الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يؤكدون تقدير الإسلام للعمل باعتباره أساس تقدم الأمم

خطباء الجمعة يؤكدون تقدير الإسلام للعمل باعتباره أساس تقدم الأمم
18 سبتمبر 2010 00:04
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة المسلمين بالأمس إلى السعي في طلب الرزق وكفاية النفس عن سؤال الناس، لقول الله تعالى في كتابه العزيز "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور". وأكّد أئمة المساجد أنّ العمل عزة وكرامة وشرف عظيم، والدين الحنيف يقدر الأيدي العاملة، فعن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده"، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب؟ قال "عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور". وقال الخطباء إنّ العمل وسيلة للكسب والعيش الكريم وكفاية النفس عن سؤال الناس، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالعمل فيقول صلى الله عليه وسلم "لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق، خير له من أن يسأل الناس". وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال أمَا في بيتك شيء؟، قال بلى حِلْسٌ نلبس بعضَه ونبسُط بعضَه، وقُعْبٌ نشرب فيه من الماء. قال ائتني بهما، فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذين؟. قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا، قال رجل أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فاتني به، فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له :«اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما، فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة، لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع". وأضاف أئمة المساجد بالأمس أنّ للعمل صورا كثيرة، منها الغرس والزراعة واستثمار الأرض واستخراج الأقوات منها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"، ومنها الوظيفة والصناعة والتجارة، ومن المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعمل بالتجارة، فعن السائب بن أبي السائب رضي الله عنه أنه كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام في التجارة، فلما كان يوم الفتح قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يثنون علي ويذكرونني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم به، قلت صدقت بأبي أنت وأمي، كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري. كما أكّد الأئمة أنّ العمل يحقق للإنسان ذاته ويكسبه احترام الآخرين ويشغل الفراغ، ويحمي النفس من أمراض البطالة والكسل، فعن عروة بن الزبير أنه سئل: ما شر شيء في العالم؟ فقال: البطالة، وقد نصح لقمان الحكيم ابنه قائلا يا بني استعن بالكسب الحلال، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته وأعظم من ذلك استخفاف الناس. ولفت الخطباء إلى أنّ العمل أساس تقدم المجتمعات ورفعتها، فالدول المتقدمة لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم في العلوم والفضاء والتقنية إلا بجدية أبنائها في العلم والعمل، وإن البناء الحضاري يبدأ من معرفة الدور الإيجابي للعمل والحرص عليه، فعلينا أن نستثمر المواهب والقدرات في التنمية والبناء عن طريق العمل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©