الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طبيعة الإخلاص

23 مايو 2006

ما أروع أن نرى في هذه الحقبة من الزمن من يتمسك بشيء من مبادئ الحق وطريق من طرق الصلاح، بالرغم من التيارات المعاكسة التي تعمل على صده ورده عن كل ما هو جميل، إلا أنه يقاوم بكل ما أوتي من قوة وعزم، للثبات على مبدئه، ولإثبات أن ما هو عليه، هو الذي يجب أن يكون عليه كل إنسان· فأمثال هذا النبيل - في مثل هذا الزمن - ليشار إليه بالبنان لندرة طبعه، وما أروع الإحساس وما ألذ ذلك الشعور الخفي الذي يغمر قلب كل من كان على هذا الطريق·
الإخلاص مبدأ من المبادئ الحسنة التي لا تكون في إنسان إلا وزينته، ولا تكون في عمل إلا وحسنته، لأن صاحب الإخلاص مؤمن إيماناً قوياً بأن إخلاصه هذا هو عين الحق وانه أمر لابد منه لأداء رسالته في هذه الحياة، وتبقى هذه الرسالة أمانة في عنقه يجب المحافظة عليها ولا يكون ذلك إلا بالإخلاص لها·
وصاحب الإخلاص تجده محبوباً ممن حوله، لا يرد له طلب، ولا يعارض في رأي ، وذلك لوضوح عمله بين الآخرين فهو صريح في سره وجهره، موجود في مكانه الذي يعرف به، فكلما ذكر الإخلاص ذكر معه·
فلا ريب أن يكون الإخلاص من المميزات التي تميز الإنسان عن أقرانه، وتجعله في مقدمة اخوانه، هو فريد من نوعه، ويكون من حوله راضين عنه نظراً لكونه راض عن نفسه· فالإخلاص إن دل على شيء فإنما يدل على الصدق، وإن صدق الإنسان مع نفسه يتولد منه الصدق مع الغير، بعكس من يفعل ليقال إن فلان فعل وفعل، فذلك كذب على نفسه وصدق كذبته، فعندها لم يبال بالكذب على الناس، ليظهر لهم عكس ما أبطن، وهذا النوع منتشر في هذه الأيام خاصة عند من أراد أن يرتقي في درجات العمل تجده يعمل لأجل ذلك وهدفه هو الترقي· ولو كان هدفه لله سبحانه وتعالى لما احتاج الى ذلك فمن كان هدفه إرضاء الله سبحانه وجد الله عنده·
ويقال إن العمل عبادة، أقول نعم عبادة إذا طلب بذلك وجه الله، وهو أن يجعل حياته كلها لله فإذا عمل خيراً فلله وإذا ترك شراً تركه لله، وهذا هو مضمون الإخلاص، فالإخلاص روح العمل فيا سعد من استطاع الوصول إليه فبه تكون الأخلاق حسنة وبه يكون الإنسان محبوباً،·
ومن هنا، من هذا المنبر أبعث تحياتي وخالص شكري وتقديري الى كل من تفانى في عمله وكل من كان الإخلاص دليلاً له في حياته، يعيش عليه، ويعمل به ويتخذه شعاراً·
ناصر مبارك الفارس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©