مشروع عملاق لتطوير سكك حديد بريطانيا

اعداد - أيمن جمعة:
أخيرا وبعد طول انتظار قررت شركة القطارات البريطانية توجيه 'ضربة قاضية' الى صناعة الطيران المحلي في اطار خطة لاستعادة ملايين الركاب الذين تخلوا عن خدماتها سعيا وراء اغراء الطائرات· وتنقل شركات الطيران حاليا 5,5 راكب سنويا أي 85 % من اجمالي المسافرين بين لندن وجلاسجو الاسكتلندية، ويقول مسؤولو القطارات انهم يريدون رفع حصتهم من 15 % حاليا الى 70% من خلال مشروع لتسيير قطارات من دورين، تنطلق بسرعة تزيد على 300 كيلومتر في الساعة للربط بين مدن انجلترا واسكتلندا· ويقول مهندسو المشروع إنه سيقلل فترة الرحلة من لندن الى جلاسجو او ادنبرة الى النصف لتصل الى 2,30 ساعة فقط، وبمعدل تقاطر يصل الى قطار كل نصف ساعة·
ومن المتوقع ان يقوم 'القطار الصاروخي' برحلات من لندن الى برمنجهام ومانشستر وعلى خطوط موازية لشبكة السكك الحديدية الحالية لتفادي الجدل الذي عادة ما يواكب المشاريع الجديدة· وذكرت صحيفة 'التايمز' البريطانية ان الخطة تدعو لبناء 50 قطارا من طابقين بتكلفة اجمالية قدرها 650 مليون جنيه استرليني، موضحة ان تكلفة خطوط السكك الحديدية تتراوح بين 24 مليونا و30 مليون جنيه استرليني لكل ميل· وسيتم استخدام ما اجماليه 675 كيلومترا من القضبان مما يجعل نفقات مد الخط تصل الى 14 مليار جنيه·
وتعتقد شركة السكك الحديدية الحكومية المعنية بالاشراف على البنى الاساسية للقطارات ان الخط الجديد سيوجه ضربة قاضية الى الطيران الداخلي، وان يؤدي في نهاية الامر الى توقف تقريبا كل الرحلات الجوية بين لندن ومانشستر وعددها 45 رحلة يوميا· ومن المعتقد اذا سارت الامور حسب الخطة ان تقتصر الرحلات الجوية بين لندن وجلاسجو على خدمة الركاب الذين في طريقهم لرحلات جوية دولية من مطار هيثرو·
وكان العقد الماضي قد شهد تحولا من القطارات الى المطارات بسبب انخفاض أسعار تذاكر الطيران وسوء حالة القطارات· وغض مسؤولو حركة القطارات النظر عن هذا التحول الى ان ظهرت دراسة جدوي استغرق اعدادها تسعة شهور حول امكانية مد خط سريع للقطارات· وأظهرت الدراسة ان بالامكان خفض النفقات الى ثلث ما كان البعض يتوقعه عام 2003 اذا تم مد خط السكك الحديدية موازيا للخطوط الحالية واستخدام نفس أنفاق القطارات الحالية· ولن يتكلف المسافر للإنتقال من لندن الى جلاسجو سوى 30 جنيه استرليني وهو سعر مغر جدا مقارنة باسعار الطائرات، وهو ما يجعل شركة القطارات تتوقع ان يصل عدد ركاب الخط الجديد الى 21 مليون شخص بحلول عام 2016 عندما تنتهي المرحلة الاولى من لندن الى مانشستر، والى 30 مليونا في ·2031
ولا يعتقد المراقبون ان الامر سيكون كله شرا لصناعة الطيران، بل ومن المتوقع ان يحصل المشروع على مباركة رود ايدنتون الرئيس التنفيذي السابق للخطوط الجوية البريطانية، حيث أشار البعض الى ان تقليص الرحلات الجوية الداخلية سيخفف الضغوط الحالية على مطارات هيثرو وجاتويك وستانستيد، وقد يعطي السلطات فرصة للالتقاط الانفاس للمضي قدما في خطط مقررة منذ عدة أعوام لبناء مدارج جديدة· وتنتظر الان صناعتا القطارات والطيران بفارغ الصبر الكشف عن استراتيجية وزارة النقل لمدة 30 عاما لصناعة القطارات في بريطانيا والذي سيتحدد على ضوئها ما اذا كانت خطة القطار السريع ستمضي قدما ام لا·