الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

استعراض القوة في المشهد قبل الأخير

23 مايو 2006
أكرم يوسف:
قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول لمباراة بني ياس مع الأهلي في الجولة الأخيرة أمس الأول هتفت جماهير الأهلي بحماس وحرارة وانفعال وفرحة: 'شرجاوي ··شرجاوي '
فالشارقة في ذلك الوقت كان متقدما على الوحدة بثلاثة أهداف مقابل هدف ، بينما الأهلي متقدما بهدف عادل عبد العزيز وهو ما يعني أن درع الدوري سيعود للقلعة الحمراء بعد غياب 26 عاما، وصرخ مذيع التليفزيون قائلا: حتى هذه اللحظة الدوري أهلاوي !
وعاش نجوم وجماهير الأهلي هذا الحلم الجميل لمدة نصف ساعة من بينها 20 دقيقة استراحة بين الشوطين حتى تبخر هذا الحلم سريعا في أول عشر دقائق من الشوط الثاني عندما غير الوحدة النتيجة من الخسارة 2-3 إلى تقدم 4-3 ويواصل استعراض القوة في جولة الشباك المفتوحة ويخرج فائزا 6-3 ليواجه الأهلي في موقعة التحدي يوم الجمعة المقبل بالقطارة ·
ومابين فرحة الأهلي وثورة الوحدة و إصرار الجزيرة عاش دوري الإمارات الأطول عربيا ، أطول أيامه الـ260 أمس الأول، وتجمعت كل خيوط الإثارة الكروية داخل الملاعب وخارجها لتصنع في النهاية دراما شديدة الجاذبية ألقت بظلالها على أحداث الجولة رقم 22 قبل ان تبدأ مما ضاعف من حدة الاهتمام بها ، وتابعت الجماهير المباريات على أطراف أصابعها من شدة الحماس والقلق والترقب والغضب، وتوقعها البعض حاسمة يتوج فيها بطل 2006 ليسدل الستار على أحداث دوري شعرنا وكأنه أشغال شاقة كروية حيث أقيمت خلاله 22 جولة في تسعة أشهر، ولكن الدوري رفض أن يكتب كلمة النهاية بعد الفصل الأخير لنجد أنفسنا أمام فاصلة فالوحدة فاز على الشارقة 6-،3 والأهلي على بني ياس 4-1 والجزيرة على الشباب 3-·1
قتال للنهاية
وإذا كان فوز الأهلي على بني ياس أمرا طبيعيا نظرا للفارق الكبير ليس في الإمكانيات ولكن في الطموح والدوافع بين فريق هبط رسميا وآخر يقاتل على اللقب، فإن الوحدة أشعل ثورة التحدي في ملعب الشارقة ونصب السيرك ولعب كأنه لم يلعب من قبل، وقدم لاعبوه عرضا استثنائيا شطبوا به الكثير من العروض الباهتة محليا وآسيويا، وأثبتوا للجميع أنهم على استعداد للقتال بشراسة حتى النهاية للتمسك بحلم الاحتفاظ بالدوري بعد خسارة كأس الاتحاد وكأس رئيس الدولة والخروج من الدور الأول لدوري أبطال آسيا·
فالوحدة الذي قطع كل هذا المشوار منذ سبتمبر 2005 وهو يتربع فوق القمة بدون انقطاع من الصعب أن يأتي في المحطة الأخيرة ويتنازل بهذه السهولة عن لقبه، وكان التحدي للدفاع عن السمعة والمكانة والبطولة فاخرج كل لاعب ما لديه من خبرات ليسقط الشارقة بالضربة القاضية في مباراة استعراض العضلات·
تلك المباراة هي التي سرقت كل الأنظار والاهتمام، وامتلأت المدرجات بجماهير الشارقة من اجل الفوز رغم أن الفوز أو الخسارة لن تؤثر على مكانة أصحاب الأرض في المنطقة الدافئة ولكن ما تردد قبل المباراة ألهب حماس الجماهير واللاعبين وجاءت البداية على مستوى التوقعات بدأ الشارقة بالتسجيل عن طريق نواف مبارك من ركلة مباشرة وتعادل حيدر الو علي، وعاد اندرسون ليتقدم من جديد للشارقة من ركلة جزاء ثم يفجر سالم سيف المفاجأة الأكبر ويحرز الهدف الثالث للشارقة لتصبح النتيجة 3-1 قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول رغم سيطرة الوحدة ، وتوقع الجميع انهيار الوحدة أكثر لأن تلك النتيجة ستضعهم تحت مزيد من الضغوط مما يؤثر على الأداء والتركيز خاصة مع تقدم الأهلي على بني ياس بهدف عادل عبد العزيز، لم ينهار الوحدة أو يستسلم بل كان الهدف الثالث بمثابة الشرارة التي أشعلت الحماس بعد أن شعروا بالخطر فلا توجد مباراة مقبلة للتعويض، والخسارة أو التعادل أمام الشارقة يعني نهاية اللعبة وفوز الأهلي باللقب·
وفي الدقيقة 45 أضاف عبد الله النوبي الهدف الثاني للوحدة لينتهي الشوط الأول ويستعد الأهلاوية للاحتفال بالدوري بعد أن تقدموا بهدفين مقابل لاشيء في الشوط الأول على بني ياس·
ورغم تقدم الشارقة 3-2 في هذا الشوط إلا أن الوحدة كان الأفضل وسدد على مرمى الشارقة 11 مرة منها 5 مرات خارج المرمى و6 تسديدات أنقذها طارق مصبح أحد نجوم المباراة رغم الست ·
وفي المقابل وصل الشارقة في هذا الشوط ثلاث مرات فقط لمرمى الوحدة أحرز منها ثلاثة أهداف ·
جبهات هجومية
وفرض الوحدة أسلوبه من خلال ثلاث جبهات هجومية شديدة الفاعلية من الطرف الأيسر عن طريق المتألق حيدر الو علي ومساندة إسماعيل مطر واستثمرا جيدا ثغرة واضحة خلف العنبري وبين سعود الدوخي وحسن احمد، واستمر الوحدة في الهجوم من تلك الجبهة حتى بعد خروج حيدر الو علي مصابا في الدقيقة 30 ولعب عبدالله النوبي بدلا منه واستغل جيدا تلك المساحة، وتمكن ألو علي والنوبي من التسجيل للوحدة في الشوط الأول·
والجبهة الأخرى في الطرف الأيمن أشعلها فهد مسعود بالحماس والمهارة والسرعة والمراوغة وخلق منها العديد من الفرص للتسجيل وأصاب دفاع الشارقة بالإزعاج في العمق كانت هناك الكثير من المحاولات عن طريق مهارات إسماعيل مطر، وإبداعات عبد الرحيم جمعة وتحركات المنهالي ومترو·
في الشوط الثاني أدرك الوحدة التعادل في أول ثلاث دقائق وبدأ الحفلة لترتفع الحصيلة في النهاية إلى نصف درزن، نتيجة لم يتوقعها أكثر المتشائمين ولا تليق أبدا بسمعة ومكانة وشعبية ' وصيف الكأس '، والأكثر دهشة في ردة الفعل بعد كل هدف، لم يحرك الشرقاوية ساكنا يستقبلون الأهداف بهدوء ولا يملكون أية حلول للتقدم والتعويض وفي الحقيقة كان يبدو الفريق مستسلما تماما بلا وسط ولا دفاع ولا هجوم واختفى عبد العزيز العنبري ونواف مبارك واند رسون وعجز الوسط عن مساندة الهجوم أو الدفاع وكان واضحا الفارق الشاسع في الطموحات بين الوحدة والشارقة·
فريق يقاتل للفوز، وفريق آخر يلعب بلا هدف ولا مدرب ولا طموح ولذلك لم يتمكن من الصمود للنهاية وكانت هناك محاولات خجولة من خارج منطقة الجزاء لكل من نواف مبارك وعبد الله سهيل وسالم سيف ، وعلي درويش·
وفي المقابل سدد الوحدة في هذا الشوط 9 مرات منها خمس مرات على المرمى بأربعة أهداف، وأربع تسديدات خارج المرمى·
الوحدة تفوق على نفسه وفعل كل شيء وتحكم في الإيقاع ، ولو أراد أن يسجل مزيدا من الأهداف لفعل ذلك، ولكن المهم الثلاث نقاط ودخول المباراة الفاصلة أمام الأهلي بثقة أكبر ، وهذا الفوز الكبير والأداء الرائع في هذه الظروف التي يمر بها الوحدة من شأنه أن يساهم في زيادة الحماس والتحدي وهو ما سيجعل من مباراة الجمعة المقبل أمام الأهلي موقعة لامكان فيها لأصحاب القلوب الضعيفة لأن الأهلي بعد فوزه بالأربعة على بني ياس يملك نفس الحماس والثقة والدوافع لاستعادة درع الدوري بعد غياب 26 عاما بينما الوحدة يريد أن يخرج ببطولة من الموسم، والفائز في النهاية كرة وجماهير الإمارات من تلك المواجهة التاريخية التي يصعب التكهن بنتيجتها لأن كل فريق يملك العديد من الأوراق الرابحة في كل الخطوط·
بطل غير متوج
وإذا كان الحديث من الآن وحتى الجمعة المقبل سيركز على الوحدة والأهلي ، لأن أحدهما سيتوج بطلا لدوري 2006 ، فإن فريق مثل الجزيرة خرج من الموسم بدون ألقاب ولكنه فاز بالإعجاب والتقدير ويكفي أنه ظل متمسكا بالأمل للفوز بالدوري حتى الجولة الأخيرة في وقت لم يراهن عليه أحد وجاء فوزه على الشباب 3-1 ليحجز له المركز الثالث ،وهو بالفعل بطل غير متوج·
أما العين صاحب المركز الرابع فحقق العديد من المكاسب هذا الموسم رغم أنه لعب بنصف قوته وفاز ببطولتي كأس رئيس الدولة وكأس الاتحاد وصعد للدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، وقاد بطولة الدوري لمباراة فاصلة بعد فوزه على الوحدة الجولة قبل الماضية·
ومع تقدم النصر للمركز الخامس بعد الفوز الكبير على الشعب بالأربعة نجد أن الشباب تراجع للمركز السادس·
وعلى أية حال الجولة الأخيرة كانت بمثابة حفلة أهداف، وشهدت تسجيل رقم قياسي لأول مرة هذا الموسم 30 هدفا في 6 مباريات، وكانت الجولة التاسعة عشرة شهدت 28 هدفا·
انتهي الدوري بعد 260 يوما بدون أن يقدم بطل ،2006 والفاصلة ستحدد هوية البطل الجمعة المقبل في القطارة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©