الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملتقى السمالية الصيفي يبحر بطلاب المدارس في عالم التراث

ملتقى السمالية الصيفي يبحر بطلاب المدارس في عالم التراث
22 يونيو 2013 12:02
منذ انطلاق ملتقى السمالية الصيفي لهذا العام، والجزيرة تشهد حركة متصلة وتوافد كبير من قبل طلاب المدارس، من أجل المشاركة في البرامج التراثية المحلقة التي عززت قدراتهم ومواهبهم الفردية، من خلال ممارسة رياضات الفروسية، والهجن، والرماية التقليدية، والشراع الرملي، والتجديف التقليدي الذي اختتمت به فعاليات الأسبوع الأول للملتقى الذي ينظمه نادي تراث الإمارات حتى الخامس والعشرين من شهر يوليو المقبل بتوجيهات كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. (أبوظبي)- استقطبت النشاطات الرياضية البحرية الطلاب الذين تزايدت أعدادهم في ملتقى السمالية الصيفي 2013، الذي حمل شعار» الإمارات وطن الريادة والتميز» وحفزتهم جزيرة الأحلام على الاندماج في سباق التجديف التقليدي،الذي تنافست فيه خمسة مراكز ،وهي السمحة،أبوظبي والعين، وسويحان والوثبة من أجل الفوز بأحد المراكز الثلاثة الأولى،وعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة نسبياً إلا أن المشاركين أدركوا أن تراثهم المجيد هو الطريق الذي يفتح لهم الآفاق نحو العلم والمعرفة، واكتساب المهارات التراثية العتيقة، وبناء الشخصية الفردية، ومن ثم تعلم قيم جديدة من خلال العمل الجماعي ،الذي يطلعهم على تجارب الماضي بلمسة تتماهى مع الحاضر، وتعبر بهم إلى المستقبل. أهازيج شعبية البداية كانت على متن إحدى السفن التراثية التي تتجول في المياه التي تحيط بالجزيرة، وفور دخول الطلاب إليها والجلوس على المقاعد، أخذوا يرددون بعض الأهازيج والأشعار الشعبية في صوت واحد، وكانت مجمل هذه الأغاني تعبر عن البيئة البحرية، مما أشاع أجواء المرح والسعادة بين هؤلاء الطلاب، الذين كانوا يحملون أمتعتهم وأغراضهم الشخصية،استعداداً للدخول في مضمار سباق التجديف التقليدي، وحول طبيعة هذا السباق، وآليات المشاركة فيه يقول مدير الأسبوع الأول للفعاليات، ومدير مركز أبوظبي أحمد مرشد الرميثي: إن رياضة التجديف لها جذور تاريخية في المجتمع الإماراتي، حيث كانت القوارب قديماً وسيلة مواصلات حيوية بين الجزر وبعضها البعض، وأيضاً وسيلة تكسب للعاملين عليها، واليوم يحاول نادي تراث الإمارات بما يحمل من رسالة سامية للتعريف بالموروث الشعبي لدولة الإمارات، أن يربط الشباب والنشء بالبيئة التي شكلت وجدان المواطن في السابق، عبر إقامة هذا السباق الذي خلق روحاً جديدة من الحماس بين جموع الطلاب، ويضيف: العديد من المشاركين تلقوا تدريبات عدة في أماكن مختلفة، وعلى متن قوارب في أماكن متفرقة من الدولة، وهو ما جعل المنافسة تشتد بينهم، والبعض منهم تلقى تدريباً في الجزيرة بمساعدة مجموعة المدربين الأكفاء، الذين لعبوا دوراً مهماً في ختام أنشطة الأسبوع الأول للملتقى، بتوجيه الطلاب وحثهم على الالتزام بقواعد السباق، وعدم التهاون ومن ثم تجنب الأخطاء، خصوصاً وأن هذا النشاط يعتمد على العمل الجماعي، الذي يبث في نفوس الطلاب روح المشاركة. الاعتماد على النفس وبالنسبة لأهمية هذا النشاط الذي حفز طلاب المدارس على المشاركة فيه، يبين مدير فعاليات الأسبوع الأول الرميثي أن إدارة الأنشطة في نادي التراث تحرص على أن يتعلم الشباب والنشء في الدولة الاعتماد على النفس والصبر، إذ إن البحر يلعب دوراً مهماً في حياة الإماراتيين على امتداد تاريخهم، فهم كانوا يقصدونه لصيد الأسماك التي كانت تدفعهم إلى التفنن في غزل الشباك، وممارسة طقوس معينه فرضتها عليهم الطبيعة البحرية، فضلاً عن الغوص الذي اشتهر به الجيل الماضي، والذي كان يعمل فيه خيرة شباب الوطن، إذ قضوا شطراً كبيراً من حياتهم في الغوص عن اللؤلؤ. رياضة ممتعة ومن جهته يذكر رئيس قسم السباقات البحرية أحمد عبيد المهيري أن سباق التجديف في ختام الأسبوع الأول من ملتقي السمالية الصيفي لعام 2013 أظهر مواهب شابة استطاعت أن تتعامل مع البحر بمرونة ومهارة، واللافت في هذا السباق أن جميع المشاركين كانوا في حالة عالية من النشاط، سعياً للفوز ، ويوضح أنه تنافست خمسة مراكز توزع طلابها على خمسة قوارب، وعلى الرغم من أن كل قارب يسع 17 متسابقاً إلا أن إدارة الأنشطة رأت أن تضع على كل قارب 14 متسابقاً، ويشير إلى أن القوارب التي استخدمت في سباق التجديف التقليدي،كانت كلها تراثية،وانطلقت من خط البداية، ودارت في البحر من خلال حركة الطلاب وسرعتهم في التجديف، ويبين أن المتسابقين بذلوا جهداً كبيراً من أجل تحقيق الفوز، وفي نهاية السباق استطاع مركز السمحة أن يحوز المركز الأول، ثم الوثبة في المركز الثاني، وختاماً مركز أبوظبي في المرتبة الثالثة، ويقول وزعنا على المراكز الأولى الثلاثة كؤوسا وميداليات ذهبية، وفضية، وبرونزية، تتويجاً لها وتحفيزاً لهؤلاء الطلائع على مواصلة ممارستهم لهذه الرياضة الممتعة. مقومات تراثية ومن بين ضيوف ملتقى السمالية الذين دعاهم نادي تراث الإمارات لمشاهدة سباق التجديف التقليدي مدير عام جمعية الإمارات للعلاقات العامة سالمين سعيد المنهالي الذي أشاد بجهود النادي في إكساب طلاب المدارس مهارات عديدة، تؤهلهم إلى مواصلة حياتهم العملية والعلمية والخاصة بجدية، ويذكر أنه يحرص على أن تكون جزيرة السمالية هي الوجهة الأولى لجميع أقاربه الشباب والنشء، إذ إنها بالفعل وجهة للكبار منهم ،ويلفت إلى أن الرحلة التي اصطحبه فيها مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد على المناعي كانت ممتعة للغاية، بخاصة أنها جمعته بأحد محبي جزيرة السمالية وهو صديق فتح الخاجة الذي تجول معهما، وله خمسة أولاد شاركوا في سباق التجديف التقليدي في نهاية الأسبوع الأول لملتقى السمالية الصيفي لهذا العام ،ويرى أن السمالية بما تحمل من مقومات تراثية هي المكان الأفضل للاستمتاع بأجواء الزمن الجميل. الملتقى يستقطب طالباً قطرياً لم يجد الطالب بمدرسة عجبان في منطقة الشهامة هادي ناصر الظاهري 14 عاماً وجهة أفضل من جزيرة السمالية للترفيه عن ابن عمه محمد راشد الهاجري، الذي يعيش في قطر، ويبين أن ابن عمه جاء من قبل إلى الجزيرة وكلما حل ضيفنا علينا يطلب مني أن يشارك في الأنشطة المختلفة بالسمالية، وهو من محبي رياضة التجديف التقليدي، وقد أصر على الحضور معي ،وكان موجوداً على متن السفينة التراثية التي كانت تراقب القوارب، وترشد الطلاب إلى التحرك في وسط المياه بحذر. رحلة عائلية في أحضان السمالية فور علمه بسباق التجديف التقليدي، قرر محمد علي المنصوري «موظف» أن يصطحب طفله علي واثنين من أقاربه إلى جريرة السمالية وقد بدت الفرحة على وجوه الأطفال الثلاثة، الذين ارتدوا الملابس الرياضية، وركبوا مع أقرانهم في السفينة التراثية التي مثلت لهم رحلة جميلة بين أحضان المياه الساحرة، ومن ثم مشاهدة طلاب المراكز وهم يتبارون من أجل الفوز بسباق التجديف التقليدي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©