أدخلت جوجل مؤخراً تعديلاً على محرك بحثها في الشبكة المستخدم على نطاق واسع، قالت إنه سيسرع من عملية البحث وعرض نتائجه.
تعرض هذه الخاصية التي تحمل اسم Google Instant “جوجل اللحظية” نتائج بحث تتغير مع طباعة كل حرف أثناء إدخال الكلمة في خانة البحث، وما يحدث حالياً هو أن البحث يبدأ حين تطبع الكلمة وينقر على مفتاح “ادخال”، وسيبدأ العمل بهذه الخاصية في الولايات المتحدة وست دول أوروبية قريباً جداً، ثم يتم نشرها على نطاق أوسع لاحقاً بحسب شركة جوجل.
وفي بيان توضيحي أجري في متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث في كاليفورنيا قالت شركة جوجل مطورة البرنامج، إن محرك البحث حالياً يحاول توقع ما يبحث عنه العملاء ويعرض النتائج لحظياً قبل الانتهاء من طباعة الكلمة، فعلى سبيل المثال قام أحد المستخدمين في البيان التوضيحي الذي كان يبحث عن معلومات عن الجو بطباعة الحرف W في خانة البحث وحصل مباشرة على تنبؤات النشرة الجوية المحلية بالإضافة إلى نتائج بحث أخرى. وقالت ماريسا ماير نائب رئيس جوجل لشؤون منتجات البحث إن في مقدور محرك بحث “جوجل اللحظية” Google Instant اختصار ثانيتين إلى خمس ثوان من متوسط 25 ثانية التي يستغرقها بحث واختيار رابط Link وهو ما سيقلص مجموع الزمن الذي تستغرقه بحوث جوجل، بما يصل إلى 350 مليون ساعة في السنة، وأضافت ماريسا أنه “بحث بسرعة الفكرة”.
وتأتي تطويرات برنامج البحث هذا في الوقت الذي تواجه فيه جوجل منافسة أشد من مايكروسوفت كورب التي لديها محرك بحث بينج Bing بجانب ما تواجهه من اتهامات احتكار عدة.
يذكر أن أصل تكنولوجيا جوجل التي تم تطويرها في منتصف تسعينيات القرن الماضي تقدم روابط Links مع صفحات الشبكة، ولكنها بدأت في السنوات القليلة الماضية تقدم إجابات أكثر تحديداً مرتكزة على سياق مضمون الاستفسارات، بينما توجد خاصية تسمى مقترحات البحث Search Suggest تعرض كلمات يمكن أن تكمل بحثاً مرتكزاً على النص الذي يدخله المستخدم، فبحث عن “التوقيت المحلي في نيويورك” مثلاً يعرض الوقت الجاري هناك دون النقر على مفتاح إدخال Enter.
يذكر أن جوجل اشترت في شهر يوليو الماضي شركة ميتا ويب تكنولوجيزانك المتخصصة في تقنية دلالات الألفاظ في مسعى منها إلى تطوير قدرتها على التنبؤ بما يريده المستخدمون، وترمي تقنيات دلالات الألفاظ إلى هيكلة بيانات الإنترنت بحيث يكون في مقدور أجهزة الكمبيوتر تفسير المعلومات على صفحات الشبكة بطريقة أكثر سهولة، الأمر الذي يتيح لأجهزة الكمبيوتر الإجابة على استفسارات أكثر تعقيداً واكتشاف بيانات ذات صلة لمجموعة كبيرة من الأغراض، وبالمثل يستخدم بينج Bing تقنيات دلالات الألفاظ في بحث الشبكة.
ومن المعلوم أن جوجل تعالج نحو ثلثي استفسارات البحث في الولايات المتحدة مقارنة مع نحو ربع البحوث التي يعالجها محرك بحث بينج (ميكروسوفت)، وقد بدأ بينج مؤخراً في تشغيل بحوث لمواقع ياهو انك، غير أن جوجل تعالج أكثر من 60 في المئة من بحوث الشبكة عالمياً بحسب مؤسسة كومسكور إنك البحثية، وتقول ماير إن أكثر من مليون شخص يجرون بحوثاً باستخدام محرك جوجل كل أسبوع.
وأجرت جوجل بعض التعديلات على واجهة محرك بحثها فيما اعتبره بعض المراقبين رداً على تصميم واجهة بينج، فقد قامت جوجل الشهر الماضي بتطوير بحث “صور جوجل” ليكون أكثر شبهاً ببحث بينج.
كما قامت جوجل الشهر الماضي أيضاً بتعزيز مساعيها إلى إسراع نتائج بحث الشبكة عن طريق استخدام مقاربة الزمن المباشر لتتيح للمستخدمين العثور على محتويات من خدمات المدونات الصغيرة وشبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك.
يذكر أن جوجل أجرت أكثر من 500 تغيير على الطريقة التي تصنف بها مواقع الشبكة وعلى أسلوب الاستخدام، بما يشمل عملية تصحيح الهجاء الآلي للعملاء الذين يدخلون كلمات غير صحيحة الهجاء في بحوثهم.
تحصل جوجل على معظم إيراداتها السنوية البالغة 24 مليار دولار من إعلانات البحث، وقال مسؤولوها إن محرك جوجل اللحظي Google Instant لن يؤثر على معلني جوجل الذين يدفعون لعرض إعلانات نصية بجانب نتائج البحث، فهم يدفعون رسوماً مقابل عرض بناء على عدد المرات التي ينقر فيها المستخدمون على الإعلانات، وقال ماير إن عدد النقرات على رابطات مواقع الشبكة والإعلانات سيظل على الأرجح ثابتاً.
عن «وول ستريت جورنال»
ترجمة: عماد الدين زكي
عدد اليوم
