الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستفتاء على الدستور··· بداية نهاية شافيز

الاستفتاء على الدستور··· بداية نهاية شافيز
15 فبراير 2009 01:41
ينظم هوجو شافيز استفتاء اليوم (الأحد) حول تعديل دستوري للسماح له بالترشح لمنصب الرئيس إلى الأبد· ويقول خبراء استطلاعات الرأي إن شافيز يسجل تقدماً طفيفاً، غير أن الاستحقاق لم يعد له موجب، ذلك أنه باستثناء حدوث معجزة نفطية، فإن المظلي السابق ماض ببطء نحو نهايته بسبب سوء إدارته للاقتصاد والفساد الذي ينخر البلاد، شأنه في ذلك شأن عدد من الزعماء الشعبويين الذين سبقوه· والحقيقة أن أسعار النفط قد تنتعش قليلاً، وتفوق المستويات المتدنية الحالية التي تناهز 40 دولاراً للبرميل، ولكن ليس في المستقبل القريب، وليس إلى درجة تجاوز سقف الثمانين دولاراً للبرميل الذي يحتاجه شافيز لمنع حدوث انخفاض لقيمة العملة من شأنه أن يزيد من التضخم المرتفع أصلاً ونقص المواد الغذائية· إنها قصة موت سياسي متوقع، قصة قديمة انتهت في معظم أميركا اللاتينية خلال عقد الثمانينيات، ولكن شافيز والعديد من الفنزويليين أبوا إلا أن يكرروها مرة أخرى· والأمر ينطوي على درس بالنسبة لإدارة أوباما الجديدة؛ فعليها أن تتجنب الدخول في خصام مع شافيز أمام الملأ، مثلما من المؤكد أن عليها أن تتجنب العمل سراً ضده داخل فنزويلا لأن كلا المقاربتين خاسرتان وغير حكيمتين، وفرضهما فلول محاربي الحرب الباردة على جورج بوش خلال ولايته الأولى حين جعل شافيز الذكي من بوش موضع سخرية جنوب حدود الولايات المتحدة، وألحق ضرراً بالغاً بثقة بلدان أميركا اللاتينية في واشنطن، حين بدا في 2002 أن إدارة بوش تدعم انقلاباً على شافيز باء بالفشل· وبالتالي، فما على أوباما سوى أن يتجاهل شافيز ويترك أمر التعامل معه للفنزويليين أنفسهم· لقد حدث جدل كبير حول كيف أن شافيز مشاكس كبير جنّد بوليفيا والإيكوادور ونيكاراجوا وهندوراس وكوبا ضمن تحالف ''يساري'' مناوئ لأميركا· ولكن، من يهتم لذلك؟ فلا أحد من هذه البلدان الصغيرة يشكل تهديداً للولايات المتحدة، ولا هو يريد أن يكون كذلك· ثم إنه لا وجود لاتحاد سوفييتي يريد استعمال واستغلال هذه البلدان كقاعدة ضد أميركا، أما النشاط الصيني هناك، فهو تجاري محض· ثم إن لنا في التاريخ أيضاً عبراً ودروساً؛ ذلك أنه سبق لحاكمين مستبدين فنزويليين خلال القرن الماضي أن قاما بتعديلات دستورية مماثلة من أجل إعادة انتخابهما، ولكن كليهما أسقِط بعد عام على ذلك - آخرهما في 1958 قبل أن تبدأ العملية الديمقرطية التي أفضت إلى وصول شافيز إلى السلطة· غير أنه على مدى 10 سنوات كرئيس، كان شافيز نموذجا الـ''الديمقراطية غير الليبرالية''، مستغلا أصوات الأغلبية، ومعظمها من أصوات الفقراء وغير المتعلمين، لإضعاف الكونجرس والمحاكم، وإغلاق وسائل الإعلام، وتأميم العديد من القطاعات الصناعية· لقد خسر شافيز استفتاء مماثلا قبل نحو 14 شهراً· ومن أجل الفوز في استفتاء اليوم، لجأ الرجل إلى تكتيكات فاشية تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي مثل إشاعة أجواء انعدام الأمن- ثم التقدم في استطلاعات الرأي - حيث أقدم أنصاره على إلقاء القنابل المسيلة للدموع على منازل الخصوم (بل وحتى على بعثة الفاتيكان)، ومهاجمة المتظاهرين، والتمييز ضد زعماء الطلبة المعارضين بوصفهم يهوداً، مما خلق جواً تم فيه تدنيس كنيس يهودي قبل أسبوعين· ووسط هذا الخضم، يخوض شافيز حملة يقدم فيها نفسه على أنه البديل لهذه الفوضى· والحق أن شافيز يحظى بدعم حقيقي من قبل بعض شرائح المجتمع الفنزويلي· ذلك أنه تمكن من تقليص معدل الفقر المدقع إلى النصف في بلد طالما عانى سوء التسيير وأبتلي بانعدام المسؤولية الشعبية التي تعرفها الكثير من البلدان لنفطية· فبفضل العائدات النفطية، أنشأ شافيز المدارس والمستشفيات للفقراء، وقاد البلاد نحو طفرة استهلاكية، غير أن الجريمة والفساد سجلا طفرة أيضاً، ولم ينجز شافيز أي إنجاز مستديم اقتصادياً· ومثلما يقول ''كريستوفر سباتيني'' من مؤسسة ''أميركاز سوسايتي'' في نيويورك: ''الاقتصاد العالمي يتجاوز شافيز؛ فمن سوء حظه وسوء حظ كل ''اليساريين'' الذين رأوا فيه مصلاً واقياً من العولمة، فإن نهاية أحلامهم البوليفارية قد أوشكت مع انهيار مصدر قوتهم: النفط''· يبلغ معدل التضخم في فنزويلا اليوم 31 في المئة، وهو الأعلى من نوعه حتى الآن في أميركا اللاتينية، ومن المتوقع أن يقفز إلى 45 في المئة هذا العام· وإضافة إلى ذلك، فإن معدل سعر الصرف الرسمي هو 2,15 بوليفار للدولار الواحد، ولكنه في السوق السوداء يفوق 5 بوليفارات، ما يشكل هوة كبيرة جداً إلى درجة أنه لن يكون لدى الحكومة خيار غير خفض قيمة العملة، ما من شأنه رفع الأسعار المحلية· والواقع أن الحكومة تتوفر على ما يكفي من احتياطيات العملة الصعبة الخارجية من أجل الاستمرار في دعم أسعار المواد الغذائية خلال العام المقبل، إلا أن ذلك تسبب في نقص المواد الغذائية· وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة تسجل تأخيراً كبيرا في الدفع للشركات النفطية المتعاقد معها إلى درجة أن العديد منها توقف عن العمل، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج النفطي في البلاد، علما بأن النفط يشكل 95 في المئة من صادرات فنزويلا· إنها صورة مألوفة أدت إلى الفوضى والانقلابات في أميركا اللاتينية· وفي هذه الأثناء، يقول خصوم شافيز، والذين ينتمي العديد منهم إلى فئة الشباب، إنهم يريدون التغلب عليه بطريقة عادلة في الانتخابات المقبلة المقررة في ،2012 والحال أنهم قد لا يملكون ترف استمراره في السلطة إلى ذلك الحين· إدوارد شوماخر ماتوس محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©