الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد مندي: زيارة محمد بن زايد وسام على صدر كل معلم

أحمد مندي: زيارة محمد بن زايد وسام على صدر كل معلم
15 أكتوبر 2017 09:12
أحمد السعداوي (أبوظبي) «قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا.. كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولاً»؛ بيت شعري خالد قاله أمير الشعراء أحمد شوقي، مدللاً به على قيمة هذه المهنة السامية التي خصصت الأمم المتحدة يوماً لها في أكتوبر من كل عام، للاحتفاء بها وتكريمها. وتأكيداً على التقدير الذي يحظى به المعلم في الدولة، زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معلمه الفاضل أحمد إبراهيم مندي التميمي، في منزله بأبوظبي، مؤخراً، ضارباً أروع الأمثلة في الوفاء للمعلمين الرواد، والشد على أياديهم لما قدموه من خدمات جليلة، ليكون أنموذجاً يحض النشء على تكريم المعلم، وحفظ مكانته.وعبر مندي عن تقديره البالغ لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، واعتبرها «وساماً على صدر كل معلم، وحافزاً على تقديم مزيد من الجهد التربوي والتعليمي»، مسلطاً في حوار شامل أجرته معه «الاتحاد» الضوء على مراحل مختلفة من حياته بوصفه واحداً من الرعيل الأول للمعلمين في الدولة. رسالة وفاء يقول مندي، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان له، حدث مهم في حياته، أشعره بقدر عال من الحفاوة والتكريم، وتؤكد حرص سموه على الاحتفاء بكل من عمل معه، وليس فقط المعلمين، فهناك كثيرون من الأشخاص عملوا مع سموه في مجالات متعددة، وكان دائم السؤال عنهم، وحرص على تكريمهم في مناسبات عدة، وبالتالي فإن هذه الزيارة تمثل وساماً على صدر كل معلم، وتحمل رسالة وفاء منه لكل من عمل مع سموه. وأضاف: تأكيداً على اهتمام سموه بالمعلم ودوره المحوري في المجتمع، أقيم مؤخراً منتدى «قدوة 2017»، تحت رعايته، واتسم بقدر عال من الرقي وحسن التنظيم وحضور 900 من خبير في التعليم من أرجاء العالم، وعدد كبير من رواد وخبراء التعليم في الدولة، ما يعكس رؤية مستقبلية بعيدة المدى للتعليم في الإمارات ودوره في تشكيل مستقبل الأمة. تقدير ودعم ويعود مندي بالذاكرة إلى ستينيات القرن الماضي، وتحديداً عام 1968 حيث بدأ العمل بالتدريس في أبوظبي، وكانت ملامح الحياة بسيطة، ورغم قلة الموارد حينها إلا أن الدولة كانت تولي التعليم ما يستحق من تقدير ودعم، وتستقطب معلمين من دول عربية مختلفة، وتبني مدارس متعددة من أجل إنشاء أجيال متعلمة وواعية، وتحفز أولياء الأمور على إرسال أبنائهم للمدارس، حيث كانت تُصرف للطلبة رواتب شهرية ووجبات يومية، فضلاً عن الملابس ومختلف أوجه الرعاية التي يحتاجها الطالب. ويذكر مندي أن رحلة عمله في التعليم بدأت في البحرين عام 1964، واستمرت حتى نهاية عام 1967، قبل انتقاله إلى أبوظبي في العام التالي للعمل في مدرسة محمد بن القاسم، من عام 1971، ثم إلى مدرسة الكندي، التي بقي يعلم فيها إلى عام 1976، وكان بها عدد من أبناء المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ومنهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكان في الصف الرابع، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، في الصف الثاني، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، في الصف الأول، مشيراً إلى أن سموهم كانوا يتسمون بالأدب الجم، والابتسامة الحاضرة والتواضع، الذي يعكس قدر الاهتمام والتوجيه من قبل المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، ليكونوا خير قدوة لأبناء الإمارات. وقال إن الشيخ زايد، رحمه الله، كان حريصاً على ألا تفوتهم دروس العلم حتى في أسفارهم الخارجية، حيث كان يرافقه في رحلات القنص إلى باكستان، لتدريس أبنائه خلالها حتى يبقوا محافظين على مستواهم الدراسي. مسيرة مهنية ويتابع مندي (71 سنة) حديث الذكريات بقوله، إنه في عام 1976 انتقل للعمل مديراً لمكتب وزير الإعلام المرحوم الشيخ أحمد بن حامد، واستمر نحو عامين في هذا المنصب، ليتجه بعدها إلى وزارة الداخلية للعمل ضابطاً في مجال الإدارة والتخطيط، واستمر في الداخلية حتى وصل إلى وظيفة نائب مدير عام للشؤون الإدارية والمالية قبل تقاعده عام 2008. وذكر أنه منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا يقضي أوقاته بين زيارة الأهل والعائلة وتأدية الصلوات في المسجد، والإشراف على المزرعة الصغيرة الخاصة به في منطقة السمحة، ليستجم من رحلة العمل الطويلة، التي استمرت حتى وصل إلى سن الـ 62 عاماً. ولفت إلى أنه خلال هذه المسيرة الطويلة حصل على جوائز وشهادات تكريم من جهات عدة، منها الضابط المميز من وزارة الداخلية، ودرجة الدبلوم الشرفية من إحدى الجامعات البريطانية. وحول أهم الشخصيات التي أثّرت فيه، وتركت بصمات واضحة في حياته، أجاب مندي بأن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، هو المعلم الأول للبشرية، ومن خلال تتبع سيرته الشريفة يمكن للإنسان أن يتعلم الكثير من الشمائل الطيبة، وبالتالي العمل على غرسها في أبنائه والمحيطين به، والزعيم الراحل جمال عبد الناصر لما كان له من حضور مؤثر في العالم العربي، مؤكداً أن تأثير الشيخ زايد الأعمق بحكم التعامل معه عن قرب فكان مثالاً حياً للتعرف إلى كثير من السمات القيادية، وأسرار حب الحاكم لشعبه. وأشار إلى أنه حين كان مرافقاً للقائد المؤسس في واحدة من رحلاته إلى جزيرة صير بني ياس، وكان عمر مندي وقتها 22 عاماً، كان يعمل على تشجيعهم على النهوض باكراً بأسلوب المداعبة، حيث كان يقول لهم، «من لم يحضر مبكراً إلى الإفطار، لن يكن له طعام»، مضيفاً، «كنا نستيقظ في السادسة صباحاً حتى نلحق بوجبة الإفطار، ثم نكمل بقية اليوم برفقته في جولاته بالجزيرة». تطور لافت وعودة إلى الحديث عن التعليم، وكيف كان التعليم في الإمارات قديماً، ووضعه الحالي، قال مندي، إن المناهج شهدت تطوراً لافتاً، وهناك استقطاب لكثير من الكفاءات التعليمية من كافة أنحاء العالم، إلى جانب إطلاق الكثير من المبادرات والخطط المستقبلية الهادفة إلى الاستمرار في النهضة التعليمية التي تعيشها الدولة، وإن كان يتمنى الاهتمام بشكل أكثر بالعنصر المحلي في العملية التعليمية، سواء من ناحية المناهج، أو الاعتماد على الكوادر العربية والمحلية، لافتاً إلى أن الدولة لا تقصر أبداً في توفير كل سبل الرعاية للمعلمين، ولذلك يدعو الشباب الإماراتي إلى الإقبال على مهنة المعلم، لأنها من أجلّ المهن، وتعتبر محوراً رئيساً يقوم عليه أي مجتمع ناجح، وعلى أي مدرس أن يكون على قدر من الثقافة العامة حتى يكون مقنعاً للطالب، وقادراً على الإجابة عن كثير من الأسئلة التي يمكن أن توجه إليه من قبل الطلبة، لأنهم في مرحلة بحث عن العلم. مفتاح السعادة عن أكثر ما يسعد المعلم الفاضل أحمد مندي، أكد أن مساعدة الآخرين مفتاح السعادة، لافتاً إلى أن أفضل لحظاته حين يشعر أنه ساعد شخصاً ما، واستطاع تلبية حاجة له، أما أكثر الأشياء التي تشعره بالضيق فهو الشعور بالظلم، وعدم الالتزام بالمواعيد، لأن ذلك يعني عدم احترام الوقت والآخرين. وأوضح أن الإنسان إذا كان منضبطاً في مواعيده تنضبط كل أمور حياته، ويمضي فيها بيسر يؤدي به إلى النجاح في تحقيق ما يرنو إليه من أهداف. وحول ما أعطته الحياة وما أخذته منه، قال إن الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بالخير الكثير، منها أسرته الكبيرة الممثلة في وطنه الإمارات الذي لم يقصر أبداً تجاه كل أبنائه وأعطاهم أفضل سبل الحياة، وأسرته الصغيرة، فقد رزقه الله أبناء ناجحين مطيعين لربهم، بارين بوالدهم، مشيراً إلى أن أبناءه هم يوسف (30 سنة) ويعمل ضابطاً بوزارة الداخلية، والتوأم محمد وعلي (27 سنة)، وهما ضابطان في القوات المسلحة، وعما أخذته الحياة منه، فقال، إنهم الأحبة والأهل الذين انتقلوا إلى رحمة الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©