الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عقود المحترفين

20 يونيو 2012
عقب واقعة ماجد ناصر وراشد عيسى في نهائي البطولة الخليجية أمام المحرق البحريني، وخروج الوصل بطريقة دراماتيكية كان السبب المباشر فيها لاعبوه ، علينا مراجعة عقود لاعبينا المحترفين مواطنين وأجانب، ليأخذ كل حقه وفق النصوص الواردة في العقد دون خوف وتردد، لأن العقد شريعة المتعاقدين. وليعلم لاعبونا المواطنون ماهية الاحتراف، وما هي حقوقهم وواجباتهم، وأعلم يقينا ويعلم المحترفون حقوقهم جيداً، ولكنهم يتناسون واجباتهم، أو نحن لا نطالبهم الالتزام بها، لأننا تعودنا على إدارة كرتنا بطريقة الهواية، ومراعاة نفسياتهم واحتياجنا لهم، لأن ما كانوا يتقاضونه يدخل في إطار بدل التدريب ومكافآت الفوز، واختلف الأمر مع الاحتراف، ولم يعد اللاعب ابن النادي كما عرفناه زمن الهواية. أما اللاعب المحترف الأجنبي، فيدرك تماماً معنى الاحتراف، ويعرف جيداً ما له وما عليه، وأن تركنا له التزاماته تساهلاً منا تجاهه، فيصفنا في قرارة نفسه بالسذاجة والبلاهة، دون الاعتراف بتعاملنا الحضاري والإنساني معه بعيداً عن نصوص العقد المبرم بينه وناديه. في عالم الاحتراف الحقيقي في أوروبا، هناك العديد من البنود التي تلزم الأطراف بتنفيذ بنود العقد، لك من الحقوق، كما عليك من الواجبات، أما في دولنا وتحديداً نحن في أندية الإمارات نخلط كل الأوراق، من أجل كسب ود اللاعب، وكأنه يلعب لنا بالمجان. وما اقترفه الحارس ماجد ناصر وآخرون على شاكلته وكبد أنديتنا مبالغ طائلة، وهم خارج التشكيلة لأسباب تتعلق بهم وسلوكهم في المباريات، أو لعدم التزامهم بإجراءات ينبغي الإلتزام بها لضمان جاهزيتهم طوال الفترة التعاقدية، وأن أي خروج عن نصوصها يعرضهم لتنفيذ بنود العقد من خصم وإيقاف الراتب والمستحقات، لأن لهؤلاء اللاعبين مواطنين وأجانب مدراء أعمال يجيدون كيفية إلزام الأندية ضرورة تنفيذ كل البنود دون مراعاة لمصلحة أنديتنا، وأن “الفيفا” يقف لنا بالمرصـاد في إعطـاء اللاعبيـن حقوقها غير المنقوصة. فهل أدرك القائمون على أنديتنا وفرقنا أهمية العقود الاحترافية والشروط الواردة فيها، أم أننا مازلنا في زمن الهواية فكراً وتطبيقاً؟، ولبسنا ثوب الاحتراف من باب الوجاهة وتنفيذ شروط الاحتراف المفروضة، فليس أمامنا خيار سوى التمسك بالاحتراف الحقيقي، وحينما نطبقها بشكلها الصحيح، سوف نوفر على خزائن أنديتنا الكثير، ونستفيد من الاحتراف كما ينبغي، لا كما يريدها المحترفون، والترحم على زمن الهواية التي افتقدناها ، وقناعاتنا التي لامست حقيقة وواقع كرتنا، وحتى لا يقال عنا بأننا ساذجون،علينا أن نلزم لاعبينا المحترفين ببنودها، حتى لا تكون أنديتنا ضحية الاحتراف الوهمي الذي نعيشه، وموازناتنا مسخرة لبضعة لاعبين لا يدركون مسؤولية الاحتراف، وكل همهم الاستفادة القصوى منه، في صراع أنديتنا على جذب المتميزين في صفوفها، ودفع الملايين دون أن نستفيد منهم وقت الحاجة، لأنهم أساءوا الأدب في الملاعب، وخرجوا عن نصوص العقد خارجها فالمحصلة واحدة، وهو عدم استفادة النادى من جهودهم. لذلك أتمنى من أنديتنا التمسك ببنود العقد والإلتزام بها لأننا إذا تمادينا في التنازل عن حقوقنا فسوف تختلط علينا الأمور، ولن نفرق بين الحقوق والواجبات، وكأن احترافنا حبر على ورق. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©