الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المظاهرات الفلسطينية.. هل تشي بانتفاضة ثالثة؟

المظاهرات الفلسطينية.. هل تشي بانتفاضة ثالثة؟
7 يوليو 2014 00:50
روث إجلاش وجريف ويت القـدس تفجرت مظاهرات في عدد من المدن الفلسطينية احتجاجاً على مقتل صبي فلسطيني وامتدت لتشمل أجزاء خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، وسط تقارير تفيد بأنه أُحرق حياً إثر اختطافه من أحد أحياء القدس الشرقية يوم الأربعاء الماضي. وجاءت المظاهرات الليلية في المدن التي تقطنها أغلبية عربية في إطار استمرار احتجاجات آلاف الفلسطينيين في القدس الشرقية منذ يوم الجمعة، والذين رددوا شعارات تنادي بانتفاضة جديدة. وأثارت الاشتباكات التي وقعت مع الشرطة الإسرائيلية عقب جنازة الصبي الفلسطيني مخاوف من اندلاع ثورة حاشدة. وأكد المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد، أول من أمس، أنه تم إلقاء القبض على أكثر من 20 شخصاً أثناء الاشتباكات التي وقعت في القدس، وتم اعتقال 12 متظاهراً في الشمال. لكنه أوضح أن المظاهرات هدأت بحلول منتصف يوم السبت، على الأقل بصورة مؤقتة. ولوّح المتظاهرون بأعلام فلسطينية ورددوا عبارة: «كفى معاناة وآلاما»، بعد أسبوع من الغليان أصاب الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد تم اكتشاف جثث الشباب الإسرائيليين الثلاثة المختطفين بعد مرور أكثر من أسبوعين على فقدانهم. وفي يوم الأربعاء، تم إحراق جثة الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير، البالغ من العمر 16 عاماً. ورغم عدم تأكيد الصلة بين القضيتين، فإن سكان حي الشوفات الفلسطيني لا يخامرهم شك في أن مقتل خضير نفذه متطرفون يهود، وأن المقصود هو الثأر. ونقلت الخدمات الإخبارية الفلسطينية أول من أمس عن المدعي العام الفلسطيني، عبدالغني العويوي، قوله: «إن التشريح المبدئي يُظهر أن الفتى كان لا يزال حياً عندما أحرق، إضافة إلى وجود جرح في الرأس، لكن النيران هي التي أدت إلى وفاته». ودفع مقتل الشبان الإسرائيليين العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية إلى أسوأ مستوى منذ أكثر من عقد. وأعادت معارك الشوارع بين المتظاهرين الذين ألقوا الحجارة وبين قوات الشرطة المدججة بالأسلحة والتي أطلقت قنابل يدوية، أعادت إلى الأذهان الذكريات القاتمة للانتفاضتين الفلسطينيتين في ثمانينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة. وقال شاب فلسطيني ملثم كان يتظاهر في القدس الشرقية، «لا يمكننا العيش بهذه الطريقة، فشعبنا يقتل كل يوم»، مضيفاً: «إنه يتوقع هو وأصدقاؤه أن يروا انتفاضة في المستقبل، كتلك التي حدثت في نهاية الثمانينيات وبداية العقد الماضي». وكما قال قيس أبوليلى، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، فإنه مع انهيار محادثات السلام وعدم وجود نهاية في الأفق للاحتلال الإسرائيلي، دأبت حكومة نتنياهو تدريجياً على تدشين عوامل اندلاع انتفاضة جديدة. بيد أنه أكد أن الثورة الجديدة ستشمل أساليب غير عنيفة مثل المقاطعة وتعبئة الضغط الخارجي. وكان آخرون أكثر أملاً في أن تنحسر الأزمة، ومنهم جيورا إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن الوطني الإسرائيلي، الذي قال إن «مقتل أبو خضير وقع في ظل ظرف دقيق، غير أنني أعتقد أنه لن يحدث تصعيد أكثر مما شهدنا يوم السبت»، في إشارة إلى الهجمة الجوية الإسرائيلية على القطاع. وبعد أن أفرجت السلطات الإسرائيلية عن جثة خضير لأسرته، تم حملها في الشوارع ملفوفة بعلم فلسطين. وقال والده، حسين، إن الجثة كانت محروقة، ولم يكن ممكناً الكشف عن وجه القتيل كما جرت العادة. وبعد دفن خضير في مدفن الحي، ألقى مئات الشباب الفلسطينيين الحجارة على الشرطة الإسرائيلية، التي ردت بقنابل يدوية ورصاص مطاطي. وأشار مسؤولون إلى أن 13 من قوات الشرطة تعرضوا لإصابات طفيفة، وذكر فلسطينيون أن أكثر من 30 شخصاً أصيبوا أثناء المواجهة. ووقعت مصادمات بين السكان والشرطة الإسرائيلية في عدد من الأحياء العربية الأخرى، رغم أن المتحدث باسم الشرطة، روزنفيلد، أكد أن المظاهرات في وادي جوز ورأس العمود والمدينة القديمة سرعان ما تفرقت. ولم ترد تقارير عن وجود اضطرابات في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. ومع استمرار المناوشات حتى وقت متأخر من يوم الجمعة، نزل الإسرائيليون في المنطقة الجنوبية إلى الملاجئ الواقية من القنابل، بينما واصل المسلحون الفلسطينيون إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. ومن جانبه، زار وزير الخارجية الإسرائيلي أفجيدور ليبرمان مستوطنة سيدروت الجنوبية، التي تعرضت لإطلاق الصواريخ، وأكد أن إسرائيل ينبغي أن لا تنظر في وقف إطلاق النار مع «حماس» لأنه لا يمكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق مع الحركة، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية. وانتقد ليبرمان تصريحات رئيس الوزراء، نتنياهو، التي ذكر فيها أن التهدئة ستقابل بتهدئة، مضيفاً: «إن هذا خطأ فادح». وقال نتنياهو يوم الخميس الماضي إنه لو لم تتوقف الهجمات الصاروخية، فإن القوات الإسرائيلية المحتشدة بالقرب من غزة ستتصرف بكل قوة. لكن على إسرائيل أن تتعامل بحذر في مواجهة «حماس»، التي تعتبرها حركة إرهابية، غير أنها تعمل كحكومة أمر واقع في القطاع، حيث توجد جماعات أخرى أكثر راديكالية، يمكنها الاستفادة إذا ما هوجمت «حماس». وأوضح مخيمر أبو صدى، الأستاذ بجامعة الأزهر في غزة، أن إسرائيل تدرك أنها إذا أضعفت «حماس»، فإنها ستحدث فراغاً يسمح لحركة «الجهاد الإسلامي» والجماعات السلفية أن تصبح أكثر قوة. وأضاف: «إن إسرائيل لديها مصلحة في الإبقاء على حكم حماس للقطاع. لكن في الوقت الراهن، يفضل الإسرائيليون أن تلتزم حماس بوقف إطلاق النار ومنع الجماعات الفلسطينية من إطلاق الصواريخ». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©