الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خريجو معهد مصدر.. كوادر علمية من العيار الثقيل

خريجو معهد مصدر.. كوادر علمية من العيار الثقيل
21 يونيو 2015 22:20
لكبيرة التونسي (أبوظبي) يسهم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة البحثية المستقلة للدراسات العليا بأبوظبي، من خلال تخريج أعداد كبيرة من الطلاب سنوياً، في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية للابتكار، كما يسهم في تنمية كوادر وطنية على درجة عالية من الكفاءة وقادرة على دفع عجلة التنمية في القطاعات الرئيسة التي تستهدفها الاستراتيجية. ومن بين خريجي هذه المؤسسة العلمية الرائدة، تخرج مؤخراً، فيصل المرزوقي وآمنة الشامسي، ضمن أول دفعة حاصلة على شهادة الدكتوراه في برنامج الدكتوراه متعدد التخصصات الهندسية من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الذي يركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، وقد عمل المرزوقي على أطروحته تحت إشراف أساتذة من معهد مصدر ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، حيث كان أول إماراتي يحصل شهادة دكتوراه من هذا البرنامج. اكتشافات تقنية ونجح المرزوقي في الدفاع عن أطروحته «استخدام تكنولوجيا النانو في تصنيع أغشية تحلية المياه»، ليكون أول المؤهلين لنيل درجة دكتوراه من معهد مصدر في هذا التخصص، وتوصل خلال عمله البحثي وإعداد أطروحته إلى اكتشافات تقنية قادته إلى إيداع طلب براءة اختراع لدى مكتب براءات الاختراع الأميركي. دراسات متنوعة وركز المرزوقي في أطروحته على تقنيات تحلية المياه المتقدمة ، وخاصة تقنيات التصنيع الدقيقة والنانوية، وكانت هذه مرحلة مهمة من رسالة الدكتوراه، حيث فتحت أمامه آفاقاً علمية جديدة، ومثلت نقطة انطلاق لخوض تجارب وتحديات في مختلف ميادين العلوم والهندسة، حيث يتطلع حالياً للتعمق أكثر، وإحراز تقدم في هذا المجال، إذ من شأن ذلك أن يساعده في مستقبله المهني كباحث. وأكد أنه تمكن من تقديم أوراق علمية نشرت في مجلة علمية محكمة، وقدم ورقة أخرى تناولت استخدام التحليل التصويري لتحديد مواصفات الأغشية، في حين قام بإعداد النسخ النهائية لثلاث دراسات أخرى ركزت على تطوير تقنيات خاصة بتصنيع الأغشية. وحول برنامج الدكتوراه متعدد التخصصات، ذكر أنه برنامج يتيح الفرصة للطلاب لخوض تجربة مفيدة في البحث في أي مجال يتعلق بالاستدامة وتفرعاتها، ويركز على دمج التخصصات المتعددة في الهندسة للوصول لحلول مبتكرة وإبداعية في مواجهة التحديات في هذا الإطار، مشيراً إلى أنه اختار توظيف تقنيات النانو في تحلية المياه، وركز على صناعة الأغشية من خلال الدمج بين تلك التقنيات والمياه. الشبكات الاجتماعية وتناولت الباحثة آمنة الشامسي في أطروحتها «حياة جيدة ضمن الشبكات الاجتماعية: كيف تؤثر الشبكات الاجتماعية في تكوين ملامح شخصيتناً ومشاعرناً» بعض الجوانب التقنية عالية المستوى في مجال «البيانات الضخمة»، وخلال مناقشة أطروحتها، استعرضت الشامسي إمكانية الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة في فهم متطلبات سعادة المجتمعات. فخر واعتزاز وقالت الشامسي: حققت إنجازاً كبيراً في معهد مصدر، وأشعر بالفخر، موضحة أن أطروحة الدكتوراه الخاصة بها أشرف عليها الدكتور إياد رهوان «أستاذ مشارك في معهد مصدر»، وأضافت متحدثة عن إنجازاتها: «قمت بتحليل بيانات عن التواصل الاجتماعي تم تجميعها عن طريق مجسات دقيقة (Infrared) في أجهزة استشعار قام باختراعها البروفيسور أليكس بنتلند في معهد ماسشوتس مدير (Media lab) لرصد التواصل (وجهاً لوجه) بين حاملي هذه الأجهزة في حياتهم اليومية، كما قمت بتحليل بيانات تم تجميعها بواسطة الهواتف الذكية وموقع التواصل الاجتماعي Twitter، وكذلك تعاونت مع مركز أبحاث رائد في إيطاليا Fondazione Bruno Kessler، حيث تواصلت مع باحثين في علم النفس الاجتماعي». تتويج وحول التحديات التي واجهتها في دراستها ، قالت: «هي التحديات نفسها التي يواجهها أي طالب دراسات عليا أثناء العمل على دراسته، خاصة أن الالتحاق ببرنامج الدكتوراه متعدد التخصصات الهندسية، يتطلب الإلمام بموضوعات تنتمي إلى تخصصات مختلفة وتعلم مهارات بحثية و تقنية مختلفة؛ لذلك قمت بالتغلب على هذه التحديات بالقراءة، والاطلاع على مراجع علمية مختلفة وتعاونت مع أساتذة متخصصين في مجالات تخدم أطروحتي، ولقد تم نشر أحد بحوثي في واحدة من أهم الدوريات العلمية في مجال «علم البيانات»، كما أنني بصدد إرسال بحثين آخرين إلى دوريات علمية مهمة». تحدي البيانات وشاركت آمنة الشامسي في مسابقات عالمية، حيث توجت أعمالها ضمن أفضل 10 مشاريع في العالم. وتشير إلى أنها وخلال مشاركتها في إحدى هذه المسابقات قامت بتحليل بيانات ترصد تفاصيل دقيقة عن تحركات الناس في حياتهم اليومية بهدف التعرف على أنشطتهم اليومية، وتقول: شاركت أيضاً في مسابقة «تليكوم» إيطاليا «تحدي البيانات الضخمة» بالتعاون مع زملائي في مختبر الحوسبة الاجتماعية والذكاء الاصطناعي لتحليل تغريدات «تويتر»، ودراسة العلاقة بين مستوى سعادة الأفراد في المدن والتواصل الاجتماعي بينهم عبر الهاتف، مؤكدة أن منهجية ونتائج الدراسة تفيد متخذي القرار في السعي نحو زيادة مستوى السعادة في المدن من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الاجتماعية الهاتفية، ونأمل أن تفيد الدراسة في وضع استراتيجيات محكمة لبلوغ الأهداف المنشودة في مجالات مختلفة. مؤتمرات دولية ولفتت الشامسي الحائزة جائزة «الباحث الإماراتي الشاب» من الهيئة الوطنية للبحث العلمي سنة 2013 إلى أنها شاركت في مؤتمرات عالمية ومحافل علمية دولية لعرض أبحاثها ومشاريعها والتعاون مع باحثين أكاديميين والاطلاع على أحدث المشاريع والتقنيات في مجالات مختلفة، كما قامت بعرض أبحاثها في اليابان في جامعة كيوتو 2012 ومؤتمر تحليل البيانات في قطر 2014 ومسابقة تليكوم إيطاليا في ترنتو 2014 ومؤتمر علم الشبكات في إسبانيا 2015 في سرقسطة، وكذلك دعيت للمشاركة في جلسة نقاشية في جامعة زايد تدور حول الأبحاث في العالم العربي ضمن المؤتمر السنوي للأبحاث في الحوسبة التطبيقية، وقامت أيضاً بإلقاء محاضرات في معهد مصدر في مجال تحليل البيانات والحوسبة الاجتماعية. كادر دروس وتحديات عن الدراسة في معهد مصدر، قال فيصل المرزوقي الذي شارك في مؤتمر لعلوم المادة في بوستن مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية وسيشارك في مؤتمرين في تحلية المياه في سنغافورة والولايات المتحدة، الصيف الجاري، إنها تتميز بكونها مفيدة وممتعة، مع عدم خلوها من التحديات وأضاف: «يتعلم الطالب في المعهد مواجهة تحديات العصر في الهندسة والعلوم، ومن التحديات الكبيرة التي واجهتني خلال السنوات الماضية في رحلة الدكتوراه التي كانت بمثابة دروس مفيدة لي، تحديات علمية وأخرى اجتماعية، أما التحدي العلمي الذي واجهني، فهو كيفية التنسيق وبذل الجهد والعطاء في ثلاث تخصصات في آن واحد، أما التحدي الثاني فتمثل في تنظيم الوقت وعدم إغفال الحياة الاجتماعية، حيث كنت أقضي يومياً نحو 12 ساعة في عملي بالمختبر». كادر العدوى الاجتماعية قالت آمنة الشامسي: تتألف أطروحتي العلمية من ثلاث دراسات رئيسية، الدراسة الأولى تناولت تأثير الأفراد على بعضهم بعضاً، من خلال معرفة التأثير الاجتماعي على عواطف وشخصيات الناس بشكل يومي، واختبار إمكانية انتقال العواطف والشخصيات على شكل عدوى. واخترت بالتحديد ظاهرة العدوى الاجتماعية لشيوع استخدامها في تفسير الكثير من الظواهر الاجتماعية مثل انتشار بعض السلوكيات بين الناس، أما في الدراسة الثانية، فتطرقت إلى تأثير التنوع والاختلاف في الشبكات الاجتماعية على التقلبات العاطفية للأفراد، وقد حرصت على أن أكون أول من يدرس العلاقة بين التنوع في الشبكات الاجتماعية وسعادة الأفراد، وفي الدراسة الثالثة، بحثت العلاقة بين مستوى السعادة للمناطق الجغرافية والتواصل الاجتماعي بينها، واخترت سعادة المجتمعات والمدن؛ لأنها سبب من أسباب نجاح الدول وتعتبر محط أنظار الكثير من الحكومات ومتخذي القرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©