الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وادي السيليكون الأميركي يطور السيارات الكهربائية

25 مايو 2006

إعداد - أيمن جمعة:
وضع خبراء 'وادي السليكون' الاميركي أياديهم على الخطوط العريضة لسيارة جديدة نجحت في التفوق على 'فيراري 360سبايدر' و'بورش كاريرا جي تي'، والتي يعتقد المراقبون انها نواة الجيل الجديد من السيارات النظيفة التي تعمل بالبطارية، وهذا لا يعني انها سيارة ضعيفة القدرة والتحمل، فهي تستطيع الانطلاق من السكون الى 100 كيلومتر في الساعة بسرعة خارقة تجعلها ثاني أسرع المركبات التي أنتجها الانسان، بفارق نصف ثانية فقط عن الوحش الفرنسي 'بوجيه فيرون' التي تتحرك بقوة ألف حصان و16 أسطوانة ويبلغ سعرها 1,25 مليون دولار·
فما الفارق الرئيسي الذي ربما يجعل من السيارة الجديدة بداية عهد جديد في عالم المركبات؟
يقول ايان رايت (50 عاما) مبتكر السيارة 'بوجاتي سيارة تلتهم جالونا واحدا في كل 13 كيلومترا، أما سيارتي السحرية ظ 1 فهي تعمل بالكهرباء المولدة من البطارية'·· ويأمل المهندس رايت النيوزيلندي الذي بدأ حياته متخصصا في تصميم الطرق ثم انتقل الى التكنولوجيا الرقمية، ان يتمكن قريبا من طرح سيارته التي يتضمن وزنها 250 كيلوجراما من البطاريات تستطيع توليد أربعة الاف أمبير، وتستطيع قطع مسافة 160 كيلومترا قبل ان يتطلب الامر شحنها مجددا خلال أربع ساعات ونصف الساعة فقط· ويتم استخدام رقائق كمبيوتر مبرمجة لضمان استمرار العمل بأعلى كفاءة في المحرك الذي لا يتجاوز طوله 12 بوصة، وقطره قدم واحد، والسعر لن يتجاوز مبدئيا حاجز 100 ألف دولار·
و'الثورة التقنية' التي ينتمي إليها رايت تضم عددا متزايدا من المهندسين والمخترعين الذين يتمركز أغلبهم في 'وادي السليكون' والذين يعتقدون ان بوسعهم القيام بما عجزت فيه كبرى شركات انتاج السيارات طيلة عقود وهو تقديم سيارة كهربائية تشبه تلك المستخدمة في ملاعب الجولف·
ويعترف خبراء صناعة السيارات ان السباق على انتاج هذه النوعية الجديدة قد انطلق بسرعته القصوى قبل نحو عام لانتاج سيارة تعتمد بشكل تام على الطاقة الكهربائية، ويقولون إن تنامي الحاجة لانتاج سيارات صديقـــة للبيئة يجعل هذه النوعية هي النموذج المثالي للجيل الجديد من سيارات المستقبل·
ويقول مارتن ابرهارد المشارك في تأسيس شركة 'تيسلا موتورز' لتطوير السيارات الكهربائية 'لو نظرت بتمعن في النوعية المستهدفة من السيارات النظيفة فسترى ان المشكلة ليست في المحرك بل في الدوائر الالكترونية ونظام البطارية· وهذا امر لا تستطيع شركات السيارات التقليدية ان تنجح فيه· أعتقد ان الوقت حان لظهور شركة سيارات اميركية جديدة والوقت الان مناسب للسيارات الكهربائية بفضل التقدم المستمر في التكنولوجيا والبطاريات·'
ويتســــاءل ابرهارد قائلا 'أين توجد المهارة في هذه المجالات؟ انها موجودة هنا لا في ديترويت حيث معقل السيارات الاميركي ولا في طوكيو حيث مقار العلامات التجارية اليابانية الكبرى'·
ويشير موقع 'سي ان ان' على الانترنت الى حقيقة ان السيارات التي تعمل بالكهرباء ظهرت قبل اختراع المحركات التي تعمل بالبنزين، ثم سرعان ما انتقلت الى المتاحف مع ظهور محركات الغاز·
وعندما نقل رايت سيارته فظ 1ف الى حلبة للسباق قرب سكرامنتو لاختبارها أمام فيراري وبورش، فإن السيارة الكهربائية لم تجد اية صعوبة في التفوق على فيراري بينما استلزم الامر بعض الجهد امام السيارة بورش التي تتكلف 440 الف دولار· ويقول كيم ستيوارت قائد البورش 'لم يحدث قط ان خسرت في سباق للسرعة· كانت سيارة ظ 1 أشبه ما يكون بالبرق·· شقت الطريق بمجرد إن ضغط قائدها على دواسة البنزين'·
ولكن ما هي الخطوة التالية؟
لا أحد يعرف بشكل محدد لان نجاح هذه النقلة النوعية يتطلب تطورا ضخما في البطاريات· لكن رايت وزملاءه في وادي السليكون يعتقدون بأن التطورات المطلوبة في البطاريات باتت قاب قوسين أو أدنى، وهو ما تظهر مؤشراته في مضاعفة طاقة بطاريات الليثيوم وتراجع سعرها الى النصف·
وربما لا تصبح الرغبة في الاسراع بإنتاج سيارات المستقبل مجرد طموحات لأبطال وادي السليكون، بل وتتحول الى طلب عالمي ملح خاصة اذا واصلت اسعار النفط صعودها الحالي· لكن البعض يتخوف من ان تكون الطفرة الحالية في ابتكارات السيارات الكهربائية، قصيرة الاجل كموجة التسعينيات التي شهدت انفاق اكثر من مليار دولار لانتاج سيارة تعمل بالبطاريات قبل ان توجه لها تويوتا الضربة القاضية بانتاج سيارة 'بريوس' التي كانت تعمل بالغاز والكهرباء؟·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©