الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حرفيو هايتي يخوضون غمار التجارة العادلة

حرفيو هايتي يخوضون غمار التجارة العادلة
21 يونيو 2015 22:50
بورت او برنس (أ ف ب) جاءت آنا سواسونا، من ريو دي جانيرو، لتدريب حرفيين هايتيين على تحويل قرون الثيران إلى حلي مع احترام مقاسات القطر والسماكة والعرض، كما هي واردة في المواصفات التقنية التي حددها زبائن أجانب. وتسهر المصممة، وهي مسلحة بأجهزة قياس على احترام هذه المواصفات. وتقول «يتقنون العمل على هذه القرون أكثر مني. لكني أحاول أن أعلمهم الإجراءات التي تجعل عملهم أكثر دقة على صعيد المقاسات وكمال القطعة. ويبدأ الأمر مع التدرب على قراءة المواصفات التقنية التي يرسلها الزبون الأجنبي». وسط الأصوات التي تصدرها آلات الصقل الصغيرة، كل الوسائل متاحة لكي يدرك هؤلاء الحرفيون قيمة العمل المتقن والدقيق. وتقول لهم آنا سواسونا «الأمر مشابه لما قام به ليونيل ميسي، فهو أمضى وقتا ليتقن التحكم بالكرة كي يمنع الآخرين من تسجيل الأهداف». وتشهد ماركة «اوسكلين» البرازيلية التي تعمل آنا لحسابها ازدهارا كبيراً في عالم المنتجات الفاخرة مع متاجر في الولايات المتحدة وإيطاليا واليابان، وترفع شعار الترويج لموضة أخلافية ومسؤولة. وشأنها في ذلك شأن حوالى ثلاثين ماركة أخرى، فإن «اوسكلين» هي شريكة مع برنامج «اثيكال فاشن انيشياتيف» الذي رأى النور العام 2009 بدعم من الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية. والهدف منه إقامة رابط بين الحرفيين الأفارقة والهايتيين من جهة وأوساط صناعة الموضة مع احترام كامل للبيئة وحقوق العاملين. ويقول الإيطالي سيمونيه تشيبرياني، مؤسس البرنامج لوكالة فرانس برس، «أوساط الموضة فقدت حسها الأخلاقي بابتعادها عن أساس السوق وهو الشراكة بين الحرفيين. اليوم تعتمد أوساط الموضة لغة التسويق، لكن يجب أن نستعيد روحنا». وتعتمد العارضة السابقة ستيلا جان هذه الرؤية. وأطلقت مجموعتها الأولى العام 2012 وحققت نجاحا كبيرا ما مهد الطريق أمامها للوصول إلى مجموعة جورجيو ارماني في أسبوع ميلانو للموضة في خريف 2013. وتؤكد جان، وهي إيطالية هايتية في السادسة والثلاثين، إنه من الطبيعي أن تكون شريكة في هذه المبادرة. وتؤكد «نحن لا نتحدث هنا عن إحسان بل عن عمل، الإحسان أمر كريه. أنا أتعلم من الحرفيين اعطيهم رأيي، أننا ننمو معا». ويرحب اندريه بول لافرود الذي يعمل على قرون الثيران منذ 32 عاما في مشغله بالأفاق الجديدة للعمل مع مصممين أجانب. ويؤكد أن «هذا الأمر يوفر لي عملا هنا في بلدي. البعض يريد أن يغادر هايتي بأي ثمن، لكن أنا أرى أنه بالإمكان أن، نعمل وأن نحيا حياة كريمة في بلدنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©