الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جماهير «التانجو»: أيتها البرازيل كيف تشعرين بالرعب الأرجنتيني؟!

جماهير «التانجو»: أيتها البرازيل كيف تشعرين بالرعب الأرجنتيني؟!
7 يوليو 2014 01:12
انتظرت الأرجنتين 24 عاماً حتى تعود إلى الواجهة من جديد، كان الهدف «اليتيم» الذي أحرزه هيجواين أمام بلجيكا كافياً ليرسلها إلى بروكسل، ويودع معها زميله أنخيل دي ماريا، بعد تعرضه للإصابة تحرمه من مواصلة المشوار في البطولة، هذه المرة لم تكن الأرجنتين بحاجة إلى مارادونا، والذي كان آخر من اصطحب منتخب «التانجو» إلى هذا الدور، بل ووصل بها إلى المباراة النهائية عامي 1986 و1990، هو نفسه مارادونا كان عاجزاً في البطولة السابقة قبل 4 سنوات في جنوب أفريقيا مدرباً عن تكرار ما فعله لاعباً، والآن فقد كسرت العقدة ولكن ماذا بعد؟، وهل الأرجنتين بالطريقة التي وصلت بها، وبمستويات الفرق التي قابلتها قادرة على استعادة أمجاد كيمبس وباساريلا وفالدانو وبورتشاجا وعلى رأسهم مارادونا؟. ومنذ البداية كانت النية لدى ميسي ورفاقه في التحكم بمجريات المباراة، ولذا لم يتأخر الهدف، والذي جاء بعد 7 دقائق فقد من ضربة البداية، وكعادتها بدأت الجماهير الأرجنتينية في تحويل الملعب إلى ساحة رعب للفريق البلجيكي الذي حاول قدر استطاعته إدراك التعادل، ولكن كل المعطيات كانت تؤدي إلى أن هذه البطولة ترفض مغادرة جماهير «التانجو» التي حولت الأراضي البرازيلية، إلى مدن أرجنتينية ترفع أعلام الأرجنتين، وتردد الأهازيج المحببة التي أصحاب الأرض الذين يفكرون في ألمانيا حالياً، ولكن لا تغيب عن أذهانهم الجارة اللدودة التي عادت إلى نصف النهائي بعد 24 عاماً، ولن يكون مستغرباً أن تذهب إلى ما هو أبعد، حيث لم تبق سوى خطوة ومواجهة حاسمة أمام هولندا وبعدها فإن الحظوظ متساوية. ولعل النقطة السوداء الوحيدة في يوم أرجنتيني تاريخي بالغ البياض، كان كله إيجابيات في النبأ الذي انتشر عن غياب دي ماريا في المرحلة المتبقية من البطولة بعد تعرضه للإصابة أثناء مباراة ربع النهائي أمام بلجيكا. وكان أنخيل دي ماريا لاعباً رئيسياً في تشكيلة «التانجو» منذ بداية البطولة، وشهدت المرحلة الماضية أداءً تصاعدياً للاعب وفي المباراة الماضية أمام سويسرا تمكن من إنهاء المهمة في الوقت الإضافي بتسجيله هدفاً ذهبياً، وأما بلجيكا كانت الكرة تحولت من قدمه قبل أن تصل إلى هيجوايين ليسجل هدف الفوز. ولكن في الدقيقة 33 من المباراة سقط دي ماريا على الأرض، ولما دخل الفريق الطبي لإسعافه كان واضحاً للجميع أنه غير قادر على إكمال المباراة، ولكنه رفض الخروج على النقالة الطبية فقد تمكن من المشي والخروج من الملعب بديلاً، بل الخروج من المونديال بعد أن تبين أن إصابته تمنعه من مواصلة المشوار مع زملائه في البطولة، وغادر دي ماريا ملعب المباراة إلى الحافلة والدموع في عينيه تأثراً بسبب الابتعاد عن البطولة وعدم قدرته على مواصلة الحلم. وبعد الفوز على بلجيكا، والذي ضمن وجود الفريق الأرجنتيني في نصف النهائي لكأس العالم للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، لم تغادر مجموعة من الجماهير الأرجنتينية ستاد ماين جارنيشيا في العاصمة برازيليا واتخذت أحد أركان الملعب، حيث كان عددهم يقدر بـ 4 آلاف مشجع وبدأت في ترديد الأغاني للأرجنتين والأهازيج التي اشتهروا بها، ولمدة ساعة كانت هذه الجماهير تردد الهتافات التي تعتبر استفزازية تجاه البرازيل والبرازيليين، والتي تشير إلى أن أصحاب الأرض خائفين من تأهل «فريق سابيلا». وكانت آلاف الجماهير الأرجنتينية التي حضرت إلى البرازيل خلف فريقها، مستفيدين من عنصري الجيرة بين الدولتين وتقارب المسافات، ومنذ بداية البطولة كان الأرجنتينيون، إضافة إلى ترديد النشيط الوطني الأرجنتيني، يغنون الأغنية التي يعتقدون أنها تجلب لهم «الفأل الحسن»، والتي تمت كتابتها خصيصاً لهذه البطولة ولكي يتم غناءها على الأراضي البرازيلية. وتقول كلمات الأغنية: أيتها البرازيل أخبريني كيف تشعرين بمجيء الرعب الأرجنتيني، نقسم أنه مهما مرت السنوات فلن ننسى، تلك اللحظات عندما بدأ مارادونا يراوغ الجميع وعندما أرسلها إلى كانيجيا الذي وضعها في الشباك، لا زلت تبكين حتى الآن مما حدث في ايطاليا عام 1990. وفي هذه المقاطع يذكر الأرجنتينيون الجماهير البرازيلية بالمباراة التي جمعت الفريقين في دور الـ16 لكأس العالم التي أقيمت في ايطاليا عام 1990، والتي انتهت بفوز الأرجنتين بهدف سجله اللاعب السابق كلاوديو كانيجيا بتمريرة ساحرة من مارادونا. وتتواصل كلمات الأغنية بالإشارة إلى النجمين الذين طالما تستعملهما الجماهير الأرجنتينية للنيل من البرازيليين وهما ميسي ومارادونا، حيث تقول الكلمات الموجهة إلى البرازيل: هل تعرفين ميسي أنه الأفضل في العالم حالياً وبموهبته سيقودنا إلى كأس العالم، وقبل أن ننسى فمارادونا أفضل من بيليه. هذه الكلمات كتبها أجناسيو هاراكا وهو مدرب لأحد فرق الهواة في الأرجنتين، وعندما أخبره أصدقائه أنهم ذاهبين إلى البرازيل من أجل كأس العالم قرر إهداء الجماهير الأرجنتينية هذه الأغنية التي انتشرت ولاقت صدى واسع واكتسبت ألحانها من إحدى الأغاني الأرجنتينية الشهيرة في فترة الستينات من القرن الماضي. ومن جانبه، أبدى أليخاندرو سابيلا، مدرب الأرجنتين سعادته الغامرة بتأهل منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 24 عاماً وقال: إنها المباراة الأجمل للفريق منذ بداية البطولة، كما أشاد بالأداء الدفاعي المحكم للفريق وأضاف: إنه جزء بسيط من النجاح الذي تسعى إليه «فرقة التانجو» في هذه البطولة. وأكد سابيلا أن أكثر ما أسعده هي روح المسؤولية التي تمتع بها اللاعبون أمام بلجيكا، وجعلته أكثر ثقة على المضي قدماً في البطولة، وأضاف: إن جميع اللاعبين قدموا مباراة تكتيكية على مستوى عالٍ، وأنهم أخيراً بعد 24 عاماً أثبتوا استحقاقهم للوجود بين الأربعة الكبار، ولا يزالون يطمحون بالمزيد. وعن المباراة القادمة أمام هولندا قال: إنها ستكون مواجهة غاية في الصعوبة، وأن الفريق لعب 4 مباريات في فترة الظهيرة، حيث الحرارة تكون أعلى من المساء، ولذا يستغل اليومين القادمين حتى يصل اللاعبون إلى مرحلة التعافي والاستشفاء للوصول إلى الجاهزية المطلوبة قبل المباراة المصيرية. وأشار سابيلا إلى أن ميسي لعب مباراة جيدة ولا يتعلق الأمر بتسجيل الأهداف ولكن من خلال امتلاك الكرة والسيطرة عليها والتحكم في سير اللعب وتمرير الكرات المحكمة إلى الزملاء، كما أن وجوده يساعد الفريق ويرهب الخصم، وهو دائماً عامل مرجح وإيجابي للفريق. وعن إصابة دي ماريا قال المدرب الأرجنتيني: إن الفريق سوف يخسر جهوده بكل تأكيد في المرحلة القادمة ولكنه يتمنى أن لا تكون الإصابة خطيرة، وينتظر التقارير الطبية التي تحدد مدى خطورة الإصابة. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©