الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لماذا تجاهلنا الفضيحة؟!

لماذا تجاهلنا الفضيحة؟!
12 أكتوبر 2017 10:46
نشكو كثيراً من مبالغة الإعلام الغربي في التعامل مع بعض أخبارنا، لكن العكس يحدث أحياناً عندما يتعامل إعلامنا العربي بلا مبالاة غريبة مع قصص خطيرة بالغرب من دون سبب واضح. أحدث مثال على ذلك،الفضيحة المدوية لمنتج هوليوود الشهير هارفي واينستين الذي كشفت بعض نجمات السينما العالمية عن قيامه باغتصابهن أو التحرش بهن طوال 30 عاماً، لم يجرؤن خلالها على التفوه بكلمة واحدة ضده. ويحسب الفضل لصحيفة نيويورك تايمز التي فجرت القضية- القنبلة قبل أيام، على الرغم من النفوذ الهائل الذي يتمتع به واينستين في أوساط النخبة الأميركية والأوروبية، وعلاقاته النافذة التي تتجاوز حدود هوليوود، لتصل إلى البيت الأبيض نفسه. فقائمة الأصدقاء والمعارف تضم سياسيين من وزن باراك وميشيل أوباما وهيلاري كلينتون. هذا الرجل بلغ من فرط نفوذه، أن نجمة سينمائية بحجم ميريل ستريت (أعظم ممثلة حية) كانت تعتبره شخصية مقدسة!!، لكن لم يمنع كل ذلك الصحيفة العريقة من كشف الحقيقة، لتنفتح أبواب الجحيم، وتتوالى الاعترافات، وتنشر الصحف والمجلات المزيد من التقارير والتغطيات للقصة من زوايا عدة. في المقابل، ماذا فعلت الصحافة العربية؟!. تقريباً لا شيء! فقط مجرد أخبار متفرقة بلا اهتمام يذكر . طبعا لم يكن مطلوباً أبداً، رد الصاع صاعين للصحافة الغربية، أو النشر بطريقة.. انظروا ها هي رائحة فضائحهم تزكم الأنوف، وها هم يتحرشون بالنساء، فلينظروا إلى أنفسهم بدلاً من انتقادنا طول الوقت أو تشويه صورتنا بالحق وبالباطل!أبداً ليس ذلك هو المطلوب، لكن تفجير القضية عندهم، ربما كان مناسبة مثالية لتسليط الضوء عندنا على مثل هذه القضايا المسكوت عنها. كان من الممكن حتى طرح الأمر عبر تساؤلات بريئة من نوع: هل وكيف تحمي قوانين العمل لدينا النساء من التحرش أثناء أداء وظائفهن؟!، هل تعاني المرأة العربية العاملة في صمت من التحرش؟! ، كيف يمكنهن الدفاع عن أنفسهن؟ كيف يمكن توعية النساء ضد التحرش؟!، كيف يمكن تشجيعهن على كشف المتحرشين؟ وما الفرق بين القطاع الخاص والعام في التعامل مع قضايا من هذا النوع ؟! ، هل تعاني السينما العربية من ظواهر مماثلة؟! لكن حتى هذه الأسئلة لم يتم طرحها، مع أننا نعلم جميعاً أن التحرش الجنسي وإساءة معاملة النساء قضية خطيرة للغاية، تعاني منها بعض المجتمعات العربية، ونعلم أيضاً أن العادات والتقاليد تمنع كثيرات من التحدث علناً عما قد يتعرضن له في العمل أو خارج نطاقه، فتستمر معاناتهن في صمت، ويبقى الجناة بلا عقاب ولا رادع.. فقط لأن الإعلام لم يقم بدوره. ملحوظة: في غمرة التغطية المكثفة للفضيحة في الإعلام الغربي ، لم يشر أحد من بعيد أو من قريب إلى ديانة واينستين، ولم تضع نيويورك تايمز أو الواشنطن بوست أو الجارديان، مثلاً، كلمة «يهودي» قبل أو بعد اسمه، مع أنه تم تكريمه من قبل باعتباره أحد «الأبطال» اليهود في هوليوود!. تُرى ماذا لو كان مسلماًً.. هل كانوا سيتجاهلون ذكر ديانته؟! ahamed.moustafa@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©