دبي- سامي عبدالرؤوف:
عمد مئات العمال من إحدى الجنسيات الآسيوية في موجة احتجاج مفاجئة بسبب انقطاع التيار الكهربائي فجر أمس إلى تحويل 'موقع سكنهم المجهز 'كامب خمسة نجوم' في دبي إلى مستنقع للمجاري والصرف الصحي بعد أن قاموا بشكل جماعي بتحطيم وتكسير الحمامات وأنابيب الصرف الصحي في الكامب ومنعوا سيارات الصرف الصحي من دخوله لسحب مياه المجاري التي عرضت السكن لأضرار مادية كبيرة مكبدين احدى شركات المقاولات في دبي لخسائر تقدر بأكثر من 20 مليون درهم· وامتنع بعض العمال في الصباح عن الذهاب الى مواقع العمل وخلدوا إلى النوم وكأنهم لم يفعلوا شيئا·
وفتحت الجهات المختصة في شرطة دبي تحقيقا لمعرفة المحرضين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة·
وقال المقدم راشد بخيت مساعد مدير جنسية دبي للتحقيق والمتابعة وعضو اللجنة الدائمة للعمال في دبي: إنها المرة الأولى التي يحدث فيها احتجاج عمالي ليلاً وبالتحديد في الساعة الثالثة صباحاً، مشيراً إلى أن هذه الواقعة تعتبر سابقة في أكثر من اتجاه، وهو ما يدلل على سوء النية لافتا الى ان الاحتجاج تم لسبب غريب وغير مقبول حيث أرجع العمال احتجاجهم إلى انقطاع الكهرباء لمدة ساعة وهو سبب غير مقنع لأن الكهرباء انقطعت من الشركة الأم 'ديوا' واستغرق ذلك مدة قصيرة، كما أن هذا الأمر لم يكن قاصراً على سكن العمال ولكن على كل منطقة جبل علي، منوهاً الى أن كل ذلك ينفي أي مبرر لهذا الحادث غير الحضاري·
وقال: إن الشركة المتضررة ليس عليها ملاحظات فهي من أفضل الشركات في دبي وأكبرها 'تضم 24 ألف عامل' والشركة ملتزمة بكل الاشتراطات الواجب توافرها للعمال ابتداء من الرواتب وأجور الوقت الإضافي ومروراً بتوفير السكن المناسب، وانتهاء بإعطاء الإجازات والراحة الأسبوعية والسنوية، وتوفر الشركة للعمال سكنا مثاليا يمكن وصفه بسكن '5 نجوم'·
ولفت إلى أن اللجنة الدائمة للعمال في دبي يدور اختصاصها في التأكد من حصول العمال على رواتبهم وكذلك السكن المناسب وهذا الأمر قائم ومطبق، وبالتالي لا يوجد سبب لتدخل اللجنة في هذه الواقعة، مشيراً إلى أن ما حدث يدخل في اختصاص جهات أخرى، مشدداً على أن ما حدث يدخل في إطار 'التخريب' ولا يمكن وصفه بشيء أقل من ذلك·
فيما قال الملازم ثاني رياض شفيع من إدارة حقوق الإنسان في شرطة دبي أنه انتقل إلى موقع الحادث مع قوات الطوارئ ومكافحة الشغب إلى المنطقة بجبل علي، فوجد العمال قد قاموا بإغلاق أحد الشوارع الداخلية، وعلل العمال فعلتهم بأن الكهرباء انقطعت عنهم لمدة ساعة فتم التوضيح لهم أن ما حدث أمر خارج عن إرادة الشركة وكذلك المحطة الرئيسية للكهرباء والتي يوجد عليها ضغط كبير بسبب زيادة المشاريع·
محول كهربائي وتحريض
وأشار إلى أن العمال طلبوا 'محولا كهربائيا كبيرا' خاصا بالكامب 'السكن'، منوهاً بأن الشركة كشفت عن طلبها المحول المذكور منذ أسبوع تقريباً وأبلغت العمال بذلك، إلا أن إحضار مثل هذا المحول يحتاج إلى 3 أسابيع·
وأضاف شفيع أن ما قام به العمال هو نوع من الفوضى المتناهية، لافتا إلى أن الأخطر من ذلك وجود نوع من التحريض الواضح لافتاً إلى أنه سيتم عرض الموضوع على الجهات المختصة في شرطة دبي للوقوف على الإجراءات الممكن اتخاذها بشأن المحرضين ومن ثم تنفيذ الجوانب القانونية بشأنهم·
عدد اليوم
