السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوطــواط !!

25 مايو 2006

عندما نسمع كلمة 'الوطواط' أو 'ألخفاش' فإنه يتبادر للذهن سريعاً ذلك الحيوان الذي ينام في الصباح ويستيقظ في المساء، والذي له جناحان لا يطير بهما الا ليلا ولكنني في هذا المقام لا أتحدث عنه بل أتحدث عن نوعية جديدة من الخفافيش التي غزتنا من حيث لا ندري وقدمت علينا من غير حول لنا ولا قوة، وأقصد الخفافيش الدارجة اليوم على موديلات العباءات والتي تسمى اليوم بـ'عباءة الوطواط'!!
قد تستغرب عزيزي القارئ ان أخبرتك بمدى انتشار مثل هذه العباءات في مجتمع البنات وتغلغله بشكل كبير بينهن ، حيث بتنا نرى خفافيش في ضوء النهار ويخيل للبعض ان هذه الطائفة من الفتيات مستعدات في أي لحظة للانطلاق والتحليق في السماء نظرا للجناحين الثقيلين اللذين يزينان عباءة الوطواط، ولا ننسى بالتأكيد ان نذكر ان هذه العباءات يتم تطريز أطرافها بتطريزات غريبة عجيبة لا تخطر على البال، ونقوشات ورسومات تذكرني حين أشاهدها بلوحات المشاهير التي يرسمونها ويصيغون خطوطها على لوحاتهم اي انها يا جماعة 'تتحدى لوحات بيكاسو وليوناردو دافنشي وغيرهما'، وهذا في الأخير يثير انتباه كل من يمشي في ممرات وردهات المرافق العامة الأمر الذي يؤدي بالتأكيد الى تحرش الشباب بالشابات وحدوث أمور لا تحمد عقباها أبداً!!
بعض الفتيات للأسف يلبسن مثل هذه العباءات حتى يثرن انتباه العديدين اليهن حيث انهن قد صرفن أموالهن على اقتناء شيء غريب وجديد وبعيد كل البعد عن المألوف فهذه الشاكلة من الناس كثيرين وطيش الشباب وانعدام الوعي وضعف الوازع الديني وقلة الاهتمام من قبل الأهل بمثل هذه الأمور بسبب انجراف هؤلاء الى لبس ملابس غريبة جاءت تصميماتها من ضعاف النفوس حتى تغزونا وتنتشر في محلاتنا دون حسيب ولا رقيب، لتحدد هذه الملابس الجسد وتمنحه جناحين ممددين من تحت اليدين الى أسفل القدمين 'لست أدري هل هما للطيران أم لإضافة يدين جديدتين للإنسان'·
سؤال يخطر في البال ويثير العجب: لماذا تلبس اخواتنامثل هذه النوعية من العباءات؟ هل بالفعل يراها البعض جميلة حتى يقتنيها؟ وهل سنموت جوعاً أو عطشاً ان لم نواكب آخر صيحات الموضة ولم نلبس مثل هذه العباءات التي أصبحت تصور المرأة العربية بشكل قبيح ومزر ؟ لست أدري بالتحديد ما هي الاجابات الوافية الشافية لمثل هذه التساؤلات كون من يلبسنها أولى بالاجابة عنها ولعل الغالبية العظمى ان جئت تسألهم تلك الاسئلة، يجيبون عليك بـ'الموضة تنمي من ثقافتنا وتجعلنا نتحرر من قيود التخلف لننطلق الى العصرية متزامنين مع التكنولوجيا والتقدم متحررين من التخلف والافكار السوداوية·· الخ' بذمتكم هل هذا كلام مفهوم؟ هذه فلسفة غير منطقية وكلام مبهم يملؤه الغموض قد سمعته بعض الفتيات من المجلات والفضائيات وحفظنه ظهرا عن قلب دون ان يعلمن ما معناه حتى يأتوا ليتفلسفوا على كل من يريد النصح والرشد لهم؟
واقع الحال لست أبالغ فيه أبدا فأنا أعيش في مجتمع الفتيات وأرى يومياً العجب العجاب واكحل عيني بمناظر لا تسمن ولا تغني من جوع وأرى عباءات ما أنزل الله بها من سلطان وأحاول النصح والارشاد ولكن أرى الابواب تغلق في وجهي واسمع كلمة 'متخلفة وجاهلة وغير مواكبة لركب الأزياء' تلاحقني ولكن مع هذا اسعى ولن أكل ولا أمل أبدا وأريد ان اختتم هذا المقال بالنصح والارشاد الى الفتاة المسلمة التي اصطفاها الله تعالى وأكرمها الاسلام ووصى بها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لأهمس في أذنيها هذه الكلمات: دعي الله نصب عينيك واتركي الشيطان الذي يزين لك سوء العمل وراءك·· تغلبي على نظرات التخلف التي تنبعث ممن يريدون افسادك وكوني تلك الوردة البيضاء، التقية النقية التي تريد رضا الرحمن وتسعى الى ان يكون لبسها لبس الاسلام والتي تواكب ركب الأخلاق وتترك ركب الأزياء بالتأكيد لا نمانع أبداً في تجملك ولكننا نشدد على اظهار هذا الجمال لمن حرم الله عليهم جمالك، فكوني دائماً حمامة الاسلام واتركي عنك مثل هذه العباءات تنالين الأجر والثواب وتبتعدين كل البعد عن المعاصي والمنكرات وهنيئا لهؤلاء الذين لا يسعون الى اضافة اللمسات المشينة لعباءة الاسلام··
ريا المحمودي
رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©