الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«إنفوسيس» تخضع لإعادة هيكلة شاملة بعد تراجع الأرباح

«إنفوسيس» تخضع لإعادة هيكلة شاملة بعد تراجع الأرباح
21 يونيو 2013 21:58
اشتهرت شركة التعهيد الهندية انفوسيس باستخدام التكنولوجيا الذكية في مساعدة عملائها على تطوير أعمالهم وحل مشاكلهم ببرمجيات عالية الجودة. غير أنها اضطرت مؤخراً إلى استعادة أحد مؤسسيها إنقاذاً لأحوالها المرتبكة الأمر الذي يشير إلى مدى التدهور الذي تواجهه الشركة. وكان ان ار نارايان قد أنشأ شركة انفوسيس في عام 1981 بالاشتراك مع عدد من الرواد لكي يؤسسوا صناعة جديدة تماماً بالهند دون رأسمال أولي يذكر ولكن بأسلوب إدارة ومبادئ رفيعة المستوى. غير أنه بعد مضي ثلاثة عقود، تشهد انفوسيس حالياً أحوالاً صعبة، حيث لم تحقق في آخر نتائجها سوى نمو محدود جداً بلغ 3% في عام 2012 وهو لا يقارن بالنمو السنوي الذي اعتاد عليه مستثمرو انفوسيس من قبل البالغ 20% أو أكثر. وقد دفع ذلك مصحوباً بمشكلات إدارية إلى خسارة سهم الشركة نحو خمس قيمته في يوم واحد. وما زاد الأمر سوءاً أن شركة كوجنيزانت البادئة سبقت انفوسيس العام الماضي لتصبح ثاني أكبر بيوتات البرمجيات الهندية من حيث الإيرادات. هذه أوقات صعبة لشركات تعهيد البرمجيات الهندية التي تصدر خدمات تكنولوجيا المعلومات إلى كبريات الشركات الدولية بالأسواق الغربية، والتي عانت ولا تزال تعاني هي وعملاؤها منذ الأزمة المالية العالمية. وتخبو أمجاد انفوسيس الماضية لأنها لم تستطع مجاراة منافسيها الأكثر نشاطاً ومرونة خصوصاً شركة تاتا للخدمات الاستشارية رائدة السوق الهندية من حيث المبيعات. ويعود بعض السبب في ذلك إلى استراتيجية الشركة المسماة «انفوسيس3» والتي من خلالها سعى رئيسها التنفيذي اس دي شيبولال التحول من خدمات المعلوماتية الأساسية إلى مجالات أخرى، مثل استشارات الإدارة في وقت كان العملاء يحاولون فيه خفض الإنفاق. ومن غير المرجح أن يقوم ميرثي، الذي عاد الآن ليتولى الرئاسة التنفيذية لمجلس إدارة انفوسيس، بتغيير مفاجئ لدفة الشركة، على الأقل بسبب كونه أحد مخططي هذه المقاربة، إضافة إلى أنه هو الذي اختار شيبولال لتنفيذها. ولكنه من المرجح أن يجري تغييرات على أسلوب إدارة الشركة، وهذا يعني الإسراع في صنع القرارات ومنح فريق الإدارة العليا مزيداً من المرونة في شركة وصف محللون ثقافتها بالعرقلة والبطء. وقال أحد كبار تنفيذيي انفوسيس متحدثاً شريطة عدم ذكر اسمه: «إن الشركة تخضع لهيكل إداري مقيد ومعرقل وبالغ التمسك بلوائح عقيمة وبدرجة عالية من مركزية صنع القرارات». غير أنه بدا متفائلاً بأن في مقدور ميرثي تحسين أداء الشركة. وقال تي في مهندس باي الذي كان أحد كبار التنفيذيين بالشركة، ولكن غادرها في عام 2011 بسبب عدم رضائه عن أسلوب إدارتها: إن رئيس تنفيذها الحالي ليس بالقائد الجيد، وأضاف أنه غير قادر على حشد فريق إدارة الشركة من أجل النهوض بالشركة». كما قال: «تحتاج الشركة إلى قائد قوي ملهم وميرثي هو أفضل من يقوم بذلك». ويرى آخرون من ضمنهم بهوفنيش سينج رئيس بحوث الأسهم في باركليز في مومباي أن انفوسيس تحتاج إلى استراتيجية أكثر فاعلية، ويشير إلى ضرورة توطيد العلاقات مع المستثمرين تفادياً لتقلبات أسعار الأسهم الكبرى ولابد من خفض النفقات ووضوح ما تعتزم الشركة عمله بصافي نقدها الكبير البالغ 4 مليارات دولار. ورغم ذلك لا تزال المخاوف ماثلة، إذ أن ميرثي قاد انفوسيس في عصر مختلف حين كانت شركات المعلوماتية الهندية تميل إلى العمل في مشاريع مستقلة بذاتها مثل إعداد حزم برمجيات كانت شركات مثل ساب أو أوراكل تقوم بتطويرها. وتركز أنجح بيوتات البرمجيات مثل اي بي ام وكوجنيزانت والتي تأمل انفوسيس أن تنتهج منهجها في خطتها «انفوسيس3» على مساعدة عملائها على ابتكار عناصر جديدة في عملياتها. ويعتبر ذلك هدفاً معقداً يجمع بين أنواع مختلفة من البرمجيات ويتطلب خبرة في مجالات كخدمة تقديم الاستشارات. وقال مهندس باي: «ما يعرقل الشركة هو الافتقار إلى الاهتمام بالمبيعات، ولابد أيضاً من دراسة مشكلات الأعمال التي يواجهها عملاء الشركة واستخدام التكنولوجيا لتقديم الحلول ثم بيع تلك الحلول المقترحة للرؤساء التنفيذيين. وهذا هو ما تفعله شركة ناجحة مثل اكسنتير، وهو ما تفتقر إليه انفوسيس». وقال أحد محللي المعلوماتية في بنك دولي في مومباي: «مع أخذ كل هذه العوامل في عين الاعتبار، لا يزال البعض غير مقتنع، أنها خطوة لإرضاء المستثمرين الذين يأملون في الاعتقاد بأنه مع عودة ميرثي، فإن المعجزات ستتحقق». وأضاف: «ولكن الخطوة منطوية على الإحباط بالنظر إلى أنها تعني أنه لا يوجد شخص آخر في إمكانه أن يفعل هذا». وهناك آخرون أكثر تفاؤلاً، وقال أحد رجال صناعة المعلوماتية الذي يعرف ميرثي جيداً: «يرى كثير من الناس في ميرثي بعض الأمل الذي يحلمون بأن يتحقق للهند، بدلاً مما هي عليه الآن». وقال مراقبون إنه يتعين أيضاً على مستثمري انفوسيس أن يثقوا في قدرته على إعادة الشركة إلى قوتها التي كانت عليها من قبل. عن «فايننشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©