محمد حامد (دبي) - حظي إيكر كاسياس حامي عرين المنتخب الإسباني بتكريم رفيع المستوى من صحافة بلاده التي لم تتردد في وصفه بأنه “القديس المنقذ”، في إشارة إلى تألقه اللافت في التصدي لأكثر من هجمة كرواتية خطيرة،
فيما بدت عناوين الصحف الإيطالية وكأنها تريد التوجه باعتذار “غير مباشر” للإسبان على تورط البعض في الحديث عن إمكانية حدوث مؤامرة كرواتية إسبانية للإطاحة بالطليان خارج البطولة.
وفي حال كان رفاق لوكا مودريتش قد نجحوا في تسجيل هدف والخروج به، لكان حامل اللقب في طي النسيان، ولكنه تأهل في صدارة المجموعة بفضل توهج كاسياس، ومهارة أندريس إنييستا، وإصرار سيسك فابريجاس على التألق حتى لو حصل على عدة دقائق، بالإضافة إلى حماس خيسوس نافاس صاحب الهدف الوحيد.
صحيفة “آس” عنونت: “تأهلنا وتصدرنا بعد أن عانينا”، وأضافت: “نجح لافوريا روخا في الصعود إلى ربع النهائي الأوروبي، بعد الفوز الصعب على كرواتيا، والذي تحقق بعد معاناة كبيرة طوال المباراة، وكان لإيكر كاسياس دور بطولي في التأهل خاصة أنه تدخل في الوقت المناسب، ونجح في إيقاف المد الكرواتي”.
وقال ألفريدو ريلانو في مقال بصحيفة “آس”: “إسبانيا محظوظة؛ لأن لديها إنييستا وكاسياس”، وتابع: “الكروات نجحوا في الضغط علينا في كل مكان، ولم يسمحوا لنا بتقديم الأداء الذي برعنا فيه على مدار 4 سنوات، وتصدوا لفلسفة السيطرة المطلقة، بل إنهم هددوا مرمانا، وكان لكاسياس دور في الوصول بنا إلى هذه المرحلة، وحمايتنا من كابوس لم يخطر ببال أحدنا، وما يحسب للكروات أنهم بعثوا لنا برسالة لكي نراجع حساباتنا من جديد، إذا كنا حقاً نتمسك بحلم المحافظة على اللقب”.
أما صحيفة “سبورت” الكتالونية، فقالت: “انتصار بعد معاناة” وتابعت: “إسبانيا لعبت بالنار، وحققت فوزاً بهدف نظيف وبصعوبة بالغة على كرواتيا، وكان كاسياس صاحب التدخل المناسب في الوقت الصحيح، حيث تقمص دور رجل الإطفاء، ونجح في إخماد حريق كبير كاد يطيح بنا خارج البطولة، بل إنه في مرحلة ما حمل لنا شمعة أضاءت لنا العتمة التي كنا على وشك الدخول بها دون مقدمات، وهو باختصار منقذ حال دون انتهاء المباراة بطريقة تراجيدية”.
وتحت عنوان: “نسخة حمراء سيئة.. ونهاية سعيدة”، كتب جوزيب ماريا كازانوفاس بصحيفة “سبورت”: “لم نلعب جيداً، عانينا وقدمنا مباراة تكتيكية أكثر منها مباراة للمتعة، وفي النهاية تحقق لنا ما سعينا إليه، ولكن بطريقة لا نشعر بالرضا الكامل عنها، صحيح أننا سيطرنا على المباراة، ولكن بلا فعالية حقيقية؛ لأننا ببساطة لا نملك لاعباً مثل ميسي يمكنه تحويل السيطرة إلى تهديد لمرمى المنافس، باختصار قدمنا مباراة سيئة انتهت بفوز مهم”.
الأداء المقنع
أما صحيفة “ماركا”، فعنونت: “عانينا كما لم نعان من قبل ولكننا حققنا الفوز كالعادة”، وواصلت الصحيفة المدريدية الشهيرة رصدها للفوز والتأهل قائلة: “لم نتمكن من تقديم الأداء المقنع طوال المباراة، وكان الكروات أقرب إلى تسجيل هدف يطيح بنا في بعض الأوقات، ولم ننجح في حل المشكلة سوى في الدقيقة 88 بهدف من نافاس بعد تمريرة سحرية من فابريجاس استقبلها إنييستا ومنحها سهلة لنافاس الذي وضعها في الشباك”.
وفي موضع آخر، قالت الصحيفة، إن فابريجاس نجح للمرة الثانية في إضافة بصمة حقيقية، على الرغم من أنه لا يشارك في التشكيلة الأساسية، فقد دفع به ديل بوسكي في الدقيقة 73 ليصنع تمريرة سحرية انتهت بهدف الفوز والتأهل، وهو تكرار لسيناريو تألقه في الدقائق التي لعبها أمام أيرلندا، حيث نجح في تسجيل هدف بعد الدفع به مباشرة”.
سجل المجد
كما تناولت “ماركا” سجل المجد الإسباني، وقالت: “لم يتعرض المنتخب الإسباني لأي هزيمة منذ عامين، وكانت العثرة الأخيرة أمام سويسرا في افتتاح مونديال 2010 حينما تلقينا هزيمة بهدف وحيد، ومنذ هذا الوقت حققنا الفوز في 16 مباراة رسمية متتالية، وتعادلنا في مواجهة واحدة كانت أمام إيطاليا في مستهل مشوار يورو 2012، وبعيداً عن العثرات في المباريات الودية، فإن إسبانيا لم تسقط في مشوار كأس العالم، وتصفيات يورو 2012، وها هي تواصل الطريق سعياً عن أرقام قياسية جديدة”
ندم إيطالي
على صعيد متصل، نقلت صحيفة “آس” المدريدية عناوين الصحف الإيطالية التي بدت وكأنها تريد التوجه باعتذار “غير مباشر” للإسبان على تورط البعض في الحديث عن إمكانية حدوث مؤامرة كرواتية إسبانية للإطاحة بالطليان خارج البطولة، وهو ما يصطلح على تسميته في إيطاليا بـ “اتفاق البسكويت”، حيث قالت صحيفة “لا ستامبا”: “لا يوجد بسكويت”، أي لم تحدث مؤامرة كرواتية إسبانية، وهو العنوان نفسه الذي استخدمته صحيفة “لاجازيتا ديللو سبورت” التي قالت: “إسبانيا لم تتفق على البسكويت مع كرواتيا، وتابعت: “الشرف الإسباني قال كلمته في مباراتهم أمام الكروات”، في إشارة إلى الحرص على الفوز على الرغم من أن التعادل كان كافياً.
رسالة بوفون
ونقلت الصحف الإسبانية والإيطالية على السواء تصريحاً للحارس الإيطالي جيانولويجي بوفون الذي قال: “يجب أن نشكر إسبانيا، لم يكن لدي أي شكوك في نزاهة المنتخب الإسباني، وكان تركيزي كبيراً على مباراتنا أمام أيرلندا نظراً لثقتي الكبيرة في قدرة وسعي الإسبان للفوز، وقد أثبتوا أنهم على قدر هذه الثقة، لذا وجب علينا أن نشكرهم”.
عدد اليوم
