الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سالم الكعبي يروي فصولاً من غربة رمضان في كندا

سالم الكعبي يروي فصولاً من غربة رمضان في كندا
8 يوليو 2014 00:21
كما يقول المثل «الغربة كُربة»، فإن لرمضان في حياة الكثير من الشباب المتسلحين بالعلم ويسعون إلى استكمال رسالة الدكتوراه في الخارج.. لحظات جميلة لها مذاق خاص، ولكون هذه المناسبة مميزة ولها رونقها المختلف في حياة حامليها، فإن الدكتور سالم الكعبي حلق حاملاً تحت جناحيه هدفاً مصراً على تحقيقه ليعود إلى وطنه كلؤلؤة تشع نوراً وعلماً وازدهاراً، في تخصص مختلف ومميز. هناء الحمادي (أبوظبي) الدكتور سالم خلفان الكعبي الذي تخرج في جامعة كارلتون في أوتوا عام 2006، يشغل حالياً منصب نائب المدير العام لمركز أبوظبي لإدارة النفايات بالإنابة، وشغل منصب مدير إدارة الصحة العامة في بلدية مدينة العين من 2008 - 2012، وحصل على دكتوراه في الهندسة البيئية من جامعة كارلتون بكندا في مجال استخراج غاز الميثان من النفايات وتطبيقه في المناطق الجافة وشبه الجافة عام 2007، أنهى الماجستير في الإدارة التنفيذية من كلية التقنية العليا عام 2012، وخلال عمله في بلدية مدينة العين شارك في وضع خطة استراتيجية لتحقيق الإدارة المتكاملة للنفايات في مدينة العين التي شملت جمع ونقل ومعالجة النفايات وطمرها، بالإضافة إلى تثقيف الجمهور للتقليل من كمية النفايات الناتجة للوصول لتحقيق مبدأ الاستدامة، ومتابعة تعهيد خدمات النفايات ومكافحة الحشرات في بلدية مدينة العين. رمضان طويل ويعود الكعبي بذكرياته إلى الوراء وأحلامه التي حققها آنذاك ويستذكر رحلة دراسية كانت مليئة بالذكريات الرمضانية، مبيناً أن رمضان في كندا مثل رمضان في أي بلد آخر غير ذي أغلبية مسلمة، فلا يوجد بالطبع مظاهر عامة شاملة لحضور شهر الصيام، إنما تقتصر الأجواء الرمضانية على حياة المسلمين الشخصية وعلى المساجد، وقد تكون أقوى حضوراً في المناطق التي تتواجد بها جالية مسلمة كبيرة العدد. ويقول في تجربتي الشخصية مر عليّ رمضان 4 مرات، وكانت أسوأ فترة رمضانية هي تلك السنة الأولى من الدراسة حيث كان الوضع مغايراً جداً عن أجواء رمضان في الإمارات مع أفراد الأسرة، وخلال الشهر الفضيل كان لزاماً علي الاعتماد على نفسي في إعداد الإفطار، ورغم خبرتي البسيطة في الطبخ، إلا أن الظروف الدراسية أجبرتني على إعداد أطباق رمضانية، لكنها ليست بالنكهة والمذاق حين أتناوله مع عائلتي. ويضيف: كنت أعد الأرز البرياني وأطباق المشاوي، والصالونة والثريد، والمجبوس، وغيرها من الأطباق التي أجدها سهلة نوعاً ما، لكن أكثر ما كان يختلف عن توقيت موعد الإفطار أن الإمساك عن الطعام في كندا يبدأ من الساعة 5:30 فجراً حتى موعد الإفطار 4:30، وهذا الأمر كان يختلف تماماً عن أجواء رمضان في الإمارات، ويعتبر هذا التوقيت من أطول الأوقات بالنسبة لي، حيث اضطر في بعض الأحيان إلى الإفطار داخل قاعة الدراسة بالجامعة، عندما يحين موعد الإفطار من خلال تناول حبات التمر وشرب اللبن، وحتى لا نشعر ببعض من الوله والشوق لهذه الأجواء الرمضانية والروحانية كنا في الأسبوع نجتمع نحن الطلبة الإماراتي 3 مرات عند مجموعة من الشباب الإماراتي طوال شهر رمضان الذين كانوا يواصلون دراستهم في كندا، وكان التجمع معهم يخفف وطأة الغربة، وكنا من خلال ذلك أثناء موعد الإفطار نتناول الأكلات الإماراتية التي كان يعدها الطلبة بأنفسهم، وأثناء تناول الإفطار على مائدة رمضان كان كل واحد يشعر بالحب والتآلف، ويتمنى لو كان بين أفراد أسرته في مثل هذه الأيام من رمضان. صلاة التراويح ويتابع: كان التجمع في المدينة التي عشت فيها وقت صلاة التراويح للصلاة بالمسجد القريب من شقتي، وكان ذلك يذكرني بتجمعي مع أفراد أسرتي وأصدقائي، حين كنا نؤدي الصلاة بالمسجد القريب من منزلي، لكن الوضع في كندا اختلف رغم وجود الكثير من الطلبة الإماراتيين، وبعض الطلبة من الدول الخليجية والعربية الأخرى الذين يواصلون رحلتهم العلمية، فقد كان هذا التجمع وأداء صلاة التراويح جماعة مع هؤلاء الشباب المسلم من مختلف الجنسيات وتلك الروحانية الدينية التي كنت استشعرها من خلال قراءة القرآن في المسجد وأداء الصلاة في وقتها وصيام رمضان خلال الدراسة، هو ما كان يخفف عني الشعور بالحنين والغربة للأهل طوال فترة الدراسة في جامعة كارلتون في أوتوا، لافتاً إلى أنه حين تجد هذا الكم الهائل من المصلين الذي يصل عددهم إلى 800 مصل، يتوافدون إلى المسجد لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح جماعة، حيث لا تجد موضعاً لقدم، ويستطيع أي عابر خارج المسجد أن يشعر بذلك، فإن هذا الحضور الرمضاني للمصلين يكون قوياً ويشعرك بالراحة. فرق مؤلم ويواصل حديثه عن الذكريات: رمضان خارج الوطن لا شك أنه ليس بمزايا رمضان في وطنك، هذا ما ذهب إليه الكعبي خلال قضائه رمضان في كندا لمدة 4 سنوات، مبيناً أن هناك فرق بين قضاء رمضان بين الأهل والجيران والوطن، وفرق مؤلم وأنت تقضيه في الغربة، فالأجواء الروحانية لا نستشعر بها إلا خلال الإفطار الجماعي مع الطلبة، أما في الإمارات فتجد كل الناس وأهلك وأصحابك تنطبع عليهم روحانيه وطقوس رمضان التي افتقدناها، ويضيف: شعرت بالحنين لكل ساعه قضيتها في الإمارات في شهر رمضان المبارك من زيارة الأقارب والصلاة في المساجد والتآلف والأخوة الصادقة وفعل الخير وإفطار الصائمين، وسط أجواء رمضانية أما في الغربة فالحياة لا طعم لها. مسار العودة إلى الوطن.. ورحلة العمل بعد العودة إلى الوطن وتحقيق هدف كان يصبو إليه الكعبي، بدأت المرحلة العملية في حياته، حيث تولى مناصب عدة، آخرها هو منصب نائب المدير العام مركز أبوظبي لإدارة النفايات بالإنابة، وخلال عمله شارك في إعداد استراتيجية قطاع النفايات بالإمارة المعدة من قبل هيئة البيئة أبوظبي، وكذلك الإشراف على إعداد استراتيجية المركز 2013 - 2017، ومتابعة إعداد الأدلة الفنية لإدارة النفايات ومتابعة تطوير خطة التوعية، بالإضافة إلى متابعة تحسين عقود جمع ونقل النفايات في مدينة أبوظبي والمنطقة الغربية وتطوير إدارة عقود النفايات من حيث ربط مؤشرات الأداء بشروط جزائية ووضع برنامج تدريبي للمراقبين، والمشاركة في التجهيز للمشاريع الاستراتيجية بالمركز من تقييم أعمال الإدارة المتكاملة المنجزة في مدينة أبوظبي والمنطقة الغربية، وإنشاء مركز الاتصال والمراقبة والتحكم لقطاع النفايات بالإمارة، الحلول المؤقتة للنفايات الطبية بمدينة أبوظبي والمنطقة الغربية، مشاريع الطوارئ، دراسة الإشكاليات المتعلقة بالنفايات الخضراء بالإمارة ورفع الحلول المناسبة لمعالجتها، تحويل النفايات لطاقة بالتعاون مع شركة طاقة، تطوير النموذج المعتمد للخطة الرئيسية لإدارة النفايات في إمارة أبوظبي، وغير ذلك من المهام. إضاءة يعتبر الكعبي قضاء شهر رمضان للمرة الرابعة في كندا أطول فترة مرت عليه، حيث كان توقيت الإمساك عن الطعام عند الساعة 4:30 بينما يحين وقت الإفطار في الساعة 7:30، وهذا الأمر كان يسبب إرهاقاً وتعباً ومجهوداً كبيراً، خاصة حين نكون في قاعة الدراسة بالجامعة، لكن مع قليل من التحمل والصبر ومؤزارة الأصدقاء، تخف المعاناة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©