الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ذو القرنين» بلغ بملكه المشارق والمغارب

8 يوليو 2014 00:23
«ذو القرنين» من الشخصيات القليلة التي ذكر القرآن اسمها، وأخبر عنه أنه ملك صالح، آمن بالله والبعث والحساب، فمكن الله له في الأرض، وقوى ملكه، ويسر له فتوحاته جاءت قصته في سورة الكهف، ولم يحدثنا عن أين ذهب بالضبط، مغرباً ومشرقاً، ومن هم الأقوام الذين ذهب إليهم لحكمة يعلمها الله عز وجل لأن القصد من القصص القرآني، ليس إعطاء تاريخ، وإنما العبرة. ذُكرت قصته حين أشار اليهود على كفار مكة بأن يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروح وعن فتية فقدت، وعن ذي القرنين فجاء الرد في قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * ... إلى آخر الآية، «سورة الكهف: 83 - 98». قال ابن إسحاق وكان من خبر ذي القرنين أنه أوتى ما لم يؤت غيره، فمدت له الأسباب حتى انتهى من البلاد إلى مشارق الأرض ومغاربها، لا يطأ أرضاً إلا سلط على أهلها، حتى انتهى إلى ما ليس وراءه شيء من الخلق. قمع الكفر وجاء في «البداية والنهاية» أنه كان ملكاً من ملوك الأرض وعبداً صالحاً مسلماً، طاف الأرض يدعو إلى الإسلام ويقاتل عليه من خالفه، فنشر الإسلام وقمع الكفر وأهله وأعان المظلوم وأقام العدل، وذكره الله تعالى، وأثنى عليه بالعدل، وأنه بلغ المشارق والمغارب، وملك الأقاليم وقهر أهلها، وسار فيهم بالعدالة التامة والسلطان المؤيد المظفر المنصور القاهر المقسط والصحيح أنه كان ملكاً من الملوك العادلين وفتح الفتوح، ودانت له البلاد والعباد، ومع هذا لم ينحرف عن العدل، بل ظل مقيما لحدود الله. يرى ابن كثير وابن هشام والبيروني أن ذا القرنين أحد التبابعة العظام من اليمنيين من نسل ملوك العرب حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود، وقال المقريزي: إن التحقيق عند علماء الأخبار أن ذا القرنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز عربي اسمه الصعب بن ذي مرائد بن الحارث إلى سام بن نوح، وأنه من ملوك حمير، وقد غلط من ظن أن الإسكندر بن فيلبس هو ذو القرنين الذي بنى السد. هو نموذج طيب، فقد يسر الله له الأسباب فاجتاح الأرض شرقاً وغرباً، ولكنه لم يتجبر ولم يتكبر ولم يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان ولم يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق، وإنما نشر العدل في كل مكان حل به، واستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح. دعوة إلى الله ويحكي القرآن قصة «ذي القرنين»، وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله، فاتجه غربا، حتى وصل إلى عين حمئة كبيرة، المقصود بها الماء المائل للكدرة والعكارة، وليس صافياً ووجد الشمس تغرب فيها فألهمه الله وأوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم، أو أن يحسن إليهم فأوضح منهجه، وأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما من آمن فسيكرمه ويحسن إليه. وبعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق فوصل لمنطقة اختلف الناس فيها فقيل إنها إما تكون وقت طلوع الشمس أو مكان شروق الشمس، فحكم في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدين بينهما فجوة يتحدثون بلغة يصعب فهمها وطلبوا منه أن يساعدهم في صد «يأجوج ومأجوج» بأن يبني لهم سدا، مقابل خراج من المال فوافق، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بنائه وردم الفجوة بين الجبلين واستخدم وسيلة هندسية مميزة للبناء، فقام بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين، ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته فسدت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السد ولا تسوره وأمن القوم الضعفاء شرهم، وبعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسد، وحمد الله على نعمته. القاهرة (الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©