بيروت - 'الاتحاد':
احتل موضوع مذكرة الجلب السورية التي وصلت نسخة منها الى القضاء اللبناني امس بحق رئيس 'اللقاء الديمقراطي' النائب وليد جنبلاط مركز الصدارة في اهتمام فريق قوى 14 مارس الذي يعتبر جنبلاط احد ابرز اركانه· وعقد نواب الاكثرية (14 مارس) جلسة طارئة امس خصصت لبحث هذا الموضوع وخرجوا بتوصية الى البرلمان والحكومة لاصدار مواقف رسمية برفض هذه المذكرة وردها واعتبارها تنطوي على مواقف سياسية بحتة· وانضم رئيس الحكومة اللبنانية السابق الدكتور سليم الحص الى الجبهة المعارضة للمذكرة السورية وقال 'اننا لا نتفق مع النائب جنبلاط في معظم المواقف التي يتخذها والتي كثيراً ما تبدو متقلّبة وغير متجانسة وغير مبدئية،
ونحن لا نتفق معه في موقفه من الشقيقة سوريا والذي كثيراً ما يتحكم فيه الانفعال· ولكن هذا لا يبرر الاجراء الذي اتخذه القضاء العسكري السوري بإصدار مذكرة جلب في حقه وايداعها منظمة الانتربول· فأقل ما يقال في هذا الاجراء انه غير واقعي ولا قيمة تنفيذية له، وهو يتجاهل كون جنبلاط يتمتع بالحصانة النيابية وفق النظام اللبناني، فالإجراء متسرع ويؤدي الى عكس النتائج المتوخاة منه وهو مرفوض لبنانياً'·
من جانب آخر فاجأ الرئيس اللبناني اميل لحود ابناء المناطق المحررة في جنوب لبنان بزيارة خاطفة لمعتقل الخيام صباح امس عشية عيد 'المقاومة والتحرير' الذي يصادف اليوم الخميس ايذاناً باطلاق الاحتفالات الرسمية والشعبية بالنصر المظفر الذي حققته المقاومة على الاحتلال الاسرائيلي في 25 مايو عام ·2000 وأقيم للرئيس لحود استقبال حاشد عن مدخل المعتقل السابق، حيث قدمت ثلة من رجال المقاومة تحية عسكرية، وكان في طليعة المستقبلين رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد ومسؤول 'حزب الله' في الجنوب الشيخ نبيل قاووق· وقام الرئيس اللبناني بجولة تفقدية على زنزانات المعتقل يرافقه عدد من اركان الدولة في الجنوب واستمع الى شرح من بعض الأسرى المحررين الى اساليب التعذيب والارهاب التي كان يمارسها السجانون الصهاينة بحق المعتقلين· وكرر الرئيس لحود من معتقل الخيام قوله 'إنه من المعيب حقاً ان يفكر احد في مصير المقاومة لجهة بقائها ام لا ما دام السلام العادل والشامل لم يتحقق في المنطقة، رافضاً مقولة دمج المقاومة بالجيش'·
وأشار الرئيس اللبناني الى ان اعداء لبنان سيواصلون العمل لانهم يعتبرون انه ما دامت هناك مقاومة لا يمكن فرض شروطهم على هذا البلد· ولمناسبة عيد 'المقاومة والتحرير'، عقدت قمة روحية اسلامية في بيروت امس بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان واكدا على ضرورة استمرار المقاومة في اداء رسالتها في ظل الوحدة الوطنية حتى تزول آثار العدوان الاسرائيلي بالكامل· ودعت الاحزاب اللبنانية الى تحصين الانتصار وحماية الوطن بالاستمرار في دعم خيار المقاومة، لاستكمال التحرير والتمسك بالسلاح المقاوم ورفض المجتمعون القرار الدولي 1680 الصادر عن مجلس الامن الدولي، 'لانه يشكل سابقة خطيرة في خرق السيادة ومصادرة الارادة الوطنية'·
ويحتفل اللبنانيون اليوم بالذكرى السادسة للتحرير في المدن والقرى المحررة· وينتظر ان يحدد امين عام 'حزب الله' حسن نصرالله في احتفال مركزي يقام اليوم في صور منطلقات واضحة لمستقبل المقاومة وسلاحها ويطلق سلسلة من المواقف حيال القضايا اللبنانية والقرارات الدولية ذات الصلة، خصوصاً القرارين 1559 و·1680
عدد اليوم
