22 يونيو 2011 20:28
كاظم الحجاج *
البَصْرِيّون:
نحن من نُطفئ الشِعرَ
حينَ ننامْ
ونُؤرِّق مصباحنا للضيوف
جَنوبيّون:
مِثلَ خبزِ الأريافْ،
خرجنا من تنانير أمّهاتنا ساخنين
لأجل أنْ نليق بِفمِ الحياة
أمجاد:
حتى بينَ رصاصاتِ الجنودْ،
رصاصات محظوظة؛
تلك التي تُخطئ أهدافها
ورصاصاتٌ تعيسةٌ؛
تلك التي ترتكبُ أمجادَ الحروب!
شفافية:
النهرُ الصافي جدّاً..
أسماكُه مُهدَّدَة!
أجزاءُ المرآة:
فرَحي قليلٌ في المرايا..
ولأنني أحببتُه؛
كَسَّرت مرآتي،
لِيَكثر.. في الشظايا!
تجنيس:
أجمل موت للسكر
في أقداح الشاي
ولهذا.
ما أحلى ذوبان الشعراء!
نُضْج:
إنّي فتىً..
كالبرتقالة شاحبٌ،
والبرتقالة لا تخاف
لكنّما..
يصفرُّ وجهُ البرتقالة
كلّما قَرُبَ القطاف!
تعكير:
ما أسهلَ أن يُرمى حجرٌ في الماء
ليشوِّه وجه البدر!
تحرير:
الدمعة ماءٌ مسجون.
ينتظرُ الحرية من حزنٍ قادم!
تبشير:
كانت الحسناء
تنشرُ الإيمان بخالقها
أسرع من جيش من المبشرين؛
فأينما مشتْ
تتردّدْ من حولِها: “سبحانك!”
كاريكاتير شرقيّ:
إمرأةٌ حبلى، في آخر أيام الحَمْل
تجلسُ صاغرةً تبتسمْ
يجلس قدّام المرأة رجل بثياب البيت
يبدو شرساً، بشوارب قرصانْ
وبإحدى كفيه عصا
تتهدّدُ بطن الحاملِ
والتعليق:
- فَلْيتأدّب منذ الآن!
نجوم:
كانت الزرقة
مدقوقةً في سقف السماءْ
بملايين المسامير المضيئة!
حسناء:
كان زغبُ خدَّيها، مثل بُخارٍ
يتطاير من ضوءٍ.. مسلوق!
الممثّل:
السيّدُ مخرجنا المغرور
أعطاني دَوراً
ولأني مقبول، من حيثُ الجثةُ، للدوْر.. وافقتُ
وقال المخرج:
- إحفظْ دورَ الديكتاتور العادل!
- هَيْ هَيْ، في سِرّي طبعاً،
.. ديكتاتور عادل؟!
وكأيٍّ من أبناءِ الكلب ظهرتُ على المسرحْ
أَقتُل أشنق، أمرَخْ
وتزوجت جميع نساء الدولة
- أعني. كلَّ بناِت الكومبارس
لكنْ. كان عليَّ أنا الديكتاتور العادلَ
أن أشنقَ شحاذاً
من أجل رغيفٍ مسروق!..
سامحتُ الشحاذَ.. فأفسدت الدَور!
عارضة أزياء:
لم تأكلْ من عامين
سوى ما يسمح للعظم الممشوق
بأن يبقى يتراقص تحت الجلد الناعم
لتقول:
بأن مجاعتهم، لو حلَّتْ،
فهي الأكثرُ إغراءً
من كل مجاعاتِ الفقراء!
عسكريتاريا:
الجنودْ.
في إجازاتهم يدخلون إلى المكتبات.
فمتى تدخل المكتباتُ
إلى الثكنات؟!
تسويف:
نحن الفقراء
أجَّلْنا أكلَ التفاحِ
إلى.. الجنّة!
رفضٌ:
أرفضْ!
يستطيع حتى الكرسيُّ
أن يرفض بديناً، يجلسُ عليه،
بأن.. يكسِرَ نفسَه!
لون:
حين وقفت، في طفولتي، للمرة الأولى
أمام فتاةٍ خضراء العينين
كنت مرتبكاً، وأكاد أعتذر لها
عن لونيَ الأخضر..
فهكذا ظننتها ترى الأشياء!
* شاعر عراقي