الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جيب بوش» لن يكسب أصوات اللاتين

22 يونيو 2015 00:22
«جيب بوش» الذي يجيد اللغة الإسبانية والمقترن بزوجة مولودة في المكسيك، أصبح هو المرشح الذي يعقد عليه «الجمهوريون» الأمل لتحقيق نتائج قوية في أوساط الأميركيين من ذوي الأصول اللاتينية في الانتخابات الرئاسية العام المقبل 2016. إلا أن حزبه، وهو شخصياً، بالغ كثيراً في انحرافه نحو اليمين أثناء معالجته لملفات وطنية مثل الهجرة والقضايا الاجتماعية للدرجة، التي قد تسبب له مشاكل ضخمة حتى في أوساط اللاتينيين أنفسهم. ويعتقد خبراء سبر الآراء أن الجمهوريين سيحتاجون إلى كسب ما بين 40 و44% من أصوات الناخبين اللاتينيين حتى يتمكنوا من الفوز في انتخابات الرئاسة لعام 2016. وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي فازوا بها في الانتخابات النصفية الأخيرة. وقد خسر أحدث المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة «ميت رومني» دورة عام 2012 ضد الرئيس أوباما، لسبب أساسي يتعلق بفوزه بنحو 27% فقط من أصوات اللاتينيين. ولا يتوفر إلا القليل جداً من الأسباب التي تجعل «جيب» أكثر قدرة على الفوز بأصواتهم على رغم الآمال التي يعقدها الجمهوريون على ذلك. فهو يتحدث الإسبانية. وسبق له أن عاش في المكسيك وفنزويلا، وتخصص في الدراسات الأميركية بجامعة تكساس، وأقام علاقات صداقة وثيقة مع أميركيين، ورجال أعمال من أصل كوبي منذ انتقل إلى ميامي في عام 1980. ولم يكن من قبيل المصادفة أن يهتف الحشد الذي أعلن أمامه ترشحه قبل أيام، بشعار «فيفا جيب» أي «يحيا جيب» باللغة الإسبانية. وذهب الأمر بالسيناتورة الجمهورية «إليانا روس ليهلينين»، التي كانت بين الحشد إلى أن تصرخ بأعلى صوتها: «جيب كوبي، ونيكاراجوي، وفنزويلي». وفيما ينحدر زميلاه الجمهوريان السيناتور «ماركو روبيو» عن ولاية فلوريدا، و«تيد كروز» عن ولاية تكساس، من أبوين وأمين كوبيين، وأنهما يتحدثان الإسبانية بطلاقة، فإنهما يفتقدان زوجتين مكسيكيتين ولأبناء أميركيين من أصل مكسيكي ليقودوا حملتيهما الانتخابيتين باللغة الإسبانية. ولن يشفع لجيب بوش تاريخه الشخصي باعتباره الرجل الذي عاش في أميركا اللاتينية، وأنه متزوج من مكسيكية. وعلى رغم كل هذا، فإن على «جيب» أن يخوض معركة انتخابية حامية حتى يفوز بأكثر من 40% من الأصوات اللاتينية، وينتصر في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. ويشدّد «الديمقراطيون» ومؤيدو تسهيل قوانين الهجرة، على أن «جيب بوش» قرر الاشتراك في الحملة من أجل ما أطلقوا عليه «حفلة الطرد والترحيل»، وهم يقولون إنه بدأ بالفعل بالتنصّل من وعوده السابقة باتخاذ موقف معتدل من قضايا الهجرة. ومن أهم الأطروحات التي هاجموه على أساسها ما يذكرونه عنه من أنه كان من بين الأصوات المعارضة القوية للإجراءات التنفيذية التي اقترحها أوباما لحل مشاكل الهجرة، والتي ترمي إلى الوقف الفوري لإجراءات الترحيل ومنح الحالة شبه النظامية لأكثر من 5 ملايين عائلة أميركية تعيش في ظل الهجرة غير الشرعية. وهذا الموقف وحده، سيضع «جيب» أمام تساؤلات الملايين من الناخبين اللاتينيين، وخاصة منهم أولئك الذين سيستفيدون من الإجراءات التي وضعها أوباما. ويضاف إلى ذلك أن «جيب» تبنى المشروع الذي يطرحه الجمهوريون ومفاده أنه «يجب علينا أن نؤمّن حدودنا» قبل استكمال الإصلاحات المتعلقة بقوانين الهجرة. وتقول الانتقادات الموجهة ضد هذا الموقف إنه مجرد تسويف لأن الجمهوريين لا يعتزمون فعل أي شيء إزاء مشكلة المهاجرين غير الشرعيين المقيمين بالفعل فوق أرض الولايات المتحدة، والذين بلغ عددهم 11 مليوناً. كما أن «جيب» تراجع عن دعمه السابق لفكرة منح حق المواطَنة للمهاجرين غير الشرعيين، الذين انتهوا من تسوية أوضاعهم القانونية. وذكر في كتاب نشره عام 2013 أنه يؤيد منحهم الإقامة الدائمة وليس حق المواطنة. صحيح أن سياسة «جيب» حول الهجرة تميزت بالأخذ والردّ وتغيير المواقف، ولكنه يبقى «الجمهوري» الأكبر تأييداً للمهاجرين. ويؤيد «بوش» العديد من المواقف التي يطرحها المحافظون مثل معارضة برنامج «أوباماكير» للتغطية الكاملة لنفقات الرعاية الصحية، ورفع الحد الأدنى للأجور، وهو الإجراء الذي يلقى كل التشجيع من معظم الأميركيين اللاتينيين. واعتبر مسؤولون أميركيون كبار من ذوي الأصول اللاتينية والخبراء في تحليل نتائج عمليات سبر الآراء، أن من المرجح أن تكون مواقف «جيب بوش» سبباً في خسارة أصوات الأميركيين اللاتينيين. أندريس أوبنهايمر* *صحفي أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©