الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتاب ومثقفون يقدمون شهادات حول «فكر وإبداع سلطان القاسمي»

كتاب ومثقفون يقدمون شهادات حول «فكر وإبداع سلطان القاسمي»
18 يناير 2012
(الشارقة) - انطلقت صباح أمس في الشارقة، جلسات ندوة “فكر وإبداع سلطان القاسمي” التي ينظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على مدار يومين؛ بمناسبة عودة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من رحلة العلاج الناجحة في الخارج. وتتضمن الندوة التي تقام في قاعة التراث في فندق “راديسون بلو” بالشارقة، عدداً من المحاور حول منابع التكوين العلمي والمعرفي والفكر الوحدوي والفكر الأدبي والتاريخي لصاحب السمو حاكم الشارقة، بالإضافة إلى شهادات وبحوث حول إسهامات سموه الإبداعية في مجالات الثقافة والفنون والتاريخ. وافتتحت الندوة التي حضرها جمع من المثقفين والإعلاميين والباحثين، بكلمة لحبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أشار فيها إلى أن كتاب وأدباء الأمة هم ضميرها الحي، وعقلها الواعي والنابض، وأن الكتاب والمثقفين في الإمارات، وانطلاقاً من هذا الوعي يحتفون اليوم بالعودة الميمونة لصاحب السمو حاكم الشارقة إلى بلاده وأهله وإخوانه وعموم شعبه سالماً معافى. وقال الصايغ “الكتاب والأدباء يحملون أمانة الإحساس بنبض المكان والاستجابة له، وتراهم أبداً واقفين في مقدم الركب، مسجلين حضوراً دائماً في أفراحها وأتراحها، ولكن مناسبة عودة صاحب السمو حاكم الشارقة، أعظم من قدرتهم على التعبير؛ لأن الفرحة بشفاء سلطانهم وعودته أكبر من أن تسجل في كلمات؛ لأن الكلمات هنا مهما تأنقت وتألقت، فلن تكون بروعة وطبيعة الفرحة التي قذف الله تعالى بها في قلوب وعقول ونفوس الجميع”. وأوضح الصايغ في كلمته أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات جزء من هذه اللحمة ولبنة من هذا البنيان، ولم يتردد في مشاركة الناس فرحتهم وتسجيل أكثر من كلمة حق تنطقها الألسن عن علم وعن خبرة وصحبة وملازمتين. ونوه بأن الاتحاد اختار أن يركز في احتفائه بعودة صاحب السمو حاكم الشارقة على تناول محاور تتعلق بثقافة وفن وتفرد وفكر وإبداع سموه، وتلمس منابع ومكونات وشرارات هذا الإبداع. واختتم الصايغ كلمته بتأكيد أن الندوة الحالية سوف تمهد مستقبلاً لندوات وقراءات وتحليلات أوسع وأشمل وأكثر دقة وتتبعاً لإنجازات صاحب السمو حاكم الشارقة الثقافية، والتفاصيل المتعلقة بمحركات ومكونات شخصيته المتفردة. ثم ألقت الباحثة الدكتور فاطمة الصايغ كلمة بمناسبة انطلاق فعاليات الندوة، أشارت فيها إلى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يعد أحد رموز الفكر والأدب ليس في الإمارات وحسب، بل في العالم العربي، حيث أغنى المكتبة العربية بالعشرات من الكتب التاريخية والأدبية التي تعد بحق ــ كما أكدت الصايغ ــ إثراء لمكتبة عربية تبحث عن كاتب ومؤلف أمين وموضوعي ومتمكن يضع عصارة جهده وقلمه في خدمة قضايا أمته. وأضافت الصايغ في كلمتها: “إن جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في التوثيق التاريخي هي الأهم؛ لأنها تنبع عن وعي واستيعاب قوي للتاريخ والأدب والثقافة والفن وعلم الجغرافيا والخرائط، وتوظيف كل ذلك لخدمة الأدب”. وأكدت أن جهود سموه ومبادراته الثقافية الكبيرة كانت وراء اختيار الشارقة عاصمة للثقافة العربية في عام 1998 من قبل المؤتمر العام للأمم المتحدة “اليونسكو” تقديراً لتوجه الشارقة الثقافي الشامل والمتكامل. وانطلقت بعد هاتين الكلمتين الافتتاحيتين أولى جلسات الندوة التي ترأستها الكاتبة والباحثة عائشة سلطان، وتناولت محور منابع التكوين العلمي والمعرفي لدى صاحب السمو حاكم الشارقة، وشارك بها عدد من الباحثين والمهتمين، وكذلك الشخصيات التي عاصرت وتلمست عن قرب البدايات الأولى والتأسيسية التي ساهمت ظروفها ومكوناتها الاجتماعية والسياسية والثقافية في تحديد الملامح الفكرية لسموه، حيث تحدث محمد ذياب الموسى المستشار التربوي لصاحب السمو حاكم الشارقة عن تفاصيل وحكايات كثيرة ومتشعبة عن البدايات المبكرة لعلاقته بصاحب السمو حاكم الشارقة، خصوصاً أن الموسى كان حاضراً وشاهداً على فترة الخمسينيات من القرن الماضي والتي كانت النهضة التعليمية فيها تشهد حراكها البسيط والمتشكل بهدوء في المكان أثناء الاستعمار البريطاني للمنطقة، وأثناء ولادة الفكر الوطني والحماس الشعبي لمقاومة هذا الاستعمار الذي وصفه الموسى بأنه لم يكن يهتم أبداً بنهضة الشعوب العربية، ولم يساهـم في تكويـن البنيـة التحتية المتمثلة في البناء والتعمير والتعليم وغيرها من مكونات المدنيـة والتطور. وتطرق الموسى في شهادته إلى العوامل التي ساهمت في تكوين فكر صاحب السمو حاكم الشارقة الذي تربى على الوطنية وترعرع على المبادئ القومية الوحدوية. وعاد الموسى بذاكرته إلى ظروف التعليم في الخمسينيات، وتحدث عن تميز وذكاء صاحب السمو حاكم الشارقة مقارنة بأقرانه وزملائه أثناء الدراسة، كما تحدث الموسى عن هوايات سموه في تلك الفترة، حيث كان متفوقاً في مشاركاته العديدة في المسرح وفي الكشافة والفرق الرياضية وفي المعرض الفنية، وكذلك في اهتماماته السياسية المتحمسة لاستقلال ونهضة الإمارات ودول الخليج والدول العربية عموماً. أما الدكتورة فاطمة الصايغ، فتحدثت خلال الجلسة عن مقومات البحث العلمي لصاحب السمو حاكم الشارقة، مشيرة إلى أن سموه امتلك أساسات المنهج التاريخي السليم، كما امتلك روح المسؤولية الثقافية التي تهذب الإنسان، خاصة المسؤول عن القرار العام والسياسي. وقالت الصايغ “إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يبني للمستقبل عبر الاهتمام بتطوير وتنمية العمل الثقافي عبر الاهتمام المتواصل بالثقافة ومفرداتها نظراً للدور الكبير والمؤثر للمؤسسات الثقافية في حضارة وتقدم الشعوب”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©