الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان اليمن

رمضان اليمن
22 يونيو 2015 00:45
ها هو شهر رمضان المبارك يدق أبوابنا في اليمن، ونحن لسنا مهيأين لاستقباله كما اعتدنا، إذ كيف لنا أن نقضي الشهر المبارك والنوم غائب عنا منذ أشهر بسبب حدة العنف والضرب في مدننا وشوارعنا؟ كيف لنا أن نصوم ونفطر وأسواقنا خالية من المواد الغذائية الأساسية للأسبوع العاشر على التوالي؟ كيف نجمع أولادنا وأصدقاءنا حولنا في غياب المشتقات النفطية وغلاء المواصلات والانقطاع التام للكهرباء في معظم أنحاء البلاد واستمرار العنف وتدهور الوضع الأمني؟ كيف نحتفل بالعيد والعنف يدمر بيوتنا ومدارسنا ومستشفياتنا ومجتمعاتنا ويقتل أقاربنا وجيراننا؟. إن اليمن يعاني والمعاناة تكبر كل يوم منذ ثلاثة أشهر مع تدهور الوضع الأمني في البلاد. منذ ذلك الحين والمرافق الحيوية لا تزال مغلقة والنفط والمواد الغذائية والطبية شبه معدومة من الأسواق بسبب الحصار والعنف الدائر في معظم المدن. الأزمة الإنسانية الحالية لم نشهد مثيلاً لها من قبل، إذ إن أكثر من 20 مليون شخص بحاجة حالياً للمساعدات الإنسانية، أي ما يقارب 80% من عدد السكان الإجمالي في اليمن، نحو 90% من احتياجات اليمن الأساسية، من نفط ومواد غذائية وطبية، قائمة على الاستيراد، وتحتاج لدعم إنساني مستمر. ولكن بسبب الحصار فهناك نحو 12 مليون شخص حالياً لا تصلهم مواد غذائية تكفيهم. في غياب النفط، التيار الكهربائي مقطوع عن اليمن ومضخات المياه عاطلة عن العمل، مما يحرم ثلثي سكان البلاد من المياه الصالحة للاستعمال. فمشاريع الصرف الصحي مغلقة أو مدمرة، والنفايات تملأ الشوارع، وهذا يشكل خطراً على الصحة العامة في كل أنحاء البلاد، خصوصاً في المدن الكبرى، حيث تم رصد حالات من الكوليرا والإسهال والملاريا وحمى الضنك. أما بالنسبة للقطاع الطبي، فقد دمرّت الحرب معظم المشافي والعيادات بالكامل، والصامد منها غير مهيأ لاستيعاب عدد الإصابات الهائل وحالات الأمراض المزمنة بسبب انقطاع النفط والتيار الكهربائي والمياه النظيفة وغياب المواد الطبية الأساسية. أكثر من 15 مليون شخص لا يستطيعون الحصول حالياً على خدمات صحية أساسية. إذا ما استمر الوضع على هذا النحو، فاليمن متجّه إلى كارثة صحية قد تودي بحياة الآلاف. عدد النازحين في مختلف أنحاء البلاد يفوق المليون، والرقم يرتفع يومياً، معظمهم من دون مأوى، ويفتقرون إلى أبسط المواد الأساسية كالمياه والمواد الغذائية. أما قدرة منظمات المجتمع المدني المحلي والمنظمات الإنسانية الدولية للاستجابة فهي محدودة نظراً لصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة وغياب المواد الأساسية الضرورية لإدارة برامج الإغاثة. ومع ذلك فإننا ما زلنا نأمل ونؤمن بأننا سنتجاوز هذه المحنة المريعة، ومع حلول الشهر المبارك، نطلب من المؤمنين بالخير والعدالة، أينما كانوا، أن يضموا أصواتهم إلى أصواتنا ويرفعوها لتأكيد الدعوة إلى السلام والأمان والاستقرار في اليمن، والالتفات لأحوال الناس ومعاناتهم. اليمنيون يريدون وقف إطلاق نار فوري في جميع أنحاء البلاد ويدعون المجتمع الدولي إلى حثّ جميع أطراف الصراع الحالي لنزع السلاح، ووقف العدوان الخارجي والاقتتال الداخلي، والعودة إلى طاولة الحوار لإيجاد حل سلمي يشمل جميع اليمنيين. على الأمم المتحدة، وضمن مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، العمل على وقف الحرب، والاقتتال الداخلي، ومعالجة الكارثة الإنسانية. عماد عون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©