لمن تدق الرابعة؟

إعداد-راشد الزعابي:
هو أصعب أسئلة الموسم وأكثرها غموضا وإثارة للعقل الكروي الإماراتي·· من هو بطل دوري 2005/2006 ؟ولأن المسابقة التي بدأت في الحادي والثلاثين من شهر أغسطس وانتهت في الحادي والعشرين من مايو الحالي وطوال ثمانية اشهر و21 يوما او طوال 37 أسبوعا أو طوال 263 يوما بالتمام والكمال عجزت عن إجابة هذا السؤال فهل باستطاعة العقل البشري ان يحل هذا اللغز وان يفتي بأي الفريقين سيكون بطل الدوري الإماراتي للمرة الرابعة في تاريخه اهو الوحدة حامل اللقب والفريق الذي يداعبه الأمل ويراوده الحلم بالاحتفاظ بلقبه ام الأهلي صاحب البطولات الثلاث التي يعود آخرها إلى أكثر من ربع قرن ويالها من مفارقة أن تكون البطولة الرابعة لأحدهما يكون مصيرها مرهون بالفاصلة الرابعة أيضا في تاريخ الدوري الاماراتي والفاصلة هذه المرة ستكون يوم الجمعة المقبل عندما تحتفي القطارة ملعب البطولات بأحدهما بطلا رسميا للمسابقة الأقوى في آسيا وللبطولة المصنفة اولى عربيا وعندما تكتسي القطارة باللونين العنابي والاحمر ستكون الأنفاس محتبسة ومتحسبة للبطولة الرابعة لأحد الفريقين الوحدة أوالاهلي والدرع ثالثهما ·
الأولى وصلاوية
الموسم 1984/1985 وعدد الفرق حينها كان عشرة هي: النصر ،الإمارات، الخليج، الوصل، العين، الشباب، الشعب، الشارقة، الأهلي والجزيرة وفي ذلك الموسم كانت المنافسة على أشدها بين الوصل والنصر وخلفهما فريق الشباب ولكنها انحصرت بشكل نهائي بين الوصل والنصر في النهاية وكان فريق النصر يتصدر المسابقة في دورها الاول برصيد 14 نقطة يليه الوصل برصيد 13 نقطة ولكن في الدور الثاني فرط النصر بالعديد من النقاط المهمة خصوصا في الخط الأخير من المسابقة فلم يسجل سوى 13 نقطة بينما حصل الوصل على 14 نقطة وكانت نقطة الاثارة في ذلك الموسم هي لقاء الفريقين في الدور الثاني عندما تقابلا في الأسبوع قبل الأخير على ملعب الوصل وكان النصر يتصدر بفارق نقطتين ويحقق الوصل الفوز في تلك المباراة بهدفين مقابل هدف واحد ويتساوى الفريقان قبل النهاية بجولة ويفوز النصر في الجولة الاخيرة على الشباب بهدفين نظيفين بينما يحقق الوصل الفوز على الاهلي بنتيجة اربعة اهداف مقابل ثلاثة ليتساوى الفريقان بنفس الرصيد وهو 27 نقطة ولكن النصر يتقدم بفارق هدفين وتقام بين الفريقين مباراة فاصلة لفك الاشتباك وتحديد هوية بطل الدوري لموسم 1984/1985 ·
ويتقابل النصر والوصل في المباراة الفاصلة وتقام المباراة في إستاد نادي الشارقة في يوم الثاني والعشرين من شهر مايو عام 1985 ويفوز الوصل بهدف نظيف سجله سعيد عبدالله وفي مباراة شهدت الكثير من الاحداث المؤسفة ويفوز الوصل بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخه ويحتفظ بالدرع ويخسر النصر بطولة الدوري ولكنه يحقق بطولة الكأس بعد ان تغلب على الشباب في المباراة النهائية في مدينة زايد الرياضية والمفارقة في ذلك الموسم أيضا إن الصعود إلى الدرجة الأولى تم حسمه بمباراة فاصلة بعدما تعادل الوحدة مع فريق الاتحاد في عدد النقاط وحسمها الوحدة لمصلحته بسباعية نظيفة·
الثالثة شرقاوية
في موسم 1993/1994 وصلت المسابقة الى ذروتها بين فريقين لا ثالث لهما وهما الشارقة والعين الذي يحمل لقب البطولة منذ الموسم الماضي وشهدت المسابقة الكثير من الحوارات المباشرة وغير المباشرة بين هذين الفريقين ووصلت الى ذروتها في الجولات الأخيرة اذ حافظ الشارقة على سجله خال من الخسارة حتى الجولة قبل الأخيرة بينما كان في سجل العين خسارة يتيمة امام فريق الوصل وتقابل العين مع الشارقة في الجولة قبل الاخيرة على ملعب العين وفي تلك المباراة دخل الشارقة متصدرا للمسابقة برصيد 27 نقطة فيما كان العين في المركز الثاني برصيد 26 نقطة وكانت المباراة أشبه بالفاصلة وبالفعل ينجح العين في القفز على قمة الجدول بعد فوزه في المباراة بهدفين مقابل هدف واحد لتحال أوراق البطولة الى الجولة الأخيرة بعد ان اختلف الموقف لمصلحة العين الذي أصبح متصدرا بفارق نقطة عن الشارقة الوصيف وفي الجولة الاخيرة يحل العين ضيفا على الأهلي فيما يستضيف الشارقة فريق الوحدة وفي الوقت الذي يفوز فيه الشارقة على الوحدة بهدف نظيف سجله محمد راشد يتلقى الهدية من أقدام مهدي علي الأهلاوي الذي سجل هدفا في مرمى العين ليتعادل الفريقان بهدف لمثله ويتساويان في كل شيء حيث عدد حالات الفوز وحالات التعادل والخسارة وبذلك يتساويان في عدد النقاط البالغ 29 نقطة مع تفوق شرقاوي بفارق هدفين وتحال البطولة الى المباراة الفاصلة للمرة الثالثة في تاريخها·
في المباراة الفاصلة يدخل الأهلي واضعا نصب عينيه الاحتفاظ بلقب بطولة الدوري التي حصل عليها في الموسم الماضي بجدارة بينما يدخل الشارقة بحثا عن البطولة الرابعة في تاريخه وتنحاز المباراة الفاصلة لمصلحة الشارقة الذي فاز بهدف نظيف سجله إسماعيل محمد ليتوج بطلا للدوري للمرة الرابعة في تاريخه وتنحاز الفاصلة الرابعة لمصلحة الشارقة·
الثانية خضراوية
في موسم 1989/1990 كانت الظروف مختلفة عنها في أي موسم والأحداث كثيرة ومتلاحقة قبل هذا الموسم واثناءه وفي هذا الموسم شارك في المسابقة 14 ناديا بعد تعطيل الهبوط في الموسم السابق وفي ذلك الموسم كانت الأفراح تعم الدولة احتفالا بصعود المنتخب إلى نهائيات كأس العالم في ايطاليا للمرة الأولى في تاريخه بعد ان اجتاز تصفيات سنغافورة وأمطارها الشهيرة وفي ذلك الموسم كان امر ما يحدث للمرة الاولى في تاريخ الدوري الاماراتي وهو ان تلعب الاندية في المسابقة بدون اللاعبين الدوليين الذين تم تفريغهم من اجل الاستعداد للمونديال وكان ذلك اعتبارا من الدور الثاني وبالتالي تم الغاء الهبوط للمرة الثانية على التوالي ليصل عدد الفرق في الموسم التالي إلى 16 فريقا للمرة الأولى في تاريخ دوري الإمارات ولأن كل ما حدث في ذلك الموسم كان مختلفا فلم يكن غريبا أيضا أن يأتي البطل مختلفا وهو ما حدث حيث وصل الى الخط النهائي للسباق فريقان وهما الشباب والوصل مع أفضلية للوصل بفارق الأهداف وكانت المنافسة تضم أيضا فريق الشارقة الذي تصدر الدور الأول للمسابقة ولكنه انسحب في الجولة الأخيرة بخسارته أمام الوحدة بأربعة أهداف مقابل هدفين لينحصر اللقب بين الشباب والوصل وكان لهما موعد في الجولة الأخيرة على ملعب الشباب انتهى بتعادل الفريقين بهدف لمثله فرفضا الفوز باللقب في موعده الرسمي وفضلا الذهاب إلى المباراة الفاصلة بعد ان تعادلا في السجل في عدد حالات الفوز والتعادل والخسارة·
وفي الفاصلة فاز الشباب على الوصل بنتيجة هدفين مقابل هدف ليحرز فريق الشباب بطولة الدوري الاولى في تاريخه وسجل هدفي الشباب عبدالخالق فاضل وخميس سعد بينما سجل هدف الوصل اللاعب عبدالرحمن محمد وتوج الشباب بطلا للدوري وتسلم كابتن الفريق حسن علي درع الدوري من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس اتحاد الامارات لكرة القدم انذاك وفي نفس الموسم واصل الشباب حصد الألقاب في اسعد مواسمه وحصل على لقب بطل الكأس ليكون ثالث فريق يجمع الثنائية في موسم واحد بعد الاهلي والنصر ·
لمن تنحاز الفاصلة الرابعة ؟
السباق في هذا الموسم غريب وفريد من نوعه والتحولات التي صاحبت المسابقة لم نشهد لها مثيلا والصراع انحصر بين فريقين أيضا والفاصلة ستكون حاضرة حيث الوحدة والأهلي وبعد أن تصدر الوحدة الدور الأول للمسابقة بفارق سبع نقاط عن وصيفه الأهلي الذي قفز الى المركز الثاني للمرة الأولى بعد فوزه على العين في المباراة المؤجلة على ملعب العين وبعد أن كانت كل الأمور تقود إلى تقدم وحداوي مريح حتى المنصة والاحتفاظ باللقب تعبس جولات الدور الثاني في وجه الوحدة ويخسر العديد من النقاط في طريقه بينما يتقدم الأهلي بثبات محافظا على مقعده الثاني حتى النهاية بل وصل الى ان يتشارك مع الوحدة في مقعد الصدارة حتى كانت المباراة التي جمعتهما معا ليتقدم الوحدة من جديد بفارق ثلاث نقاط ولكن جاءت الخسارة الوحداوية في الجولة قبل الأخيرة أمام العين في العين مقابل فوز الأهلي على الوصل ليتساوى الفريقان من جديد في عدد النقاط وتشهد الجولة الأخيرة قمة الإثارة عندما يلعب الوحدة في ضيافة الشارقة بينما يلعب الأهلي في ضيافة بني ياس وبعد شوط اول ابتسم فيه الدرع للأهلي بعد تقدمه على الشباب بهدفين نظيفين مقابل خسارة وحداوية من الشارقة ينقلب الحال في الشوط الثاني في جانب واحد ويقلب الوحدة الخسارة الى فوز بينما يحافظ الأهلي على الفوز ليتعادل الفريقان في عدد النقاط ولا حل لفك الاشتباك سوى في اللجوء الى الفاصلة التي ستكون سيدة الأحكام·
في السادس والعشرين من شهر مايو الحالي ويوم الجمعة القادم ستقام المباراة الفاصلة وآخر مباريات الموسم بين الوحدة والأهلي لتحديد بطل الدوري للموسم 2005/2006 ومسرح البطولة سيكون استاد القطارة في نادي العين الذي طالما شهد تتويجات الزعيم العيناوي وهاهو سيشهد تتويج بطل آخر وليس العين ولكنه احد فريقين الوحدة أو الأهلي وبطل الدوري سيكون احدهما