السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بالصور.. نجمات الـ«انستغرام» في غزة يثرن الجدل بصورهن عن الجانب الآخر للقطاع

12 أكتوبر 2017 19:17
تحتاج فاطمة أو خلود إلى تصاريح إسرائيلية أو مصرية لمغادرة غزة الفقيرة والمحاصرة، لكن الصور التي تقومان بنشرها على تطبيق «انستغرام» تستطيع التواصل مع العالم الخارجي لإظهار «وجه جميل» للقطاع. ولدى كل من فاطمة وخلود اكثر من مئة ألف متابع على حسابيهما على تطبيق «انستغرام» اللتين تسعيان عبرهما لإظهار صورة مختلفة للغاية عما يسمع به أو يفكر فيه الكثيرون عن غزة. وهما تقولان إنهما أصبحتا معروفتين إلى درجة أن الناس يتعرفون عليهما مراراً لدى تنقلهما في غزة. وترى خلود نصار (26 عاماً) التي غطت رأسها بوشاح وردي، أن «انستغرام نافذة على العالم». وتتفق فاطمة أبو مصبح (21 عاماً) معها قائلة «عندما افتح الإنترنت، فإنني أتحدث مع ناس من كل أنحاء العالم». ولم تغادر السيدتان منذ أكثر من عشر سنوات القطاع الفقير والمحاصر الذي يقيم فيه اكثر من مليوني فلسطيني وشهد ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، بينما يعتمد أكثر من ثلثي سكانه على المساعدات الإنسانية. ويعاني القطاع من حصار إسرائيلي خانق ونسبة بطالة عالية وندرة الكهرباء والماء ووضع اقتصادي صعب. وعبر «انستغرام»، تحاول كل من فاطمة وخلود التركيز على الصور بدلًا من الجدالات السياسية لإظهار واقع مختلف. وتقول خلود لوكالة فرانس برس في مقهى قرب ساحل مدينة غزة «الحرب جزء من غزة، ولكنها ليست كل غزة. أردت أن أظهر أن هناك المزيد في غزة، كأي دولة في العالم». وتضيف «في الولايات المتحدة على سبيل المثال، هناك فقر ومنازل مدمرة، ولكن في الوقت ذاته هناك أماكن جميلة. الأمر مشابه في غزة». وتتابع «عبر هذه الصور، أرغب في أن يرى الناس غزة وكيف يعيش الناس فيها ويأكلون ويعملون». وتتعلق الصور التي تنشرها خلود على حسابها بموسم الحصاد أو أطفال يمرحون ويلعبون بألوان زاهية، بينما تحاول أبو مصبح إظهار كافة جوانب الحياة اليومية في القطاع. وتنشر السيدتان أيضاً صوراً لهما بابتسامات واسعة عبر حسابيهما. وترى فاطمة أن الهدف من هذه الصور هو «تغيير صورة غزة» بعيدا عن الأوضاع السياسية. وتضيف أن «إظهار الوجه الجميل (لغزة) هو اهم شيء. بعيدا عن الدمار والحصار والحروب». وحذرت الأمم المتحدة مؤخرا من أن القطاع قد يكون اصبح بالفعل «مكانا غير صالح للعيش». ويحصل الغزيون يومياً على الكهرباء لساعات قليلة لكن تبقى وسائل التواصل الاجتماعي ذات شعبية كبيرة. ويقدر رئيس نادي وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطيني علي بخيت ان نحو خمسين بالمئة من سكان غزة لديهم حساب على موقع فيسبوك الا أن عدد مستخدمي تويتر وانستغرام يبقى اقل بكثير. ويقول بخيت انه بعد اكثر من عشر سنوات على الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، اصبح الغزيون اكثر تمسكا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي»للتعبير عن انفسنا وإسماع صوتنا«للعالم. وبدأت نصار بنشر الصور عبر»انستغرام«في 2014 قبل اندلاع حرب مدمرة مع إسرائيل استمرت خمسين يوما. وقد استخدمت حسابها لتوثيق الخسائر البشرية. وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، سعت للتركيز على معاناة أهل غزة في ظروفهم الصعبة، ثم اطلقت وسما (هاشتاغ) بعنوان #محاولات_جادة_للعيش، سعيا لأن تظهر محاولات سكان القطاع لترتيب حياتهم بعد الحرب المدمرة. وتنشر خلود صورها دائما مرفقة بلعبة صغيرة هي سيارة»فولكسفاغن«حمراء اللون تحملها دائما في حقيبة يدها واصبحت علامة خاصة بها تساعدها على التواصل مع الاخرين. ويقوم أشخاص من كافة أنحاء العالم العربي الان بارسال صور لخلود لسيارات حقيقية، وتقوم بنشرها على حسابها. وبالنسبة لفاطمة ابو مصبح، فإن حسابها على»انستغرام«يعد مصدرا للدخل أيضا اذ انها تحصل شهريا على مبلغ يتراوح بين 300 و400 دولار أميركي عبر التسويق الإلكتروني ونشر إعلانات على حسابها. ويعاني ستون بالمئة من الشبان من البطالة في قطاع غزة حيث يبلغ متوسط الدخل نحو مئتي دولار شهرياً. وقال شيلدون هيملفارب، الرئيس التنفيذي لشركة»بيس تيك«ومقرها الولايات المتحدة التي اجرت أبحاثا حول تأثير وسائل الإعلام الاجتماعي على الوعي السياسي، أن هذه الوسائل بامكانها أن تساعد في ردم الهوة بين الناس في كافة انحاء العالم. لكنه حذر من أن الباحثين ما زالوا يحاولون تقييم ان كانت الطبيعة الانتقائية لما يتم نشره عبر الانترنت تساعد أو حتى تعرقل الحصول على صورة واضحة لما يحدث. واضاف»اعتقد أن محادثاتي مع طلاب الجامعات تكشف أنهم يبدون اكثر وعيا من أهاليهم بشأن أماكن في العالم، لكن لا اعرف ان كانت معلوماتهم اكثر دقة«. وتلتقط خلود وفاطمة العديد من الصور قبل اختيار واحدة لنشرها ومشاركتها مع العالم على»انستغرام«الذي يعرض صورة انتقائية للحياة. لكن كغيرهما من المستخدمين، فانهما تواجهان مشكلة المتصيدين عبر الانترنت (ترولز) ممن ينشرون التعليقات السلبية على الصور. وتسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة حيث تغلب العادات والتقاليد المحافظة. وتؤكد فاطمة مصباح أنها تقوم يوميا بحظر عدد يتراوح بين خمسة اشخاص وعشرين شخصا عن حسابها على انستغرام بسبب التعليقات غير اللائقة. وتقول ساخرة»ربما اخذت صورة مع شخص ما، سيقولون ان الصورة فاضحة لانني كنت مع رجل. ولهذا احظر الكثيرين«. وبالنسبة لخلود نصار، فقد تعرضت للمضايقات أيضاً في الشارع. وعندما التقطت صورا في بيت لاهيا احدى اكثر المناطق المحافظة والمتمسكة بالتقاليد، بدأت نساء بالصراخ عليها. وتقول»هناك أشخاص هنا يقومون بانتقادي قائلين، انت تخرجين (من المنزل) وتقومين بالتقاط الصور، يجب أن تبقي في المنزل وتقومي بالطهي«. وتضيف»ربما ينتقدونني اكثر لأنني ارتدي الحجاب".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©