السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ندوة علمية حول استخراج المياه العذبة من قاع البحر

24 مايو 2006
خالد البدري:
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، بدأت أمس بمكتب شؤون الإعلام أعمال الندوة العلمية المتخصصة حول استخراج المياه العذبة من أعماق البحر، شارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء المتخصصين وفريق بحث فرنسي مكون من سعادة بيير بيكر، رئيس مجلس إدارة شركة جيو أوشن وتيري كارلن ومايكل بيكر· وقال المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء محمد خليفة المرر في افتتاح الندوة: إن البشرية تعاني من ندرة في مصادر المياه، وقد أدّت هذه الحضارة المعاصرة إلى حدوث انفجار ديموجرافي هائل شمل الكرة الأرضية كلها، وانعكس ذلك بشكل سلبي على الطبيعة وعلى مصادر المياه فيها، فجفّ الكثير من الأنهار والينابيع وتلوث ما بقي منها، وباتت المياه العذبة شيئاً نادراً في الأرض· وهو ما دفع البشرية إلى رحلة البحث عن مصادر المياه لإرواء العطش المتزايد في كل مكان· وأضاف أن الإنسان عرف منذ القدم أن البحر يحتوي على كثير من الأنهار والينابيع العذبة، لكن أحداً لم يستطع الوصول إلى طريقة لاستخراج هذه المياه والاستفادة منها، إلا أن فريقاً من العلماء الفرنسيين المتخصصين قرر المثابرة والعمل الدؤوب من أجل تحقيق هذا الحلم وذلك من خلال استخراج مياه ينبوع عذب متدفّق في أعماق البحر الأبيض المتوسط، وتحديداً في المياه الإقليمية الإيطالية· وقال إن الندوة تتناول هذه التقنية الجديدة وآفاقها المستقبلية على مستوى العالم ، وكلُّنا أمل في أن تنتشر هذه التقنية في كل مكان، لاسيما في منطقتنا العربية التي تعاني شحّاً مزمناً بمصادر المياه العذبة·
تسخير التقنية
وتناولت الندوة ظاهرة الدورة المائية وكيفية تكون المياه العذبة في قاع البحار وإمكانية تتبعها حتى خروجها من البحر وعندما ترتفع المياه العذبة إلى السطح تُحدث نوعا من البُقع يبلغ قطرها 15 متراً بعمق 36 متراً ويبلغ تدفق الينبوع مائة لتر من الماء في الثانية·
وأشار المشاركون في الندوة إلى أهمية تسخير وسائل التطورالتكنولوجي الهائل في عصرنا الحاضر لإيجاد حل لهذا التحدي البشري الكبير، منوهين في هذا الصدد إلى ما تم التوصل إليه من أساليب وتقنيات جديدة لاكتشاف مياه عذبة في أعماق البحار، واختراع طريقة بتقنية الحقن الهوائي لاستخراج هذه الينابيع الفوارة تحت البحر بكلفة أقل كثيراً من تحلية المياه أو نقلها عبر مسافات بعيدة·
عمليات البحث
بعد ذلك تحدث الباحثون مستعينين بالعرض التصويري عن الطريقة المتبعة لتحديد مواقع الينابيع تحت البحر، لافتين إلى أنها تنقسم إلى عمليات بحث متعددة تشمل إعداد وصف تاريخي وجيولوجي لتحديد ما إذا كانت التضاريس وبنية التربة ملائمة لانبثاق ينبوع تحت البحر، تتبعها المعاينة الجوية فوق المناطق المحددة مسبقاً لالتقاط الصورة اللازمة بالأشعة تحت الحمراء وبالأقمار الاصطناعية بغرض تحديد الفوارق الحرارية على سطح البحر بين المياه العذبة ومياه البحر حيث تختلف درجة حرارة المياه العذبة عن درجة حرارة البحر·
وأوضح الباحثون الفرنسيون أنه عند تحديد مركز الينبوع، لابد من دراسة سلوكه على مدى 6أشهر على الأقل· ومن أجل القيام بذلك، يتم وضع سةخسد فوق كل ينبوع محدد وهو نظام مكون من أجهزة لقياس المصادر؛ ويقوم النظام بتسجيل المعطيات التالية: التدفق، الملوحة والكمية لتحليلها موضحاً بالصور آلية استخراج المياه العذبة، وبعد إجراء هذه الأبحاث، يكون بالاستطاعة تحديد مواقع الينابيع التي يمكن استغلالها سواء للاستهلاك المنزلي أو للصناعة أو الفلاحة·
وذكر الباحثون أن هذه التقنية لا تستعمل أي نوع من أنواع الطاقة المسببة للتلوث، وهي تتمثل في مد قناة مزودة بقاعدة مثبتة في قاع البحر، حيث تسد موضع الينبوع، ومتصلة في الطرف الآخر بفقاعة تسمح بتحصيل المياه المستمدة من النبع· ويكمن الهدف من هذه التقنية في تحويل المياه العذبة عبر القناة مع مراقبة موضع النبع· وبالفعل فإن الماء يصعد طبيعياً عبر القناة ليتجمع في'الفقاعة'·
الحقن الهوائي
وبفعل تقنية الحقن الهوائي، يمكن تفادي اختلاط ماء النبع بماء البحر· كما يمكن تدبير الانقطاعات المحتملة أثناء حدوث فيضانات· وبالنظر إلى الرهانات التي يستتبعها اختراع من هذا القبيل لا يستند إلى أي شكل من أشكال الطاقة الخارجية، فإن هذه التكنولوجيا تكون حتماً موضع حماية قانونية· ومن ثم فإن تفصيل عملية ضبط العوامل الطبيعية هذه لا يمكن الكشف عنها إلا جزئياً بالنظر إلى شهادات الاختراع المصرح به
واعتبر الباحثون أن الكشف عن المياه العذبة في البحار واستخراجها على نطاق واسع بتكاليف معقولة تحترم الوسط البحري قد يشكل نقلة نوعية في حل إشكال النقص المتزايد في المياه على مستوى العالم، مشيراً إلى أن هناك 100 مليار متر مكعب من المياه تتسرب في الأرض وتسهم في تكوين مصادر المياه العذبة في البحار·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©