالم 2006 بألمانيا في الولايات المتحدة 'أعتقد أنكم سشاهدون معدلات جديدة للمشاهدة التلفزيونية في بطولة كأس العالم ·'2006
ومن المقرر أن تبث شبكة 'إيه بي سي' التلفزيونية ومحطة 'إي إس بي إن' التابعة لها جميع مباريات بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا والبالغ عددها 64 مباراة لتكون المرة الأولى التي تبث فيها جميع مباريات البطولة مباشرة في الولايات المتحدة·
وقال ماك نولو المتحدث عن 'إي إس بي إن' إن الاهتمام بكرة القدم وتشجيعها في الولايات المتحدة تطور منذ أن استضافت الولايات المتحدة نهائيات كأس العالم 1994 كما دعم هذا التطور والاهتمام التزايد المستمر في زيادة عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة والذين جلبوا معهم الثقافات الكروية لبلادهم الأصلية· ورغم ذلك ما زال التقدم في مستوى اللعبة أبطأ مما توقعه الكثيرون'·
وقال كونز 'عدد كبير من الناس يترقبون لحظة النصر·· وبالنسبة لي حدث ذلك بالفعل عندما بدأ الدوري الاميركي للمحترفين عقب كأس العالم ·'1994
وأضاف 'الأمر أصبح الآن أكثر من مجرد سقوط كرة الثلج فقد أصبحت القضية هي السرعة التي تتحرك بها كرة الثلج·· ويستمر التطور الحقيقي في اللعبة حاليا بغض النظر عن كأس العالم'·
ثقافة كروية
ويعتقد معظم المحللين أن نمو حجم مشجعي كرة القدم بالولايات المتحدة هو هدف على المدى الطويل لا يمكن أن يتحقق بسهولة أو حتى من خلال انتصارات المنتخب الاميركي في كأس العالم بألمانيا·
وقال ألبرت ال كولون أحد مسؤولي شركة 'كولون أسوشييتس للاستشارات الكروية في أونيونتا بنيويورك 'حتى الفوز بكأس العالم سيكون أمرا إيجابيا وحيدا في غرفة مليئة بالسلبيات·· إننا بحاجة لخريطة طريق للعبة'·
ويجب أن يكون هدف هذه الخريطة هو خلق قاعدة مشجعين أميركية دائمة قابلة للتطوير· أما الآن فما زال حضور مباراة لكرة القدم في الولايات المتحدة يضاهي زيارة بلد آخر فالثقافة الكروية لدى المشجعين تبدو وكأنها جاءت من أجزاء أخرى من العالم·
ففي المباراة الافتتاحية للموسم بالدوري الاميركي اصطحب المشجعون معهم آلات موسيقية منها الطبلة ليقودوا باقي المشجعين إلى الغناء والاناشيد بالمدرجات· واهتزت المدرجات في استاد 'آر إف كيه' بسبب قفز المشجعين في المدرجات وهم يلوحون بأعلام فريقهم ويقذفون بالأشرطة والمناشف الورقية في الهواء· وهو مشهد مختلف تماما عما يحدث في مباريات البيسبول وكرة السلة·
وقال الدكتور تيد فاي بروفيسور الادارة الرياضية بجامعة نيويورك في كورتلاند إن خلق ثقافة كروية أكثر أصالة لدى المشجعين الاميركيين أمر يتكلف عدة مليارات من الدولارات· وأضاف أن تجربة كرة القدم الاميركية تتسم 'بالعقلية الأوروبية' و'الاحساس اللاتيني'·
وأضاف فاي الذي عمل مع ألبرت كولون في مشروع بحثي هدف الى تطوير خطة زيادة الاهتمام والمشاركة في تلك اللعبة العالمية إن تغيير هذه الطبيعة يجب أن يبدأ من الاجيال الشابة والصغيرة في السن·
ولكن الحاجة إلى جذب اهتمام الاميركيين نحو لعبة كرة القدم لن يوقف الولايات المتحدة عن الاستعانة بأصحاب الثقافات الكروية الأخرى سواء من أبناء أميركا اللاتينية أو الافارقة وسواء كانوا من المشاهدين أو من المشاركين في المنافسات وهو ما يؤكده الرئيس الجديد للاتحاد الاميركي للعبة سونيل جيولاتي·
ورغم ما تشير إليه السجلات من ممارسة نحو 80 مليون أميركي لكرة القدم إلا أن نسبة التآكل في هذا العدد كبير للغاية لأنه ليس من الضروري أن يستكمل الناشئ أو الشاب مسيرته في اللعبة حتى النهاية بل إن بعض الاطفال يمارسون اللعبة تحت ضغط من آبائهم المتحفزين وهو ما أكده فاي مشيرا إلى تحول هؤلاء الأطفال لالعاب أو أمور أخرى في وقت لاحق·
وستحتاج اللعبة لبعض الوقت حتى تكتسب دعم واهتمام اللاعبين الشبان وسيكون من الأفضل أن يشاهد الصبية الصغار مباريات كرة القدم أمامهم في الملعب أكثر من مشاهدة مباريات كأس العالم عبر الشاشات· وبذلك فإن تكرار إقامة بطولة كأس العالم في الولايات المتحدة قد يساهم بقدر ما في هذا المجال·
وقال فاي 'استضافة كأس العالم وتقديم عروض قوية فيها له قيمة أكبر من الفوز باللقب في أرض أخرى'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©