الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وزير المالية التونسي يطمح إلى تنويع موارد الاقتصاد

وزير المالية التونسي يطمح إلى تنويع موارد الاقتصاد
22 يونيو 2011 22:18
يصف جلول عياد الأمر بأنه لبى حرفياً نداء الوطن، من ردهة مبنى إداري في لندن بعد ظهر أحد أيام الخميس من شهر يناير الماضي. فبعد أسبوعين من انتفاضة شعبية في تونس أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الذي دام 23 عاماً، جرى إبلاغ عياد، وهو مصرفي دمث تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ويهوي الموسيقى الكلاسيكية، بأنه رشح وزيراً للمالية. حدث هذا وسط ضجيج أحد شوارع لندن عندما كان في طريقه إلى قطار الأنفاق. وقبل هذه المكالمة كانت إذاعة محلية قد أعلنت تشكيل حكومة جديدة يشغل فيها عياد منصب وزير المالية المهم. كان عياد قد علم قبلها من مساعد لرئيس الوزراء المؤقت في ذلك الحين، محمد الغنوشي، أنه سيتلقى اتصالاً هاتفياً، لكنه توقع أن يطلبوا مشورته لا أكثر. وأبلغ عياد “رويترز” في مقابلة على هامش منتدى في نيويورك أمس الأول “جاءتني المكالمة وأنا أخرج من مكتبي في الطريق إلى محطة قطار الأنفاق وكانت من رئيس الوزراء، قال لي (تهانينا.. أنت وزير المالية)”. وقال عياد، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء، “قلت حسنا .. لبيت نداء الواجب. إنه نداء الوطن. غداً إذا أصبح نداء حزب من الأحزاب، لا أعرف ماذا سأفعل”. ويحرص عياد (60 عاماً) على المحافظة على سمعته كشخصية نزيهة وغير مرتبطة بأي حزب. وقد أمضى 23 عاماً، ومن المفارقة أنها نفس فترة حكم بن علي، يعمل لدى “سيتي بنك” قبل أن يعين لدى البنك المغربي للتجارة الخارجية في الخليج ولندن. وقد احتفظ بحقيبته الوزارية في حكومتين انتقاليتين ويقول إنه سيظل في منصبه لحين الانتهاء من التعديلات الدستورية على الأقل. ومع تركيزه على العمل بدلاً من الانشغال بالسياسات الحزبية، يقول عياد إنه يمضي قدماً في إعادة هيكلة للوائح وقوانين البنوك في مسعى يهدف إلى تنويع موارد الاقتصاد بدلاً من الاعتماد التقليدي على السياحة وصادرات السلع ذات القيمة المضافة مثل المنسوجات والمكونات الإلكترونية. وأضاف عياد أن من المتوقع أن تتراجع أعداد السياح إلى 3,5 مليون مقارنة مع سبعة ملايين سائح في 2010 عندما بلغت إيرادات القطاع 3,5 مليار دينار (2,55 مليار دولار). وقال “إنه هدف استراتيجي، اليوم (تسهم التكنولوجيا) بنحو 25% من المنتجات المصدرة ونريد للنسبة أن ترتفع إلى 50%”. وبحسب عياد، فإن 165 ألفاً من أصل 700 ألف عاطل عن العمل في تونس هم من حملة المؤهلات العليا وخياراتهم محدودة للوظائف. وقال إن قطاع السياحة التونسي يوظف مليون شخص ويعول ثلاثة ملايين في بلد يبلغ عدد سكانه 10,5 مليون نسمة. وتدفع تونس حالياً إعانة بطالة للمتعلمين بنحو 200 دينار شهرياً لمساعدتهم على مواصلة البحث عن عمل مع تطوير برامج للتدريب المهني والتعليم لإكسابهم المهارات. وذكر عياد أنه سيعرض خلال اجتماع الحكومة التونسية المقبل خططاً لإقامة “صندوقي استثمار كبيرين” للمساعدة في تنشيط التنمية الاقتصادية. وقال عياد “فوجئت بشدة عندما عدت إلى تونس بعد 23 عاماً لأجد أننا لا نملك حقا صناديق استثمار ضخمة من هذا النوع”. وسترعى الحكومة أحد الصندوقين، والذي سيركز على مشاريع البنية التحتية. أما الصندوق الثاني ويدعى “صندوق الأجيال” فستموله الحكومة بنحو 2,5 مليار دينار وسيعمل مع القطاع الخاص للاستثمار في تونس. ويتوقع عياد ألا ينمو الاقتصاد بأكثر من واحد بالمئة في 2011، لكنه يستهدف ستة بالمئة في 2012. كان البنك الدولي أعلن أمس الأول أنه وافق على قرض قيمته 500 مليون دولار للمساعدة في تنشيط الاقتصاد. ومن بين أولويات عياد الأخرى تحقيق قدر من التناغم في النظام الضريبي الذي لا يحمل شركات التصدير الخارجية سوى أعباء محدودة نسبياً، بينما يستقطع ما يصل إلى 30% من الشركات المحلية. وقال “أعتقد أنه يوجد مجال لخفض تلك النسبة وتحسين الالتزام الضريبي بدرجة أكبر بكثير”.
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©