الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكأس السادسة تغازل سحرة السامبا

الكأس السادسة تغازل سحرة السامبا
23 مايو 2006
بقلم: ديانا رينيه
خدمة خاصة للاتحاد الرياضي من الوكالة الألمانية
إذا سارت كرة القدم بشكل منطقي مثل الرياضيات فإن المنتخب البرازيلي سيسافر إلى ألمانيا للمشاركة في كأس العالم لكرة القدم 2006 لينتظر اللقب السادس له في تاريخ بطولات كأس العالم·
والفريق البرازيلي المفعم بنجوم كبار ومواهب يصعب تواجدها بنفس الوفرة في باقي المنتخبات مثل رونالدينيو ورونالدو وأدريانو وغيرهم يجعلون منه الفريق الأفضل في العالم وأقوى المرشحين للفوز باللقب في كأس العالم 2006 خاصة وأن الفريق قدم سجلاً حافلاً بالنتائج الرائعة في المباريات الودية والرسمية التي خاضها منذ فوزه بلقب كأس العالم 2002وحتى الان·
ولكن المدرب كارلوس ألبرتو باريرا (62 عاماً) المدير الفني القدير للمنتخب البرازيلي يدرك أن كرة القدم والرياضيات لا يشتركان إلا في أمور قليلة وأن المفاجآت أصبحت سمة مميزة لبطولات كأس العالم عبر تاريخ البطولة وأن بدء البطولة كأحد المرشحين للفوز باللقب قد يكون عائقاً كبيراً في طريق فريقه·
وقال باريرا: أحاول إقناع لاعبي فريقي أن الترشيح للفوز بكأس العالم عديم الفائدة إذا لم يحول الفريق هذه الفكرة إلى حقيقة وواقع· ولا يجب أن يتجه الفريق إلى أرض الملعب وهو يضع في اعتباره أن الفوز مضمون· يحتاج فريقنا أن يبرهن على أنه الأفضل'·
وبالفعل يذكر التاريخ أن وضع البرازيل كونها أفضل مرشح للفوز باللقب كان أبرز العقبات في طريق الفريق خلال عدد من بطولات كأس العالم رغم الفوز باللقب خمس مرات حتى الان ليكون صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب، وعندما كان المنتخب البرازيلي يتجه لخوض البطولة مصحوباً بالانتقادات والشكوك حول فوزه باللقب كان دائماً يعود بالكأس الغالية بينما كان الاخفاق من نصيب الفريق في المرات التي كان يسافر فيها مصحوباً بآمال كبيرة في إحراز اللقب·
ويتشابه الشعور بالثقة التامة التي تسود المنتخب البرازيلي الحالي مع ما كان عليه الفريق عندما شارك في بطولة كأس العالم 1982 عندما ضم عدداً مساوياً من النجوم مثل زيكو وسقراط وباولو روبرتو وفالكاو هذا الفريق الذي صاحبته توقعات ضخمة قبل السفر للمشاركة في البطولة التي أقيمت في إسبانيا ولكنه خيب الآمال وخرج من دور الثمانية للبطولة بالهزيمة أمام إيطاليا·
وقال أسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية بيليه: في كل مرة يشارك فيها فريق في كأس العالم وهو مرشح بقوة للفوز باللقب ينتهي به الحال بالهزيمة وهو ما حدث للمنتخب البرازيلي في كأس العالم 1950 عندما خسر أمام منتخب أوروجواي وتكرر في بطولات أخرى تالية'·
ومر بيليه بنفس التجربة مع المنتخب البرازيلي في كأس العالم 1966 بإنجلترا ولكن تحذيرات باريرا وبيليه وقائمة إخفاقات الماضي لا تستطيع أن تحجب حقيقة أن المنتخب البرازيلي سيشارك في بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا بأفضل فريق في تاريخه·
مدرب دفاعي
وحتى سنوات قليلة مضت اشتهر باريرا بالميل للاداء الدفاعي ولكنه في الوقت الحالي يعتمد بشكل كبير على الكتيبة الهجومية التي تميز المنتخب البرازيلي· وسيكون لدى باريرا في كأس العالم بألمانيا فريقاً يتسم بالنزعة الهجومية الطاغية بقيادة الرباعي الساحر رونالدو وأدريانو في الهجوم وخلفهما رونالدينيو نجم برشلونة الإسباني وكاكا مهاجم ميلان الايطالي· ومع هذا التشكيل يأمل باريرا في الفوز بكأس العالم 2006 لتتويج الفترة الذهبية التي قضاها مع المنتخب البرازيلي على مدار العامين الماضيين والتي شهدت فوزه مع الفريق بكأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) وكأس العالم للقارات بالإضافة إلى تأهله لنهائيات كأس العالم 2006 بسهولة·
ويرى باريرا أن الفوز بكأس العالم وتتويج المنتخب البرازيلي باللقب السادس له في تاريخ البطولة سيكون أفضل جائزة له كمدرب· ويأمل 180 مليون برازيلي في أن يتوج فريقهم باللقب السادس في تاريخ مشاركاته بكأس العالم كما يرى 40 مليوناً منهم يعيشون تحت وطأة الفقر أن انتصارات المنتخب البرازيلي هي المصدر الوحيد لسعادتهم·
الكرة والسياسة
العلاقة بين كرة القدم والسلطة ليست شيئاً غير عادي ولكن هذه الروابط ليست في أي مكان بنفس القوة والحسم التي عليه في البرازيل إذ أن لاعبي المنتخب البرازيلي يسعون دائماً للدفاع عن كأس العالم مثل جنود أي جيش يرون أن من واجبهم إنقاذ بلادهم من الهزيمة والهوان·
وحقيقة أن توقيت إقامة بطولة كأس العالم يتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي تجرى كل أربع سنوات يجعل هذا الرباط بين كرة القدم والسلطة أكثر قوة· ويرجع بعض المؤرخين الشعبية الكبيرة التي حظيت بها حكومة جوسيلينو كوبيتشيك بين عامي 1955 و1961 إلى التفاؤل الشديد الذي ساد في البرازيل آنذاك نتيجة فوز المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه عندما جرت البطولة في السويد عام ·1958
ولا تتوفر مثل هذه العلاقة الواضحة بشكل دائم· إذ أنه من الممكن أن فوز المنتخب البرازيلي بلقب بطولة كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه عندما جرت البطولة في الولايات المتحدة عام 1994 كان عاملاً مساعداً ولكنه ليس حاسماً في فوز فيرناندو إنريكو كاردوزو مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ذلك العام·
الخطة الحقيقية
وكان العامل الأكثر أهمية في ذلك الوقت هو بدء تنفيذ 'الخطة الحقيقية' التي قضت على شبح التضخم في البرازيل· ولم تكن هذه العلاقة بين كرة القدم والسياسة حاسمة في عام 2002أيضاً حيث فازت البرازيل بلقب بطولة كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان للمرة الخامسة ولكن ذلك لم يخدم كاردوزو في مساعيه لمساعدة مرشحه للرئاسة جوزيه سيرا· وهزم سيرا بفارق كبير من الأصوات أمام لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الرئيس الحالي للبرازيل·
ولكن مع اختفاء التضخم في الوقت الحالي وظهور نمو معتدل في الاقتصاد البرازيلي بدأت كرة القدم تستعيد أهميتها في لعبة السياسة ولهذا السبب يتركز اهتمام رجال السياسة في البرازيل حالياً على أداء المنتخب البرازيلي في معركته للفوز بالبطولة للمرة السادسة في مباريات كأس العالم 2006 في ألمانيا·
وأوضح لولا الذي يرغب في الاستمرار لفترة رئاسة ثانية عندما تجرى الانتخابات في أول أكتوبر المقبل العلاقة بين كرة القدم والسياسة عندما تحدث عن فرص حزب العمال في الانتخابات العامة التي ستجرى في الاول من أكتوبر·
وقال لولا الرئيس التنفيذي للحزب مستعيناً بالدلالات اللفظية الكروية في حديثه عن السياسة 'ليس الفريق الأفضل هو الذي يتوج بكأس العالم دائماً· وقد يكون لدى الدولة أفضل اللاعبين ولكن ذلك لا يضمن لها الفوز باللقب'·
وإذا كانت السياسة قد تأثرت بكرة القدم فإن كرة القدم قد تأثرت أيضاً بالسياسة· ففي عام 1998 تسببت الضغوط الواقعة على الحكومة البرازيلية للتحقيق في المخالفات المفترضة بالاتحاد البرازيلي لكرة القدم في تدهور هائل في العلاقات بين كاردوزو ورئيس الاتحاد البرازيلي للعبة ريكاردو تيكسييرا·
رحلة 2002
وبعد فوز المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان هدد تيكسييرا بعدم إعادة لاعبي المنتخب إلى العاصمة برازيليا حتى يحرم كاردوزو من استقبالهم·
ووافق تيكسييرا في اللحظة الأخيرة على عودة الفريق ولكنه أجبر المنتخب البرازيلي على خوض رحلة مرهقة عبر العديد من المدن بعد رحلتهم من العاصمة اليابانية طوكيو إلى البرازيل·
وذكرت الصحافة البرازيلية أن تيكسييرا نجح في مد جسور من العلاقات الطيبة مع حكومة لولا في السنوات القليلة الماضية· وأنه يعتقد في فوز لولا بفترة رئاسة ثانية وبالتالي سيتجنب عودة السلطة إلى رجال السياسة المرتبطين بكاردوزو والذين يعتبرهم 'أعداء'·
ويرى تيكسييرا أن أكبر أعدائه في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يرأسه كاردوزو قد يكونا سيلفيو توريس وألفارو دياس الذي يرأس لجنة التحقيقات في البرلمان والتي أجرت التحقيقات في مجال كرة القدم عامي 2000 و2001 والتي أوصت بقيام وزارة الشؤون العامة بفتح تحقيق فيما تردد عن مخالفات في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم·
وكانت علاقات تيكسييرا والاتحاد البرازيلي للعبة أفضل مع حكومة لولا· ونظم تيكسييرا 'مباراة السلام الودية' التي خاضها المنتخب البرازيلي في هاييتي عام 2004 كما اجتمع خمس مرات على الاقل مع لولا على مدار العامين الماضيين·
وذكرت صحيفة 'فوليا دي ساو باولو' الشهيرة أنه إلى جانب وعد تيكسييرا للولا بتمكين الحكومة من الاتصال الوثيق بالمنتخب البرازيلي قبل وبعد بطولة كأس العالم 2006 اعترف تيكسييرا بالفعل بإمكانية مساندة المنتخب البرازيلي للولا ليعاد انتخابه ثانية في الوقت الذي نفى فيه الاتحاد البرازيلي للعبة ذلك·
وعلى أي حال أوضح المدرب كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني للمنتخب البرازيلي بأنه لا يرغب في الاشتراك بأي شكل في الحملة الانتخابية·
وقال باريرا: إنني لست سياسياً على الاطلاق· لا أعرف كيف أعيش مع شيء كهذا· وليس لدي أصدقاء من رجال السياسة· ولن أشارك في هذه الأمور على أي حال'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©