الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حوار السلام الأفغاني يتعثر قبل أن يبدأ

21 يونيو 2013 00:38
بكابول (وكالات) - تراجعت الإدارة الأميركية أمس عن خطأ دبلوماسي أغضب الحكومة الأفغانية ودفعها إلى تعليق مباحثات مع الولايات المتحدة حول تفاصيل الانتشار الأميركي في أفغانستان بعد عام 2014، والتهديد بالانسحاب من مفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة. وكشف مسؤول أفغاني أمس أن الولايات المتحدة طمأنت بلاده بأنه تم تغيير اسم مكتب حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة بحيث لم يعد يحتوي على أي إشارة إلى ما يسمى (إمارة أفغانستان الإسلامية). وقال مصدر مسؤول، طلب عدم ذكر اسمه، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طمأننا بأن الحكومة القطرية أزالت اسم “إمارة أفغانستان الإسلامية” من مكتب طالبان في الدوحة. وقال إن المكتب سيحمل اسم “مكتب محادثات السلام”. وأكد المصدر أن الرئيس الافغاني حامد كرزاي كان يعارض اسم المكتب، الذي تم افتتاحه الثلاثاء الماضي، والذي يعني ضمنا إعطاء المتمردين صفة حكومة. وأشار إلى أن الهدف المتفق عليه من فتح المكتب هو إجراء محادثات بين مجلس السلام الأعلى الأفغاني وممثلين عن الحركة، مضيفا أنهم تلقوا أيضا تطمينات بأنه لن يتم رفع علم طالبان فوق مكتبها في الدوحة. وقد أثارت الولايات المتحدة غضب الرئيس كرزاي بإعلانها الثلاثاء الماضي عن مفاوضات سلام تعتزم إجراءها قريبا مع حركة طالبان. وارتكبت الدبلوماسية الأميركية هذا الخطأ في أقل من 24 ساعة. فقد أعلنت حركة طالبان الثلاثاء بعد 18 شهرا من المباحثات السرية عبر دولة ثالثة، عن فتح مكتب تمثيل في الدوحة لتشجيع “الحوار والوفاق مع دول العالم”. وعلى الفور، رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذا “الخبر السار” وأعلن دبلوماسيون طلبوا عدم كشف هويتهم عن “لقاء رسمي مع طالبان في غضون بضعة أيام”. وذُكر تاريخ 20 يونيو (أمس) والدوحة مكانا لهذه المحادثات بدون أن تؤكدهما وزارة الخارجية رسميا. وغداة هذا الإعلان التاريخي أعرب كرزاي عن استيائه الشديد وأعلنت الرئاسة الأفغانية تعليق مفاوضاتها حول اتفاق أمني مع الولايات المتحدة لما بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي في نهاية 2014 وهددت بعدم إجراء محادثات مع طالبان في مكتب المتمردين في الدوحة. وإزاء غضب كرزاي اضطر الأميركيون إلى التراجع. ونفت وزارة الخارجية أن يكون “من المقرر” إجراء محادثات مع طالبان هذا الأسبوع ونشرت مضمون اتصالين هاتفيين أجراهما جون كيري مع الرئيس كرزاي لمحاولة تبديد الخلاف. وقال بروس ريدل الباحث في معهد بروكينجز إنه “مع اسم كهذا(مكتب إمارة أفغانستان الإسلامية) فإن طالبان تشير منذ البداية إلى أنها ليست حزبا سياسيا ولا منظمة إرهابية بل حكومة أفغانستان الشرعية”. وأوضح ريدل أن كرزاي “كان حذر الولايات المتحدة وقطر بعدم الإقدام على ذلك وتهيأ له أنهما لم يستمعا إليه”. كما رأى ريدل في هذا (الحادث الدبلوماسي) “دليلا” جديدا على الريبة القائمة بين كابول وواشنطن التي باتت “على استعداد لحزم أمتعتها ومغادرة أفغانستان على وجه السرعة”. ورأى المحلل أنه سيترتب على الأميركيين أن “يعيدوا إصلاح الأمور بشكل جدي في الأيام القادمة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©