السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دروز سوريا والتدخل الإسرائيلي

22 يونيو 2015 00:22
من بساتينهم التي تنمو فيها أشجار الكرز على المرتفعات، يأتي أفراد الأقلية الدرزية في إسرائيل لمشاهدة والتعبير عن قلقهم على أبناء عمومتهم في سوريا، الذين باتت بلداتهم التي تبعد ببضعة أميال فقط محاصَرة من قبل الثوار الإسلاميين. ويخشى الدروز الإسرائيليون أن يكونوا على وشك رؤية مذبحة تُرتكب في حق أهلهم في سوريا، ويناشدون إسرائيل والتحالف الدولي، الذي يحارب تنظيم «داعش» التدخل. ومن جهتهم، دعا مسؤولون إسرائيليون الولايات المتحدة إلى حماية الدروز. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يراقبون الوضع عن كثب، ولكن المناوشات المحتدمة على الجانب السوري التي شارك فيها الدروز كانت محدودة حتى الآن. وفي الأثناء، يعدّ شبان الأقلية الدرزية العدة للأسوأ، حيث يذرعون الشوارع جيئة وذهاباً على صهوات الخيول، وعلى متن المركبات رباعية الدفع رافعين الأعلام الدرزية. وقد بدأ المئات منهم تشكيل مجموعات للدفاع الذاتي، وأخذوا ينظمون حصصاً تدريبية في تقنيات الأسلحة الخفيفة خلال عطلة نهاية الأسبوع يشرف عليها جنود إسرائيليون خارج الخدمة مستعدون لعبور الحدود من أجل الدفاع عن أبناء طائفتهم في سوريا. وبعد أربع سنوات على خطوط الهامش، باتت التطورات العنيفة والمعقدة في مرتفعات الجولان تهدد بجر إسرائيل إلى الحرب السورية في وقت تتريث فيه كل الأطراف – الثوار السوريون، وإسرائيل، والجيش السوري، و«حزب الله» اللبناني، وقوات الأمم المتحدة، والدروز والأميركيون – لرؤية ما سيحدث في المرحلة التالية. ويوجد 170 ألف درزي في إسرائيل، ومعظم مواطنون إسرائيليون ومن بينهم الكثير من الجنود العاملين وقدماء المحاربين، يحذرون من أن البلدات الدرزية على الجانب السوري، قد تتعرض في أي لحظة لهجوم من قبل الثوار الذين يقاتلون من أجل إسقاط بشار الأسد. وهناك عدد من مجموعات الثوار التي تتنافس على المواقع على الجانب السوري من الحدود الإسرائيلية، ومنها الجيش السوري الحر المعتدل، ولكن أيضا جبهة النصرة ووحدات تابعة لتنظيم داعش. ولكن وجود جبهة النصرة، وتنظيم داعش بشكل خاص، يثير قلق الدروز لأن الميليشيتين السنيتين، تعتبران الدروز كفاراً ومن أهل البدع. ويشار إلى أن «جبهة النصرة»، وهي فرع من فروع «القاعدة»، كانت قد استولت على دبابات ومدفعية من قاعدة الجيش السوري قبل أسبوعين. والدبابات منشورة الآن حول مجموعة من البلدان الدرزية في سوريا. ويذكر هنا أن الدروز كانوا يدعمون الأسد في السابق، وكانوا يعيشون في حمايته، ولكنهم باتوا يخشون التعرض لاجتياح. واليوم، يرفض زعماؤهم إرسال مزيد من أبنائهم للتجنيد من أجل الأسد، قائلين إنهم يحتاجون المقاتلين في الداخل لحماية عشائرهم، ومشيرين أيضاً إلى حسابات تفيد بأن الأسد أخذ يخسر. وبعد ظهر يوم الجمعة، كان بالإمكان سماع صوت المدفعية ومدافع الدبابات عبر بلدة «حضر» على الجانب الآخر من السياج الحدودي من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. واللافت أن جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة المكلفين بالقيام بدوريات في المنطقة العازلة بين سوريا والقوات الإسرائيلية تركوا مواقعهم ومكثوا في ثكناتهم على الجانب الإسرائيلي. لا شيء ولا أحد يتحرك في «حضر»، لا سيارة في الشوارع، ولا مزارعين في الحقول، رغم أن الوقت هو ذروة موسم جني الكرز. الكهرباء مقطوعة عن البلدة السورية والاتصال الهاتفي متقطع. ولكن بعض الدروز على الجانب الإسرائيلي قاموا بتهريب هواتف نقالة وأجهزة لاسلكي قصيرة المدى إلى أبناء طائفتهم في سوريا، الذين يخبرونهم بأن العائلات تقوم بتخزين الطعام والماء، وأن الرجال الذين لديهم سلاح أخذوا مواقعهم للدفاع عن المدينة. وقال «سالم ميلي»، وهو درزي في الجولان الذي تحتله إسرائيل ويعمل كقائد في الجبهة الداخلية، ويعمل حالياً على إعداد مخططات للطوارئ لما ينبغي فعله في حال أراد مئات أو آلاف الدروز الفرار إلى الجانب الإسرائيلي من الجولان: «لدينا مقاتلون ولكنهم لا يملكون أسلحة». ومن جانبه، قال يوسف رباح، وهو إسرائيلي درزي من منطقة الجليل أمضى 18 عاماً في الجيش الإسرائيلي كقائد كبير: «إن حضر مدينة في خطر كبير»، مضيفاً: «إنا نخشى حدوث مذبحة لن ينساها العالم أبداً!». ويليام بوث – مجدل شمس، مرتفعات الجولان *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©