الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بكين تخطط لبناء شبكة اتصالات مستقلة

بكين تخطط لبناء شبكة اتصالات مستقلة
23 مايو 2006

بكين - الاتحاد: ترفض الصين التي تمثل ثُلث العالم وذات الجذور الحضارية القديمة والعريقة، استمرار الخضوع لشبكة الإنترنت العالمية الخاضعة للولايات المتحدة وللغرب عموما·· هذا النهج الصيني الجديد الهدف منه الاستقلال في مجال المعلومات والبرامج، وايجاد وسيلة لضبط المشاهد ومراقبة المعلومات المسموح بها ومنع ما يسيء منها الى اخلاق الصينيين ومصالح الدولة·· ويتطلب تحقيق هذا المشروع الكثير من الجهد والتطور التكنولوجي، لأن الهدف منه بناء 'امبراطورية' انترنت موازية للشبكة الدولية الحالية·· فما هي حقيقة هذا المشروع؟ وما هي نتائجه ومضاعفاته والتحديات التي يواجهها؟
يعتبر اعلان وزارة المعلومات الصينية بدء الصين باطلاق نظام تصنيف المستويات العليا لمواقع التصفح أو ما يعرف باسم 'قاعدة البيانات التي تحدد ارقام واسماء مواقع الانترنت التي بواسطتها يتم التعرف على صفحة الانترنت' والتي سوف يتم تسجيلها بمعزل عن بقية العالم، ويعتبر هذا مؤشرا مهماً، حيث يعد اشارة الى تسييس قطاع الانترنت بحيث يكون للصين عالم انترنت مستقل، وهذا الأمر يبدو للوهلة الأولى ردا مباشرا على قرار ادارة بوش بالاحتفاظ بسلطة الأمر الواقع على قطاع الانترنت، وتجدر الاشارة على أن قاعدة البيانات شج موجودة حصريا في الولايات المتحدة مما يجعل كل مواقع الانترنت في العالم مرتبطة بها·
وقد اراد الاتحاد الاوروبي الى جانب عدد آخر من الدول بما فيها الصين انشاء أجهزة تابعة للأمم المتحدة تتولى التحكم بالشبكة العالمية بما فيها اسماء الكمبيوترات العاملة التي تتولى تعميم هذه الشبكة، ولكن الأميركيين استطاعوا استباق هذه الخطوة بحيث لاتزال مؤسسة ICANN وهي مؤسسة الانترنت التي تتولى ضبط وتحديد اسماء وارقام مواقع الانترنت الموجودة في الولايات المتحدة هي المتحكمة حتى الآن، وتشير صحيفة People Daily الصينية بأن قرار بكين يعني أن مستخدمي شبكة الانترنت لا يحتاجون الى الاعتماد على الشبكة الاميركية من خلال مؤسسة ICANN وهو ما يشكل حافزا سياسيا للانفصال عن الشبكة العالمية·
ويعتبر بعض الخبراء أن هذه هي الخطوة الأولى نحو الانفصال الكامل عن الشبكة العالمية مما يعني بأن الصين تملك القدرة على التحكم الكامل بما يستطيع مواطنوها مشاهدته عبر شاشات الكمبيوتر، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار الموافقة المبدئية لبعض شركات البرامج الاميركية الكبيرة لانتاج نسخة 'خاضعة للرقابة' لشبكة الانترنت العالمية·
اضافة الى ذلك، تقوم الصين حاليا ببناء علاقة قوية مع الكثير من البلدان الخارجية بما فيها بعض الدول في أفريقيا، وهذا يشكل واقعا مهماً قد يحدو بهذه الدول الى الابتعاد عن الشبكة العالمية والالتحاق بالنسبة الصينية القابلة للتحكم، وهذا يعني بأن بلدانا مثل زيمبابوي سوف تستطيع في نوع من المراقبة الذاتية على البرامج العالمية، وهذا الأمر سوف يخلق واقعا وطنيا وطريقة لجعل الانترنت خاضعة للقوانين السياسية والتي يمكن ضبطها بسهولة·
لكن مؤسسة الرقابة ICANNatch والتي تراقب وتتبع عمل مؤسسة ICANN وسياسة تسمية قطاعات الانترنت تعطي نظرة أقل حدة مما سبق، ويشير أحد خبراء هذه المنظمة بأن الكثير من الناس يرون في هذا الأمر تطوراً جديدا ولكن الأنظمة TLD الثلاثة قد نشأت منذ سنتين، ولكن حتى الآن فإن خط السير الرسمي الصيني كان يشير الى أن الأسماء هي اسماء 'تجريبية'، رغم بيع مئات الألوف من اسماء المواقع من ضمنها، وهذا يشير الى ان الصينيين قد خرجوا من حالة الانغلاق، وهذا الأمر يخلق تحديا جديا لمؤسسة ICANN ينطلق من ان مستخدمي الانترنت في الصين لن يحتاجوا الى بنوك المعلومات الموجودة في ICANN، وهذا ما يُعرف باسم 'الجذور البديلة'·
ومن الناحية التقنية نجد أن هذا الأمر صحيح، وسيكون المصدر بمثابة جذر او مصدر رئيسي بديل، ولكن في الواقع فإن الأمر اكثر اثارة للاهتمام عدا كونه اكثر خطورة فهو مصدر وطني، وهذا يعني بأنه يمثل طريقة لجعل الانترنت مرتبطة بسلطة محلية بحيث تسهل مراقبتها وتنظيمها، ولا تحاول الصين استبدال جذر ةءخخ على الصعيد العالمي، وهي غير مهتمة باضافة مجمعات من TLD لاسواق وافراد من خارج الصين، ان اهتمام الصين يتركز على توفيره معلومات للصينيين مصدرها جذور DNS وخاضعة لسلطتها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©