السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلال بن رباح.. مؤذن الرسول

21 يونيو 2015 22:10
محمد أحمد (القاهرة) بلال بن رباح أبو عبدالله، عبد حبشي، كان عبداً لأمية بن خلف أحد سادة وتجار مكة الأثرياء وكان يصحبه في رحلاته وجعله خازناً للمال، اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وكان من السابقين إلى الإسلام، وشارك الرسول في كثير من غزواته، وروى أحاديث عدة وعرف بعذوبة صوته، ولقب بمؤذن الرسول. سمع بلال ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسرع إليه يسأله عن الدين الجديد وعرف أن الإسلام يساوي بين السادة والعبيد، والأغنياء والفقراء، والأبيض والأسود، والعربي والأعجمي، ولما جهر النبي بالدعوة إلى التوحيد بالله كان بلال رضي الله عنه أول من أعلن إسلامه، وكان أحد السبعة الأوائل الذين أظهروا إسلامهم. استاء أمية بن خلف من إسلام مملوكه بلال، فهو عبد لا يحق له الإسلام إلا بعد أن يأذن له، فهو بهذا يتحدى سيده وآلهته ويخرج على دينهم، وكان من أشد الكفار عداء لمن أظهروا إسلامهم، وكان المشركون يأتون بالمسلمين من الرقيق المستضعفين فيلبسونهم دروعاً حديدية ثم يصهرون هذه الدروع، ومن بين هؤلاء بلال بن رباح. الرمال الساخنة وكان أمية يخرج بلالاً في الظهيرة في الوقت الذي تلتهب فيه الصحراء من حرارة الشمس ويطرحه على ظهره على الرمال الساخنة والحصى الملتهب، ثم يأتي بصخرة كبيرة يضعها فوق صدره ويقول له: لا تزال هكذا حتى تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيرد بلال: أحد.. أحد، فيلهب أمية جسده بالسوط، وتحّمل العذاب الشديد. ومر أبو بكر رضي الله عنه ورأى تعذيب بلال، فقال لأمية: ألا تتقي الله في هذا الرجل المسكين؟ فقال أمية: أنت أفسدته عليَّ فأنقذه إن كنت تقدر، فطلب أبو بكر شراءه، فقال في تهكم: إنه لم يعد يصلح لشيء، فقد خارت قواه، ووهنت عزيمته، فعرض أبو بكر خمسة أوقيات من الذهب، وأخذه من أمية، وأعتقه. أهل الجنة ويروى انه جاء بنو البُكير من بني ليث من قبيلة كنانة إلى رسول الله فقالوا: «زوِّج أختنا فلاناً»، فقال لهم: «أين أنتم عن بلال؟»، ثم جاؤوا مرّة أخرى فقالوا: «يا رسول الله أنكِح أختنا فلاناً»، فقال لهم: «أين أنتم عن بلال؟»، ثم جاؤوا الثالثة فقالوا: «أنكِح أختنا فلاناً»، فقال: «أين أنتم عن بلال؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة؟»، فأنكحوهُ. وقيل إنه ذهب يوما يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما: «أنا بلال وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله، إن تزوجونا فالحمد لله، وإن تمنعونا فالله أكبر». المؤمن والجهاد كان بلال أول من رفع الأذان كما أمره النبي في المسجد الذي شيد في المدينة المنورة واستمر عشر سنوات وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب بلال إلى أبي بكر يقول له: يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله يقول أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله، قال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال؟ قال أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت، قال أبو بكر ومن يؤذن لنا؟ قال بلال إن كنت قد أعتقتني لأكون لك، فليكن ما تريد، وإن كنت أعتقتني لله، فدعني وما أعتقتني له، فتركه أبو بكر قائلاً: بل أعتقتك لله. سافر بلال إلى الشام وبقي مرابطاً ومجاهداً، وعندما تولى الخليفة عمر بن الخطاب وفتح المسلمون بيت المقدس سنة 17 هـ وأصر بطاركة بيت المقدس على ألا يسلموا مفاتيح المدينة إلا لعمر أمير المؤمنين، حضر عمر رضي الله عنه، والتقى بهم، وحان موعد الصلاة، فطلب عمر من بلال أن يؤذن، وفي العام 20 هـ توفي الصحابي الجليل بلال بن رباح بدمشق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©