لندن- وكالات الأنباء: وجهت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي للعام 2006 الذي أصدرته أمس انتقادات قاسية للولايات المتحدة لاعتقال الالاف من الاشخاص دون محاكمة في العراق وافغانستان وفي قاعدة جوانتانامو في كوبا، بالإضافة إلى وجود مراكز احتجاز سرية تديرها الولايات المتحدة في أماكن لم يكشف عنها· وحذر التقرير من قيام الحكومات الأوروبية بانتهاك حقوق الانسان باسم الامن ومحاربة الارهاب ومواجهة الهجرة غير الشرعية· وأكدت ايرين خان امين عام المنظمة في مؤتمر صحفي بلندن أن أمن الانسان كان في كثير من الاحيان ضحية لاستراتيجيات الامن القومي للحكومات الأكثر قوة في العالم· فيما استمر الوضع مظلما في الشرق الاوسط بالنسبة لحقوق الانسان من حيث تقييد حرية الرأي والتعبير وتواصل سقوط ضحايا الصراعات خاصة في العراق والاراضي الفلسطينية المحتلة والسودان·
ووفقا للتقرير فإنه في إطار 'الحرب على الارهاب' شهد عام 2005 تعرض العديد من الافراد للتمييز في المعاملة والاعتداءات بسبب هوياتهم مضيفا ان العنصرية عززتها الحكومات ووسائل الاعلام الغربية التي تربط الإرهاب بالاجانب والمسلمين·
وتطرق التقرير كذلك إلى قانون مكافحة الارهاب الذي أقرته بريطانيا في ربيع ،2005 وذكر أنه مكن الحكومة البريطانية من فرض أوامر سيطرة تقيد حرية الاشخاص الذين يزعم استنادا إلى معلومات سرية أنهم مشتبه في ضلوعهم بالارهاب وتقييد انتقالات مثل هؤلاء الاشخاص وانشطتهم وحتى امكانية دخولهم على شبكة الانترنت·
ووفقا للتقرير فقد شهد عام 2005 بعض التحديات الكبرى للحكومات، تمثلت في الصراعات الضارية، والاعتداءات الإرهابية، والانتشار السريع لوباء نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، واستمرار انتشار الفقر والكوارث الطبيعية على نطاق واسع· وذكر التقرير أنه كان ينبغي مواجهة هذه التحديات بأساليب تستند إلى مبادئ حقوق الإنسان، ولكن ذلك لم يحدث في أكثر الأحيان، إذ واصلت الحكومات، فرادى وجماعات، اتباع سياسات كثيراً ما أدت إلى التضحية بحقوق الإنسان لأسباب سياسية أو اقتصادية
وفي الوقت نفسه، أظهر ملايين البشر في شتى أرجاء العالم مؤازرتهم لمطلب زيادة المساءلة والشفافية والإقرار بمسؤوليتنا المشتركة عن التصدي لهذه التهديدات بصورة جماعية· فمن الجموع الغفيرة التي التفت حول شعار 'طي صفحة الفقر إلى الأبد'·
وأشار التقرير إلى تحقق بعض التقدم، ولاسيما في مجال تدعيم نظام العدالة الدولية الناشئ، المتمثل في 'المحكمة الجنائية الدولية'، والمحاكم الدولية المخصصة، وزيادة تطبيق الولاية القضائية العالمية·
وفي الصين، أكد التقرير استمرار السلطات في التذرع بحجة 'الحرب على الإرهاب' في العالم لتبرير إجراءات القمع الصارمة في منطقة شينجيانج أوجور ذات الحكم الذاتي، والتي أدت إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد أبناء طائفة 'الأوجور'· وإغلاق عدد من المساجد غير المرخص بها واعتقال أئمتها· واستمر اعتقال أو سجن دعاة النزعة القومية من أبناء طائفة 'الأوجور'·
وأشار التقرير إلى استمرار انخفاض عدد الصراعات المسلحة في شتى أنحاء العالم، ولكنه أكد أن المحصلة العامة للمعاناة البشرية لم تنخفض· وكان العنف المستمر يتغذى بوجبات منتظمة من الأحقاد التي ما زالت قائمة، والتي نشأت من سنوات الصراع المدمر وعدم محاسبة مرتكبي الانتهاكات· وتكفل استمرار هذا العنف سهولة الحصول على الأسلحة؛ وتهميش وفقر مجموعات كاملة من السكان؛، والفساد المنتظم والمنتشر؛ وعدم التصدي لإفلات مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني من العقاب·
ولفت التقرير إلى انصباب اهتمام العالم إلى حد كبير على العراق والسودان وإسرائيل والأراضي المحتلة، بينما تجاهل العالم إلى حد كبير أو تناسى الصراعات الطويلة الأمد في أفغانستان، والشيشان في روسيا الاتحادية، ونيبال، وشمال أوغندا، وغير ذلك من مناطق العالم·
عدد اليوم
