الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صراع بين الشركات اليابانية على كعكة الكابل التليفزيوني

صراع بين الشركات اليابانية على كعكة الكابل التليفزيوني
25 مايو 2006
إعداد - محمد عبدالرحيم:
اليابانيون من أكثر الشعوب شغفاً وحرصاً على مشاهدة التليفزيون في العالم، إلا أن معظمهم مازال يستقبل برامجه المفضلة عبر الأثير، حيث أن واحداً فقط من كل خمسة منازل في اليابان لديه اشتراك في خدمة للكابل أو الأقمار الاصطناعية· وذكرت صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون مؤخراً إن جوبيتر للاتصالات الهاتفية الشركة المزودة الأكبر من نوعها لخدمة الكابل في اليابان، عقدت عزمها فيما يبدو لكسر وتغيير هذه العادة·· وهذه الشركة التي تعمل على بيع خدماتها تحت مسمى العلامة التجارية "com" أو ما يمكن أن نطلق عليه بالعربية 'جيه·· كوم' ظلت تستقطب أعداداً قياسية من المشتركين لخدماتها التليفزيونية وفي خطوط الحزمة العريضة بالإضافة الى خدمة الهواتف الرقمية، لكنها مضت الى أكثر من ذلك بحيث أصبحت تعرض منتجاتها على المنازل من باب الى باب·
وبدأت خدمة 'جيه·· كوم' أيضاً في مارس الماضي في بيع خدمة هاتف الموبايل في خطوة تعتبر متقدمة، حيث مازالت الشركات الأميركية مثل كومكاست في مرحلة تطويرها، لكن مجموعة هذه الخدمات أدت الى وضع 'جيه·· كوم' في مقدمة منافسيها بشكل يعكس ثقافة مالكيها الأميركان - بقيادة جون مالوني قطب صناعة الكابلات العالمية - والذين درجوا على المزاوجة بين آخر ما تنتجه التكنولوجيا وطرق التسويق والبيع العتيقة التي تعود الى الجيل السابق·
ومن أجل بيع هذه الخدمات استمرت خدمة 'جيه·· كوم' في الترويج لنفسها بين الأشخاص من فرد إلى آخر حيث أن لدى الشركة الآن أكثر من 1900 رجل مبيعات يتجول بين المنازل من أجل استقطاب المزيد من المشتركين وتقديم العون التكنولوجي اللازم·· وعلى خلاف ما يحدث في أميركا حيث تبدو مثل هذه الجهود مبالغ فيها من قبل عمالقة خدمات الكابل والهاتف فإن 'جيه·· كوم' تعتقد أن الاهتمام الشخصي أمر شديد الحيوية والأهمية بسبب أن 40 في المائة من التعداد السكاني في اليابان من أولئك الذين تزيد أعمارهم على الخمسين عاماً والذين يترددون في طلب الخدمات من تلقاء أنفسهم·
وبالإضافة الى توفير خدمة 'الفيديو عند الطلب' ومسجلات الفيديو الرقمية الى جانب المنتجات الأخرى التي أصبحت أساسية في المنازل الأميركية، عملت 'جيه·· كوم' على التوسع بكثافة عبر شراء الشركات المنافسة، ففي العام الماضي تمكنت من الاستحواذ على شركات الكابلات في مدينتي كوبي وطوكيو لترفع من حصتها السوقية الى أكثر من 30 في المائة، كما تخطط الشركة أيضاً للاستمرار في شراء البعض من مئات مزودي خدمة الكابلات اليابانيين الآخرين بحيث تتمكن في نهاية المطاف من تجاوز أكبر منافسيها المحتملين·يذكر أن شركات أخرى مثل 'سوفت بنك' أصبحت توفر خدمة التليفزيون على الإنترنت كما أن أكبر شركات الهواتف في اليابان شرعت في بناء شبكات ضخمة للألياف البصرية بعد أن اتحدت مع الشركات المزودة لخدمة الأقمار الاصطناعية مثل شركة سكاي بيرفيكت من أجل تقديم الخدمة التليفزيونية الخاصة بها·
ومعظم مزودو خدمة التليفزيون المدفوعة الثمن في اليابان يتعين عليهم حاليا التعاون أو الاتحاد مع شركات بث البرامج في الدولة بمن فيهم شركة 'إن اتش كيه' المملوكة للحكومة، ومثل ما فعلت الشركات الغربية الكبرى مثل 'ايه بي سي'، و 'سي بي اس' و'إن بي سي' قبل عقود طويلة فإن الشركات اليابانية أصبحت تهيمن على البرامج الدرامية والرياضية وبرامج المنوعات ذات الميزانيات الضخمة وبتكنولوجيات عالية الوضوح، كما أصبحت هذه الشبكات تستدر معظم دولارات الدعاية والإعلانات في التليفزيون بشكل أجبر شركات الكابل والأقمار الاصطناعية على أن تعول على الاشتراكات الشهرية وبشكل أكبر من نظيراتها الأميركيات·
وظل مزودي خدمة الكابل والأقمار الاصطناعية يواجهون أيضاً بعض المعوقات الهيكلية، إذ أن معظم اليابانيين يعيشون في شقق متكدسة تفتقد للمساحة والرؤية الواضحة للسماء والمطلوبة لتركيب دشات الأقمار الاصطناعية· وفي ظل وجود هذا الكم الهائل من المنافسين المنتشرين في جميع أرجاء الدولة فإن 'جيه: كوم' أصبحت تجد صعوبة كبيرة في التوسع الى درجة تكفي للفوز بقدر مناسب من الخصومات من مصنعي ومبرمجي أجهزة الاستقبال الصندوقية· وتمكنت 'جيه·· كوم' من تقديم أداء أفضل من الآخرين في بيع الخدمات الجديدة من أجل استدرار العائدات، حيث أن 40 في المائة من مشتركيها في الخدمة التليفزيونية البالغ عددهم 1,8 مليون مشترك لديهم خدمات رقمية للكابل تسمح لهم باستخدام مسجلات الفيديو الرقمية وخدمة الفيديو عند الطلب الى جانب الخدمات الأخرى المدفوعة الثمن· وكذلك فإن 23 في المائة من زبائنها يطلبون الخدمة التليفزيونية والموجة العريضة وخدمة الهاتف من شركة 'جيه: كوم'· وقد ساعدت عمليات الاستحواذ والمنتجات الجديدة مبيعات 'جيه: كوم' لأن تشهد نمواً بأكثر من 30 في المائة من خلال فترة السنوات الثلاث الماضية وبمعدل إضافي بلغ 20,4 في المائة في الربع الأول من هذا العام الى مستوى 51,1 مليار ين (464 مليون دولار) أما الأرباح فقد قفزت في هذا الربع بمعدل 30,4 في المائة الى 4,37 مليار ين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©