السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قراصنة» الأغاني

20 يونيو 2012
لا تزال «قرصنة» الأغاني على الإنترنت مستمرة، وكلما مر الوقت تزداد شراسة وضراوة، ضاربة بقانون حقوق الملكية الفكرية عرض الحائط، وسط انعدام الرقابة على هذه الشبكة العنكبوتية المترامية الأطراف. هذه القرصنة أصابت سوق الكاسيت بالشلل، وتسببت في خسائر فادحة لأهل الطرب ولشركات الإنتاج، الأمر الذي دفع هذه الشركات إلى التخلي عن دورها في الإنتاج، وأخرجت أهل الطرب من تحت مظلتها، وتركتهم في العراء من دون أي مساعدة، واكتفت فقط بتوزيع الألبومات وإن كانت احتفظت ببعض المطربين الذين ما زالوا قادرين على تحقيق أرباح من خلال جمهورهم الذي يحرص على اقتناء ألبوماتهم، أما بقية المطربين فقد تكبدوا تكاليف إنتاج ألبوماتهم كاملة، ثم يقومون بتسليمها لهذه الشركة أو تلك لتتولى عملية توزيعها. وهذا التوجه لشركات الإنتاج لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة هذه القرصنة التي تقتنص وتغتصب كل شريط جديد ينزل للأسواق، وتقوم بتحميل أغانيه وتطرحه على مواقع الأغاني المختلفة على الإنترنت مجاناً، ليحصل أي شخص على أغاني الشريط من دون مقابل، وبالتالي يذهب جهد ومال شركات الإنتاج أدراج الرياح، بعد أن تفاجأ بالألبوم الذي تولت إنتاجه «متكدساً» بالأسواق، ولا يحقق أي مكاسب، حيث تبخرت أغانيه واستقرت على كمبيوتر كل مستخدم من دون أي عناء. هذه القرصنة تكاد تقتل عالم الطرب، والدليل أن مئات المطربين والمطربات انصرفوا عن إصدار ألبومات غنائية، بعد هروب شركات الإنتاج خارج ملعب الكاسيت، في نفس الوقت الذي لا يستطيع فيه أي من أهل الطرب تحمل أعباء وتكلفة إنتاج شريط غنائي على حسابه الخاص، وهذا أدى إلى لجوء المطربين والمطربات إلى إصدار أغاني «سينجل» بهدف استمرار وجودهم على الساحة الغنائية، حتى لا ينساهم الجمهور وسط الزحام. ورغم خطورة ظاهرة القرصنة، إلا أن قانون حماية الملكية الفكرية، لم يستطع القضاء عليها، وسط صعوبة السيطرة على قراصنة الإنترنت الذين يغتصبون ألبومات أهل الطرب وينتهكون عذريتها طوال الوقت من دون رادع، كما أن هذا القانون «الأعمى»، والذي لم نأخذ سوى اسمه، لم يبصر طريقه بعد إلى منطقتنا العربية، وفشل في حفظ حقوق المطرب والشركة، حتى أن الكثيرين منا لا يعرف ما هي شروطه أو أحكامه أو عقوباته، ولا أحد يدري كيف يستخدمه لردع القراصنة، الأمر الذي جعل إبداعات العرب مستباحة أمام العالم، من دون حماية، بعد أن تعرضت للإهمال، نتيجة عدم احترام الاتفاقية لنا، والتي، فيما يبدو، أننا شاركنا فيها من دون أن تحمينا من أنفسنا، بقدر حمايتها للقراصنة..!! soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©