القاهرة - الاتحاد: أزاحت وزارة الداخلية المصرية أمس الستار عن نتائج جهودها لكشف ملابسات تفجيرات دهب والجورة بسيناء ومرتكبيها حيث اكدت ان الارهابي نصر خميس الملاحي الذي لقي مصرعه يوم 9 مايو في مواجهات مع قوات مكافحة الارهاب هو المخطط والقائم على تنفيذ تفجيرات دهب والجورة وانه كان محل ملاحقة من أجهزة الأمن منذ هروبه لاتهامه في تفجيرات طابا وشرم الشيخ· وان الانتحاريين الثلاثة الذين نفذوا تفجيرات دهب هم عطاالله عيد سليمان القرم '24 عاما' ومحمد عبدالعزيز نافع يعقوب '24 عاما' واحمد محمد حسن الكريمي اما تفجيرا الجورة فنفذهما الانتحاريان عيد محمد سليم الزيود '24 عاما' ومحمد هادي سالم سويلم '21 عاما' وجميعهم من ابناء العريش بشمال سيناء· واسفرت جهود قوات مكافحة الارهاب في البحث عن العناصر الارهابية في اعقاب تفجيرات دهب والجورة عن ضبط 22 متهما قام بعضهم بتسليم نفسه لقوات الأمن بتعاون اهالي سيناء بينما لقي سبعة متهمين مصرعهم في مواجهات مع قوات مكافحة الارهاب·
وأكدت الداخلية المصرية انه من واقع اعترافات المتهمين المقبوض عليهم وخاصة المتهم محمد عبدالله عليان أبوجرير مساعد قائد التنظيم نصر خميس الملاحي ان الاشقاء الثلاثة منير وايمن ويسري محارب قاموا بفتح قنوات اتصال مع بعض العناصر الفلسطينية الاصولية ونجح أيمن ويسري في دخول الاراضي الفلسطينية والارتباط ببعض العناصر الفلسطينية ممن كان لهم تردد على مدينة العريش وقام على اثر ذلك الفلسطيني المكنى 'ابوسليمان' بإمداد يسري محارب بمبلغ ألف دولار وتليفون محمول مزود بشريحة مربوطة على شبكة الاتصالات الاسرائيلية لمتابعة الاتصال وهي الشريحة التي عثر عليها بحوزة شقيقه منير الذي لقي مصرعه في مواجهة امنية أول مايو الحالي كما تردد الفلسطيني 'ابوسليمان' على العريش عقب ذلك وامد منير محارب بخمسمائة دولار اخرى· كما أن الفلسطيني ماجد الديري قام بتسهيل دخول يسري للاراضي الفلسطينية وتدريبه على تصنيع المتفجرات واستخدام السلاح·
وأكدت تحريات اجهزة الأمن ارتباط المتهم يسري محارب والفلسطيني تامر النصيرات وان النصيرات أبدى استعداده للمشاركة في تنفيذ عمليات عدائية داخل مصر وسعى القيادي نصر خميس الملاحي فور علمه بمحاولة سرعة استقدام النصيرات لمصر للاستفادة من خبرته في تصنيع المواد المتفجرة واشراكه في تنفيذ أي من العمليات العدائية بسيناء·
وأكدت اعترافات المتهمين سعي نصر خميس الملاحي تسفير بعض العناصر ومنهم احمد الكريمي ومحمد عبدالعزيز نافع وعطا الله القرم وهم منفذو تفجيرات دهب الى قطاع غزة لتلقي تدريبات على الاسلحة والمتفجيرات واعترف المتهم يسري محارب بتلقيهم التهنئة من العناصر الفلسطينية المذكورة بعد تنفيذ تفجيرات دهب·
وأكدت المعلومات واعترافات المتهمين المقبوض عليهم ان نصر خميس الملاحي تولى قيادة التنظيم الارهابي بسيناء في اعقاب مصرع القيادي خالد مساعد المتهم الرئيسي في تفجيرات طابا وشرم الشيخ وقام الملاحي بهيكلة العناصر الهاربة واستقطاب عناصر جديدة لمعاودة تنفيذ أعمال ارهابية انتقاما لضبط ومصرع قياداتهم ولمواصلة مخططهم الذي استهدف استقرار مصر بدعوى ان مؤسساتها على كُفر وقياداتها على تحالف مع اعداء الاسلام واستثمار مجريات الاحداث بالمنطقة باعتبارها عملا محفزا لتنفيذ المخطط الارهابي·
وبادر نصر الملاحي فور توليه قيادة تلك العناصر خاصة الهاربة بتوزيعهم بالمناطق الجبلية بسيناء ومنها منطقة بئر عبد والحامطة ورأس القط وجبل الحلال وقام بتكوين مجموعة اساسية في مقدمتهم إسليم عطاالله الزيود وسلمان سليم الزيود للاستعانة بهما في عمليات الاستقطاب وتلقين افكارهم بتكفير المجتمع ومؤسساته وفرضية الجهاد وجواز العمليات الاستشهادية واستحلال اموال من يعتبرونهم كفارا وفي الاعداد لتنفيذ اعمال ارهابية جديدة·
وأكد الداخلية المصرية ان كافة الاعترافات التقت حول معاودة تلك المجموعة الارهابية نشاطها خلال الاشهر الاربعة السابقة على تفجيرات دهب والجورة وعقب مصرع خالد مساعد ومعاونيه حيث تمكن الملاحي والمجموعة القيادية المرتبطة به من تجميع حوالي اربعين من العناصر الهاربة والمستقطبة واعدادهم فكريا وحركيا من خلال عقد لقاءات تثقيفية وتدريبية لهم ببعض المناطق الصحراوية والجبلية وبمزارع نائية وقام نصر الملاحي باختيار العناصر المُهيأة فكريا ونفسيا لتنفيذ عمليات انتحارية واعدادهم بدنيا وتثبيت عقيدتهم في فرضية الجهاد وشرعية الاستشهاد·
وفيما يتعلق بتدبير المواد المتفجرة وتجميعها وتجهيزها خلال الفترة السابقة لتفجيرات دهب والجورة فقد كلف نصر الملاحي بعض العناصر في مقدمتهم محمد عبدالله ابوجرير وعيد سلامة حماد الطراوي وإسليم عطاالله الزيود بتجميع كمية من الالغام الارضية المتواجدة بحقول الالغام ومناطق مخلفات الحروب بسيناء وتفريغ محتوياتها من المادة المتفجرة واستخدام كميات من المحتويات في تعبئة انابيب بوتاجاز صغيرة الحجم فضلا عن اضطلاع عيد سلامة الطراوي باعداد التوصيلات الكهربائية الخاصة بهذه العبوات لاستخدامها في عمليات تفجيرية انتحارية كما تأكد تدبير كميات من الاسلحة من خلال بعض العناصر الجنائية الهاربة في جبال سيناء·
وقامت العناصر الارهابية بتدبير سيارتين لتحركاتهم بالمناطق الصحراوية منها نصف نقل ماركة بيجو 404 وتبين ان اللوحات المعدنية المثبتة عليها خاصة بالسيارة السابق استخدامها في تفجير فندق غزالة بشرم الشيخ العام الماضي فضلا عن اخرى ماركة تويوتا بيضاء اللون موديل 98 وكذا ثالثة ماركة بيجو 504 حصل عليها إسليم الزيود وقام بدفنها بالارض الخاصة بوالده تمهيدا لاستخدامها في العمليات العدائية وتم ضبطها·
عدد اليوم
